قصص الأنبياء (1).. خلق آدم.. استفسار الملائكة وعصيان عزازيل - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصص الأنبياء (1).. خلق آدم.. استفسار الملائكة وعصيان عزازيل

ياسمين سعد
نشر في: الإثنين 4 أبريل 2022 - 11:54 ص | آخر تحديث: الإثنين 4 أبريل 2022 - 11:54 ص

نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن أنبياء الله تعالى، حيث تروي "الشروق" قصص الأنبياء في سلسلة تُنشر على مدار الشهر الكريم، كما وردت في كتاب يحمل نفس الاسم للإمام الحافظ ابن كثير.

الحلقة الأولى..

خلق آدم بدأ باستفسار الملائكة وعصيان عزازيل

بدأت قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام عندما نوه الله تعالى للملائكة بأنه سيخلقه، وذلك كما جاء في القرآن الكريم في قوله "إني جاعل في الأرض خليفة"، موضحا أنه يريد أن يخلق آدم وذريته وأن يخلف بعضهم بعضا كما ذكر في قوله "وهو الذي جعلكم خلائف الأرض".

سألت الملائكة وقتها الله عز وجل من باب الاستفسار والاستعلام، لا على وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم، قائلين كما ذكر في القرآن الكريم "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، وقيل في رواية قتادة "علمت الملائكة أن ذلك كائن بما رأوا، ممن كان قبل آدم من الجن والبن"، وقال عبدالله بن عمر "كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء، فبعث الله تعالى إليهم جندا من الملائكة، فطردوهم إلى جزائر البحور"، وعن ابن عباس نحوه وعن الحسن، أن "الملائكة ألهموا بذلك السؤال".

قالت الملائكة لله عز وجل أنهم يعبدونه ولا يعصونه أبدا، فإن كان المراد بخلق هؤلاء أن يعبدوك فيها فنحن لا نفتر ليلا ولا نهارا، وذلك كما ورد في قوله، "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، ولكن الله تعالى رد قائلا "إني أعلم ما لا تعلمون"، أي أنه أعلم بالمصلحة الراجحة في خلق هؤلاء، فهم سيوجد منهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون.

بيّن الله تعالى للملائكة شرف آدم عليه السلام عليهم عندما قال "وعلم آدم الأسماء كلها"، فعن رواية ابن عباس، أن "الأسماء هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس، مثل إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها"، وفي رواية أخرى "علم الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام اسم الصفحة والقدر"، في حين قال مجاهد "علم الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام اسم كل دابة وكل طير وكل شيء"، والصحيح، أنه "علمه أسماء الذورات وأفعالها مكبرها ومصغرها"، كما أشار إليه ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الحسن البصري إنه "عندما أراد الله تعالى خلق سيدنا آدم عليه السلام، قالت الملائكة، لا يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه، فابتلوا بهذا".

أمر الله تعالى الملائكة بأن يسجدوا لسيدنا آدم عليه السلام، وهذا شرف ضمن 4 تشريفات أعطاها الله تعالى لسيدنا آدم عليه السلام، فقد خلقه بيده الكريمة، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وعلمه أسماء الأشياء، ولهذا قال له موسى كليم الله حين اجتمع هو وإياه في الملأ الأعلى، "أنت آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء"، وهكذا يقول له أهل المحشر يوم القيامة.

ذكر الحسن البصري أن أول من قارن بين نفسه وبين آدم عليه السلام هو إبليس، وقال محمد ابن سيرين، "أول من قاس إبليس"، ومعنى هذا أنه نظر نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم، فرأى نفسه أشرف من آدم، فامتنع عن السجود له، بالرغم من وجود الأمر له ولسائر الملائكة بالسجود، والقياس إذا كان مقابلا بالنص كان فاسد الاعتبار، فإن الطين أنفع من النار، لأن الطين فيه الرزانة والحلم والأناة والنمو، والنار فيها الطيش والخفة والسرعة والإحراق.

وأكد الحسن البصري أن "إبليس لم يكن من الملائكة قط"، فيما روى شهر بن حوشب أن "إبليس كان من الجن، فلما أفسدوا في الأرض، بعث الله إليهم جندا من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم إلى جزائر البحار، وكان إبليس ممن أُسر، فأخذوه معهم إلى السماء فكان هناك، فلما أمرت الملائكة بالسجود امتنع إبليس عنه".

وفي رواية ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد ابن المسيب، "كان إبليس رئيس الملائكة بالسماء الدنيا"، وقال ابن عباس "كان اسمه عزازيل والحارث"، فيما قال النقاش "كانت كنيته أبو كردوس"، وأوضح ابن عباس أنه "كان من حي من الملائكة يقال لهم الجن، وكانوا خزان الجنان، وكان من أشرفهم وأكثرهم علما وعبادة، وكان من أولى الأجنحة الأربعة، فمسخه الله شيطانا رجيما بعد عصيانه".

وفي الآيتين التي أمر فيهما الله تعالى إبليس بالخروج منها، "اهبط منها"، و"اخرج منها"، دليل على أن إبليس كان في السماء وأمر بالهبوط منها، والخروج من المنزلة والمكانة التي قد نالها بعبادته، فقد سلب ذلك بكبره وحسده ومخالفته لربه، فهبط إلى الأرض مذموما مدحورا.

إبليس يخرج من الجنة بينما يدخلها آدم وحيدا إلى أن جاءت حواء، تعرفوا على قصة خلق حواء في الحلقة القادمة..



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك