مصطفى محرم فى شهادته لـ«الشروق»: الدراما فى مصر تتعرض لمؤامرة.. وهناك مجموعة من المنتجين لابد من محاسبتهم على ما يقدمونه - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصطفى محرم فى شهادته لـ«الشروق»: الدراما فى مصر تتعرض لمؤامرة.. وهناك مجموعة من المنتجين لابد من محاسبتهم على ما يقدمونه

مصطفي محرم- كاتب و سيناريست تصوير هبة الخولي
مصطفي محرم- كاتب و سيناريست تصوير هبة الخولي
حوار - خالد محمود:
نشر في: الإثنين 4 سبتمبر 2017 - 10:28 ص | آخر تحديث: الإثنين 4 سبتمبر 2017 - 10:28 ص
• الجيل الجديد أخذ فرصًا كبيرة ولم ينجح فيها ولن تكون له شعبية حقيقية
• كثير من كتَّاب الدراما قرأ كتابين اقتبس منهما وأصبح يطلق على نفسه لقب «مؤلف»
• قدمت 90 فيلما ولم أعرف طريق الشهرة الا بعد «لن أعيش فى جلباب ابى».. و«الحاج متولى» فاق كل شىء
• كثير من المسئولين عن القنوات المنتجة يفتقدون الوعى بأهمية الأعمال التى تخدم الدراما والسينما
• لن نستطيع صنع فيلم عن حرب أكتوبر.. وما يقدم على الشاشة لا يعبر عن قضايانا
• مشروعى الدرامى القادم عن محمد فوزى.. و«الأشرار» فيلم جديد عن جماعة الإخوان

الحوار مع المؤلف والسيناريست الكبير مصطفى محرم كان بمثابة شهادة صريحة بدرجة كبيرة على عصر من الدراما بلحظات صعودها وهبوطها، تألقها وانكساراتها، بمن أخلصوا ومن تعاملوا معها كـ«سبوبة».

جاء مصطفى محرم إلى «الشروق» حاملا شهادته فى يده، فقد سجلها فى كتاب بعنوان «حياتى فى التليفزيون» قال: أردت أن أوثق حياتى ورحلتى التى عاصرت خلالها نجوما ومنتجين ومخرجين.. وفى الحوار الذى استغرق ٩٠ دقيقة كشف محرم الأسباب الحقيقية وراء هذا التطور الذى يراه البعض وبالًا على الدراما التليفزيونية وأيضًا من أهم أسباب تدهورها.

وقال: يرى البعض أن تجاوز عدد الحلقات إلى الثلاثين حلقة أو أكثر إنما يتطلب موضوعات خاصة تقتضى ذلك، خاصة الموضوعات التاريخية، وتقتضى من الكاتب فى نفس الوقت إبداع أحداث كثيرة تتدفق حتميًا فى براعة بحيث لا يشعر المتفرج بأنها مقحمة من أجل التطويل، ولا تساهم فى دفع الحدث الرئيسى إلى الأمام فيفقد العمل إيقاعه ويثير الملل والضجر فى نفس من يشاهده».

وأكد أنه حاول أن يتبع فى الكتابة المنهج الموضوعى حول رأيه فيمن قابلهم فى مسيرته التليفزيونية تمامًا مثلما فعل فى كتابه «حياتى فى السينما»، موضحًا أنه قد يغضب البعض من صراحته، وقد يشيد البعض بموضوعية، وقد يرى بعض من ذكرهم سواء فى هذا الكتاب أو فى الحوار صورهم الحقيقية بلا رتوش أو زيف.

سألته.. إذن ومن واقع تجربتك كيف يرى الجيل الجديد من مؤلفى الدراما؟
وقال: الجيل الجديد أخذ فرصا كبيرة جدا ولكن لم ينجح فيها، ولن تكون له شعبية حقيقية، فكثير منهم قرأ كتابين اقتبس منهما واصبح يطلق على نفسه مؤلف.
صمت محرم، ثم أضاف: الناس وصفونى بأنى رجل درامى شعبى، فأنا لى خبرة كبيرة فى السينما، قدمت حوالى 150 فيلما، وعشت عمرا فى الدراما التليفزيونية فى مصر، منذ عام 1962 وحتى اليوم، انا عاصرت الدراما التليفزيونية فى مصر منذ ان كان المسلسل سبع حلقات و15 حلقة لدرجة اننى عندما جئت لاكتب اول مسلسل فى حياتى 13 حلقة وكان شيئا مرعبا، فما بالك بالذى يبدأ حياته بـ60 او 30 حلقة دون ان تكون لديه اى تجربة او خلفية للكتابة التليفزيونية، انا اقول هذا الكلام لاظهر الوضع الموجود حاليا والذى اصابه الخلل الكبير، فنحن نفاجأ بمن يعمل مسلسلا ٦٠ حلقة وهم ليس لديهم الخبرة والثقافة والتاريخ.. ثم إن كاتب الدراما يجب ان تكون لديه ثقافة عالية جدا، يدرس اشكال الدراما والمسرح والسينما لكى يستطيع ان يستوعب ويبدع.

نحن فى حاجة إلى اناس محترفين، أى: تستطيع ان تحول أى مفهوم لأى عمل درامى سليم. ايضا نحتاج ان يكون المسئولون عن القنوات المنتجة على درجة من الوعى بأهمية الاعمال التى تخدم الدراما والسينما المصرية.. انا شاهدت آخر مؤتمر للشباب دعا إليه الرئيس وتحدث فيه مدحت العدل بلا خبرة عن حكاية الاعمال القومية. والحقيقة العمل القومى هو أن تقدم عملا جيدا بصرف النظر عن انه عمل وطنى أو غير وطنى، اعمال متنوعة الموضوعات لتساهم فى رفع المستوى الإنسانى، لكن ما الفائدة ان نقدم مثلا فيلما عن حرب اكتوبر وهو مهلهل وضعيف، نحن لم نستطع ان نصنع فيلما عن حرب اكتوبر ان لم تكن هناك مقومات حقيقية لنجاح يعيش.

الفيلم الذى قدمه حسام الدين مصطفى «الرصاصة لاتزال فى جيبى» لكى اعمل مثله اليوم، سيكون مكلفا جدا، ولم يخرج بالمستوى الذى نريده لاننا لابد ان نبنى مثلا خط بارليف ونصوره، وهذا يحتاج لارادة ومقومات.

هذا هو وضع الدراما الحالى، وعندما تنظر انهم انتجوا اربعين مسلسلا لم تخرج منها سوى بعمل واحد او اثنين على الاكثر.. هذا دليل على الانهيار لدرجة اننا نشعر بمؤامرة على الدراما فى مصر.

وهناك مجموعة من المنتجين لابد من محاسبتهم: لماذا يقدمون مثل هذه الاعمال.

وعندا سألوا عمر الشريف عن لماذا كل هذا العدد من الاعمال، قال إنه فوجئ بالعدد الكبير من الاعمال الرديئة، نحن نحتاج لـ15 عملا بها خمسة اعمال جيدة سواء عن السينما المصرية او عن الدراما.

نعم هناك تربص ومؤامرة

• أترى من يقف وراء تلك المؤامرة؟
ــ الصراع غير المجدى بين المنتجين، وعندما تدخل الدولة لم تستعن بأناس ليس لديهم خبرة ولا ثقافة وتجعلهم على رأس قيادة القنوات المنتجة ويخططون بلا وعى، نحن نعرف تاريخ كل واحد فى السينما والتليفزيون، انما هؤلاء مهمتهم التعطيل وهذا ينتج المحسوبية والرشوة، بينما عندما تضع الرجل الصحيح فى مكانه ينصلح كل شىء.

• هل الدراما المصرية خرجت عن مسارها؟
ــ بلا شك، وقارن بين ما كان يحدث من قبل وما يحدث الآن، كان هناك تنافس فى الموضوعات وليس فى النجوم،، كنا فى البدايات لم نضع النجوم فى حساباتنا، لم تكن الدراما المصرية قائمة على النجوم، بل هى صنعت نجوما، مثلا «الحاج متولى» و«لن اعيش فى جلباب ابى» خرج منهما نجوم، وكذلك ريا وسكينة، ومن قبلى مسلسلات اسامة انور عكاشة خرج منها الكثير صلاح السعدنى، وآثار الحكيم وهالة صدقى، وخرج محمد رياض واحمد السقا فى «رد قلبى».

• الدراما المصرية خرجت عن مسارها فى أى مناحٍ بالتحديد؟
ــ من الناحية الفكرية والتقنية، فمن الناحية الفكرية حصل تراجع لأنه حدث أن قدمت موضوعات نحن لسنا فى حاجة اليها، والناس لم تجد نفسها فيها.

أما من الناحية التقنية، فهناك ثغرات كبيرة، فالمسلسل يبدأ قويا معتمدا على حبكة فيلم اجنبى، ثم ينهار فى المنتصف؛ لأن الفيلم الاجنبى خلص، ولم يستطع أن يكمل، فيصبح المسلسل مفككا ومهلهلا، وهذا هو الموجود حاليا.

ثم ما حكاية تلك الفورمات، نحن لسنا فى حاجة إلى فورمات، نحن لدينا كثير من الموضوعات التى يمكن تناولها، والازمة انهم يكتبون تحت الفورمات «رؤية».. وأتساءل أى رؤية وانت واخد رؤية جاهزة، ويقتنع انه سيناريست ومبدع.. لا وألف لا.

• إذن أنت ترى ان ما يقدم على شاشة الدراما لا يعبر عن قضايانا الحقيقية؟
ــ بالفعل هى لا تعبر عن قضايا الشارع، كما أن ابطالها لا يشبهون رجل الشارع او من لحم ودم المجتمع، وهذا ما نطلق عليه الحل الفردى، وليس حلا حقيقيا،، فقوة الشخصية ان تكون صالحة لأى زمان ومكان وانها يمكن ان تجد رحلتها تحدث مع كثير من الناس وليس لشخص واحد.

وقد لجأت للحل الفردى ذات مرة فى فيلم «عنبر الموت» الذى قدمه نور الشريف، بعدما قمت بعمل مس للمجتمع بوجه عام، ووجدنا يأسا شديدا من فؤاد رجل البوليس ويجب ان يحصل على العدالة بعد ان وقف القانون عاجزا امام الفساد وأصحاب الضمائر الغائبة، ويقرر تنحية القانون جانبا ويلجأ للحل الفردى والانتقام لآلاف الاطفال الذين ذهبوا ضحية الفساد والجشع ويقوم بقتل من يقيمون حفلة للاستعداد لغزو البلاد بشحنات اطعمة اطفال فاسدة.

انما لا آتى من البداية بالحل الفردى، حيث تكون الشخصية مرفوضة من البداية، ويجب ان تظهر الشخصية من البداية ولديها نبل وقبول من الناس من اجل المجتمع.

• هل البطل لم يعد يشبهنا؟
ــ ليس لديه مقومات الشخصية المصرية، هذا مجرم حقيقى لا يثير حب الشفقة، يستحق ان يعدم، انما لو أنه رجل لديه نبل وقيم، ورغم ان الظروف القاهرة دفعته للانحراف ستتعاطف معه. وما حدث بالنسبة لمحمد رمضان انه بقاله مسلسل وفيلمين لم يكن هو رقم واحد، وفيلمه قبل الاخير كان على مستوى تقنى متواضع، ومخرجه كل ما يفعله انه يجيد الدعاية لنفسه، لكن عمله متواضع، فالجمهور يخرج من العمل بلا شىء، ويجد عدم منطقية، وتردد «الفيلم مش حلو» وهو عبارة عن عنف غير مبرر، والدعاية قائمة على الإيرادات المزيفة.

• لكن هذه الأعمال يقبل عليها الجمهور؟
ــ الجمهور يدخلها من باب الفضول، لكن يصدمون فيما بعد؛ لأنهم يجدونها «شوية عنف» وعليهم قصة هامشية غير معقولة.

وهناك من يقول الجمهور عايز كده، وهذا خطأ، والحقيقية ان الجمهور لم يجد غير ذلك، الجمهور فى حاجة إلى تسلية خاصة، وهناك شريحة كبيرة معها اموال وتذهب إلى سينما المولات كسلوك يومى، والمنتجون هنا تآلفوا على هذا المستوى من عدم تقديم شىء جيد، واذا حاول احد ان يقدم شيئا جيدا يعانى ويواجه صعوبة، ويد واحدة لا تصفق، يجب ان يكون هناك كم من الافلام القوية الجيدة وتفرض نفسها.

فى الخمسينيات قدم التليفزيون نماذج جيدة، وكان هناك تيار للتغيير، وكذلك فى فرنسا وايطاليا التى قدمت الواقعية الجديدة، واعتمدت على التصوير الخارجى والاماكن الطبيعية، وفى فرنسا عملوا الموجة الجديدة وتأثر بها جميع السينمائيين فى العالم، عملوا تيارا كرف السينما القديمة، وقد تأثرت اجيال قديمة وطورت من نفسها حينئذ.

• نجوم الجيل الجديد يقولون إنهم اكثر تطورا فى التقنيات وأن ما يحدث من هجوم عليهم نوع من الغيرة؟
ــ أمير كرارة ويوسف الشريف مثلا يقدمان نماذج لا تنتمى إلى الواقع المصرى تماما، بالاضافة إلى التأثر الشديد بمسلسل «مملكة العروش»، وهو به كل الفورمات، وناجح جدا، وسرقوا منه حاجات كثيرة.

والتطور الوحيد الذى حدث بتلك الدراما هو تطور التصوير، والشغل الذى نراه هو شغل مصورين وليس اخراجا، والتطور يجب ان يكون فى مختلف العناصر الفنية وليس فى الشكل فقط، وهناك نجوم اتحرقوا وخلصوا مثلما حدث مع بعض نجوم الكوميديا.

• وكيف ترى القضية الاجتماعية فى الدراما؟
ــ ليست موجودة، وكذلك البطل الذى تريد ان تمشى على خطاه غير موجود.

• هل يمكن أن يكون وراء ذلك رؤية سياسية؟
ــ إلى حد كبير.

• عدم خروج أعمال تؤرخ لبطولات من عندنا هل ناتج لعامل مادى أم إرادة سياسية؟
ــ لعدم وجود إرادة سياسية، لأنهم لم يستوعبوا القيمة الحقيقية للفن، او لم يكن عندهم التقنيون الذين يقدمون الدعاية بشكل غير مباشر، الذى كان يحدث انهم يقدمون الدعاية بشكل فج، وأهم حاجة فى الفن ان تكون به متعة.

• لو أردت كتابة عمل درامى عن المتغيرات السياسية التى حدثت بمصر.. عند أى محطة ستقف: 25 يناير أم 30 يونيو؟
ــ الجمعية التاريخية لم تؤد واجبها على خير ما يرام، لأن اعضاءها كل فرد فيهم متشبع بنظام معين، ولم يكن هناك احد قدم الحقيقة المطلقة والموضوعية الشديدة فى تقديم الحدث.. واتساءل اريد ان اعرف الاسباب الحقيقية لقيام ثورة يناير، كما درست فى المدرسة اسباب قيام الثورة الفرنسية والكل متفق عليها، انما حتى الآن لا نعرف أسباب 25 يناير الحقيقية، ولابد ان الكاتب يكتب عما يعرفه تماما.

• لماذا فكرت أن تقدم حياتك فى التليفزيون فى كتاب؟
ــ لأنى دائما أحب أن أقدم الخبرة الشخصية ككاتب سيناريو وروائى.. وكثيرون من الكتاب والمخرجين كتبوا عن حياتهم واستفدت منهم كثيرا، قدمت تجربتى الشخصية لكى يستفيد منها الجدد.

• وكيف وجدت حياتك فى التليفزيون؟
ــ راضٍ عنها بنسبة 80 فى المائة، وأنا سرت على منهج واحد، هو أننى أريد أن أتعلم اولا، ثم اقدم نتيجة هذا التعلم فى اعمال، وتحدثت فى اول الكتاب عن كونى لم اعرف شيئا عن الدراما التليفزيونية وتعلمتها من المخرجين الذين كانوا يترددون على مكان عملى بشركة انتاج، انا ورأفت الميهى وهاشم النحاس كنا نلتف حول الكبار لنتعلم منهم الكتابة والتقنية، ونتردد على استوديوهات ماسبيرو لنحضر تصوير اعمال حتى نستوعب ونتعلم.

• ما المسلسل الذى تراه يشكل تاريخك؟
ــ «لن اعيش فى جلباب ابى»، لأنه كان نقطة تحول كبيرة فى الدراما التليفزيونية، ونجح جماهيريا واشاد به النقاد، ورغم اننى كنت فى هذه الفترة قد قدمت حوالى ٩٠ فيلما لكن لم يعرفنى احد جيدا، وقد حقق المسلسل شهرة كبيرة بالنسبة لى.

• شهرة «لن أعيش فى جلباب أبى» أم «الحاج متولى»؟
ــ «الحاج متولى» اكثر شهرة، ولن تتكرر.

• أليس غريبا أن يحتل فيلم عسكرى مثل «دنكيرك» مقدمة شباك التذاكر؟
ــ تناول الموضوع يكمن فيه المعادلة، انا باخرج المشاهد العاطفية كأننى باخرج جريمة قتل، واخرج مشاهد القتل كأننى باعمل مشاهد عاطفية.. التناول شىء مهم جدا، هؤلاء اناس ليس لديهم فكرة عن الكتابة والخلفية.

• ما مشروعك القادم؟
ــ مسلسل عن حياة محمد فوزى، لأننى قرأت عن حياته، ووجدتها حياة درامية كبيرة، كما رواها لى سمير صبرى، كشخص جاء من القاع ليصل إلى القمة الحقيقية، بل وسبق عصره، وتجاوز حياة من حوله، وهو شخصية لا تنفصل عن حياته الفنية، كما طور الموسيقى.. وهناك أيضا فيلم عن الإخوان، بعنوان «الأشرار».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك