وطنيات ثورة1919 (4) : «خرج الغواني يحتججن»..كيف عبر حافظ إبراهيم عن أول مظاهرة نسائية في تاريخ مصر؟ - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 9:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة1919 (4) : «خرج الغواني يحتججن»..كيف عبر حافظ إبراهيم عن أول مظاهرة نسائية في تاريخ مصر؟

حسام شورى:
نشر في: الإثنين 4 مارس 2019 - 5:54 م | آخر تحديث: الإثنين 4 مارس 2019 - 5:54 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.

**************

ونركز اليوم على أبيات لشاعر تأثر بالثورة وأثر فيها بكلماته، حافظ إبراهيم الملقب بـ«شاعر النيل» من أهم الشعراء الذين عبروا عن ثورة 1919، وهو أول من رصد بكلماته المشهد المؤثر الذي عاشته مصر للمرة الأولى، بخروج سيداتها وآنساتها في تظاهرة يوم الأحد 16 مارس بغرض الإعراب عن شعورهن، والاحتجاج على ما أصاب الأبرياء من القتل والتنكيل في المظاهرات السابقة.

المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي يصف تلك التظاهرة في كتابه «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» بأنه: «شاركت المرأة المصرية الرجال في الثورة، وأعلنت عن مساهمتها فيها بمختلف الوسائل..خرج المتظاهرات في حشمة ووقار، وعددهن يربو على الثلاثمائة من كرام العائلات، سارت السيدات في صفين منتظمين، وجميعهن يحملن أعلامًا صغيرة، وطفن الشوارع الرئيسية في موكب كبير، هاتفات بحياة الحرية والاستقلال وسقوط الحماية، فلفت موكبهن أنظار الجماهير، وأذكى في النفوس روح الحماسة والإعجاب...» .

فأخذ إبراهيم يوصف مشهد المظاهرة بكلمات ثورية:

خرج الغواني يحتججن ... ورحت أرقب جمعهنه
فإذا بهن تَخذن من ... سود الثياب شعارهنه
فطلعن مثل كواكب ... يسطعن في وسط الدجنه

ويكمل ساخرا من الاحتلال الذي أقدم بجيشه وسلاحه وسيوفه على تفريق تظاهرة لسيدات لا يملكن السلاح ولا يستطعن المواجهة:

وإذا بجيش مقبل ... والخيل مطلقة الأعنة
وإذا الجنود سيوفها ... قد صوبت لنحورهنه
وإذا المدافع والبنادق ... والصوارم والأسنة
والخيل والفرسان قد ... ضربت نطاقاً حولهنه
والورد والريحان في ... ذاك النهار سلاحهنه

فيهنئ حافظ جيش الاحتلال على هزيمة جيش النساء وعودتهن مشتتات إلى قصورهن، ولكنه تعمد ذكر اسم الرئيس الألماني وقائدها في الحرب العالمية الأولى هيندنبورج، ليدلل على مدى عنف وفظاعة البريطانيين خلال مواجهتهم سيدات عزّل، وكأنهم كانوا يقاتلون الألمان في الحرب العالمية الأولى.
ولكنه استنهض الروح الثورية في نهاية قصيدته، مهددا الاحتلال من غضب وكيد تلك النساء.

فتطاحن الجيشان ... ساعات تشيب لها الأجنة
ثم انهزمن مشتتات ... الشمل نحو قصورهنه
فليهنأ الجيش الفخور ... بنصره وبكسرهنه!
فكأنما «الألمان» قد ... لبسوا البراقع بينهنه
وأتوا بهندنبرج ... مختفيا بمصر يقودهنه
فلذلك خافوا بأسهن ... وأشفقوا من كيدهنه!

وبحسب ديوان حافظ إبراهيم فإن هذه القصيدة قوبلت بالمنع، فلم تنشر في أي من الصحف، ولكنها طبعت في منشورات وطنية، وزعت على الثوار، للفخر بما قامت به المرأة المصرية، ودور الثورة في تحريرها، ولكن القصيدة نشرت في الصحف لأول مرة بعد عشر سنوات من تلك الأحداث، في 12 مارس 1929.

وغداً حلقة جديدة........



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك