حكايات من رحم الإصرار.. كيف يلهم بطلا الكاراتيه زيزو ومروة العالم باليوم العالمي لذوي الهمم؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 3 ديسمبر 2025 12:02 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

حكايات من رحم الإصرار.. كيف يلهم بطلا الكاراتيه زيزو ومروة العالم باليوم العالمي لذوي الهمم؟

سلمى محمد مراد
نشر في: الأربعاء 3 ديسمبر 2025 - 11:41 ص | آخر تحديث: الأربعاء 3 ديسمبر 2025 - 11:47 ص


في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، يفتح بطلا مصر مروة أحمد حسين وعبد العزيز عاصم "زيزو"، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، صفحات من رحلتيهما، ليس للحديث عن ميداليات أو منصات تتويج فقط؛ بل عن إرادة صلبة لم تهزمها الإصابة ولا الظروف، وعن قدرة الإنسان على صنع عالمه الخاص فوق كل التوقعات.

زيزو.. الذهب الذي صُنع من الألم

من داخل قرية كفر الأطرش في الدقهلية، خرج عبدالعزيز عاصم ليصبح واحدا من أبرز لاعبي الكاراتيه على مستوى العالم لذوي الهمم، ليتوج بذهبية العالم للمرة الرابعة على التوالي في 2025.

ويعد عبدالعزيز، الشهير بـ"زيزو"، أحد أبرز أساطير الكاراتيه في مصر والعالم؛ بعدما تصدر التصنيف الدولي وحقق مسيرة غير مسبوقة من الذهب، أبرزها ذهبيات مدريد 2018، ودبي 2020، وبودابست 2023، وبطولتا إفريقيا في المغرب ومصر، إلى جانب حصوله على وسام الرياضة من الطبقة الأولى وتكريمه من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجائزة أفضل لاعب عالمي بتصويت الجماهير في استفتاء "Insight Award".

لا تبدأ قصة "زيزو" بالرياضة، بل بالخبز؛ فقد كان يساعد والده في المخبز ليلا، ويذهب للتمرين صباحا بعد نوم لا يتجاوز ثلاث ساعات، وفي سن الثامنة بدأ رحلته مع الكاراتيه وحقق بطولات متتالية حتى تعرض لحادث سيارة مروع في بدايات شبابه، حيث انقلبت به السيارة أكثر من 12 مرة فأصيب بعجز خطير كاد يتسبب في بتر ساقيه، وخضع بعدها لجراحات معقدة مكنته فقط من الحركة بأجهزة تعويضية.

يقول عبدالعزيز: "قالوا لي مش هتمشي تاني، لكن لما شوفت لاعبين بيمارسوا الكاراتيه على الكرسي حسيت إن الحلم لسه عايش".

عاد "زيزو" للتمرين بصبر وإصرار حتى حصل على أول ذهبية عالمية، ثم كرمه الرئيس ومنحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى، وفي 2025، وبعد ثلاثة ألقاب عالمية، واجه تحديا جديدا: كيف يظل على القمة؟، وهن ذلك يقول: "أصعب حاجة مش إنك توصل.. أصعب حاجة إنك تفضل هناك"، وبالفعل أضاف الذهبية الرابعة وسط انبهار منافسيه بتطوره رغم اللعب على كرسي متحرك.

وتبقى وفاة والده قبل بطولة المجر عام 2023 من أصعب لحظات حياته، لكنه أكمل المشوار من أجله، وعنه يقول: "كان حلمه يشوفني بطل عالم فكان لازم أكمل الطريق".

مروة حسين.. فضية "القلب الأقوى"

بدأت مروة رحلتها مع الكاراتيه في سن الثامنة، وعرفت لاحقا بوجود منتخب خاص بلاعبي القدرات الخاصة، لتبدأ رحلة مدهشة منذ عام 2018، حصدت خلالها ألقابا عربية وعالمية وجمهورية، وصولا إلى الميدالية الفضية في بطولة العالم بالقاهرة 2025.

طريق مروة لم يكن سهلا؛ فقبل أسابيع من البطولة تعرضت لإصابة قوية في الكاحل، ثم لحقت بها إصابة أخرى قبل السفر بأيام، ورغم ذلك واصلت التدريب على كرسي ونفذت تدريبات السرعة وهي جالسة، لتحتفظ بلياقتها قبل العودة للوقوف على قدميها.

تقول مروة، إن أصعب لحظات البطولة كانت تنفيذ الحركات التي تعتمد على التوازن رغم إصابتها، لكنها قررت أن تلعب بما تبقى من قوتها، لتفوز بالمركز الأول في مجموعتها وتتأهل للنهائي وتحصد الفضة.

وفي قلب رحلتها يقف فريق كامل: والدان لم يعترفا يوما بأنها أقل قدرة رغم إصابتها البصرية منذ الولادة، مدربو نادي وادي دجلة، الجهاز الفني للمنتخب، وطبيبات العلاج الطبيعي اللواتي لازمنها حتى اللحظة الأخيرة.

تقول مروة: "بابا وماما وأختي صفا هما ضهري الحقيقي.. وصوت بابا في المدرجات كان أكثر صوت سامعاه وأنا بلعب".

وتتذكر لحظة مؤلمة حين كانت قريبة من الذهب قبل أن تحسم "درجات الإعاقة" النتيجة لصالح منافستها، لكنها تراها درسا لا خسارة: "الأداء ساعات أهم من الميدالية".

وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة توجه رسالتها: "مفيش مستحيل.. كل واحد فينا مختلف، واختلافه هو قوته".

رياضة وكرامة ورسالة في يوم عالمي

تجمع قصة مروة وزيزو ملمحا يتجاوز الرياضة؛ فالمنافسة بالنسبة لذوي الهمم ليست على البساط فقط، بل مع الحياة بكل تحدياتها الصحية والمجتمعية والنفسية.

وفي هذا اليوم العالمي، تصبح الحكايتان مرآة لواقع أشمل يشمل أهمية دعم الأسرة، قيمة الرياضة كمنصة لإثبات الذات، دور المدربين والدولة في توفير بيئة عادلة، ورسالة إنسانية تقول إن الإرادة تستطيع أن تصنع ما يبدو مستحيلا.

وبين ذهب زيزو وفضية مروة يظل ما هو أهم من الميداليات: قوة الإنسان حين يقرر أن يواجه العالم بطريقته، وأن يترك بصمته مهما كانت البداية صعبة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك