قال طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن مصر تعد خطة عملية لاستخدام الهيدروجين باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون، تشمل التركيز على إنتاج الهيدروجين الأزرق على المديين القصير والمتوسط، كما تبنت برنامجا طموحا للطاقة الجديدة والمتجددة يستهدف توليد 42% من الكهرباء بحلول عام 2030 من الطاقة الجديدة والمتجددة، وفق بيان للوزارة اليوم.
وتابع، خلال جلسة حوارية على هامش مشاركته في القمة العالمية للمناخ "Cop26" المنعقدة حاليا بمدينة جلاسكو، أن مصر تتبع استراتيجية طموح تدعم الانتقال للاستخدام الأنظف للطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية كجزء من رؤيتها للتنمية المستدامة (مصر 2030)، مضيفا أن هذه الاستراتيجية تتبنى حاليا تنفيذ 3 أولويات في مقدمتها التوسع في استخدام الغاز الطبيعى كوقود انتقالى صديق للبيئة يدعم الانتقال الى الطاقة النظيفة، وإعداد استراتيجية وطنية للتوسع في استخدام الهيدروجين كوقود نظيف، فضلا عن تنمية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة والوصول لمزيج مناسب لاستخدام تلك الطاقات خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتابع الملا، خلال الجلسة التي أدارتها وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر جرانهولم، بحضور وزراء البترول والطاقة في نيجيريا واندونيسيا وأوكرانيا، أنه جرى العمل منذ 2016 على التوسع في استخدامات الغاز الطبيعى في مصر وهو ماتعكسه الزيادة في حجم استهلاكه والتي وصلت لـ3 أضعاف الاستهلاك منذ 2000 ويمثل حاليا 65% من استهلاك الهيدروكربونات، مقارنة بنحو 40% فى عام 2000.
وأشار إلى ما تم تنفيذه من خطط طموحة شملت التوسع في توصيل الغاز الطبيعى للمنازل وإحلاله محل البوتاجاز بما يصل حاليا إلى نحو 12.5 مليون وحدة سكنية تستخدم الغاز الطبيعى في مصر بجانب تحويل أكثر من 400 ألف سيارة لتعمل بالغاز الطبيعى المضغوط والتوسع في استخدام الغاز الطبيعى بمختلف الصناعات وفى محطات توليد الكهرباء، حيث يتم استخدام الغاز الطبيعى حالياً في نحو 90% من محطات توليد الكهرباء.
في سياق متصل، شارك وزير البترول، بدعوة من نظيرته الأمريكية ممثلا لمصر في فعاليات إطلاق المبادرة العالمية للوصول إلى صفر من الانبعاثات الضارة، التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية كمبادرة دولية تقوم على الشراكة مع دول العالم، في إطار جهود الإسراع بالتحول إلى أنظمة الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية.
وبحسب البيان، أقيمت فعاليات إطلاق المبادرة في المركز الأمريكى بجلاسكو بحضور رفيع المستوى ممثلا فى جون كيرى مبعوث الرئيس الأمريكى للمناخ، ووزيرة الطاقة الأمريكية ولفيف من وزراء الطاقة في عدد من دول العالم.
وأوضح أن التحديات الاساسية للتحول لاستخدام الطاقات الأنظف تتمثل في الحصول على التمويل وتطبيقات التكنولوجيات اللازمة للإسراع بالتحول إلى مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، مؤكدا أهمية المبادرة التى أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية كعامل رئيسى في التغلب على اثنين من أهم التحديات في هذا الصدد ومعاونة الدول في التحول السريع إلى استخدام الطاقات منخفضة الكربون.
وتابع أن هذه المبادرة التي تحتوى على خارطة طريق واضحة المعالم مهمة للغاية في دعم جهود مصر في بعض المجالات اللازمة للتحول لاستخدام الطاقة منخفضة الانبعاثات خاصة فيما يتعلق باستخدام تطبيقات إزالة الكربون من الغاز المحترق وتكنولوجيات إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين وكذلك الوقود الحيوى، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الولايات المتحدة في تطبيق هذه التكنولوجيات على نطاق واسع بما يسمح بتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ ودعم طموح مصر فى مجال تحول الطاقة.
وأكد التزام مصر بمواجهة التغير المناخى ومبادئ قمة المناخ معربا عن تطلع مصر لنجاح القمة الحالية خاصة وانها تتطلع لاستضافة قمة المناخ المقبلة "Cop27" بالنيابة عن القارة الإفريقية.