«كبار العلماء» بالأزهر: على المُطلق المبادرة بتوثيق الطلاق فور وقوعه حفاظا على الحقوق - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 9:26 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

«كبار العلماء» بالأزهر: على المُطلق المبادرة بتوثيق الطلاق فور وقوعه حفاظا على الحقوق

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
القاهرة - أ ش أ
نشر في: الأحد 5 فبراير 2017 - 3:48 م | آخر تحديث: الأحد 5 فبراير 2017 - 6:11 م

- وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانه هو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي
- من حق ولي الأمر شرعًا أن يسن تشريعا يكفل عقوبة تعزيرية رادعة لمن يمتنع عن التوثيق


أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

كما أكدت الهيئة في بيان لها عقب اجتماعها الطارئ، اليوم الأحد، أنه على المطلق أن يبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، كما أن من حق ولي الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه.

وحذرت الهيئة المسلمين كافَّةً من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد منبهة، على مَن "يتساهلون" في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح.

وأوضحت هيئة كبار العلماء بالأزهر - ي بيانها- أنَّ ظاهرةَ شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، لأن الزوجَ المستخفَّ بأمر الطلاق لا يُعيِيه أن يذهب للمأذون أو القاضي لتوثيق طلاقه علمًا بأنَّ كافَّة إحصاءات الطلاق المعلَن عنها هي حالاتٍ مُثبَتة ومُوثَّقة سَلَفًا إمَّا لدى المأذون أو أمام القاضي، وأنَّ العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة والفن الهادف، والثقافة الرشيدة، والتعليم الجادّ، والدعوة الدينية الجادَّة المبنيَّة على تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة وعِظَمِ شأنها في الإسلام وذلك لتوجيه الناس نحوَ احترامِ ميثاق الزوجية الغليظ ورعاية الأبناء، وتثقيف المُقبِلين على الزواج.

واقترحت الهيئة إعادة َالنظرُ في تقدير النفقات التي تترتَّب على الطلاق بما يُعين المطلَّقة على حُسن تربيةِ الأولاد، وبما يتناسبُ مع مقاصدِ الشريعة، مناشدة مَن يتساهلون في فتاوى الطلاق على خلاف إجماع الفقهاء وما استقرَّ عليه المسلمون أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح، وأن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم.

وناشِدت جميعَ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الحذَر من الفتاوى الشاذَّة التي يُنادي بها البعض، حتى لو كان بعضُهم من المنتسِبين للأزهر؛ لأنَّ الأخذَ بهذه الفتاوى الشاذَّة يُوقِع المسلمين في الحُرمة.

وأهابت الهيئة بكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ التزام الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، والاستمساك بما استقرَّت عليه الأمَّةُ صونًا للأسرة من الانزلاق إلى العيش الحرام.

وحذرت المسلمين كافَّةً من الاستهانة بأمرِ الطلاق ومن التسرُّع في هدم الأسرة وتشريد الأولاد وتعريضهم للضَّياع وللأمراض الجسديَّة والنفسيَّة والخُلُقيَّة وأن يَتذكَّر الزوجُ توجيهَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الطلاق أبغَضُ الحلال عند الله، فإذا ما قرَّر الزوجان الطلاقَ واستُنفِدت كلُّ طرق الإصلاح، وتحتَّم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بعد طلاقه بالتوثيق أمام المأذون دُون تَراخٍ حِفظًا للحقوق، ومَنعًا للظُّلم الذي قد يقعُ على المطلَّقة في مثلِ هذه الأحوال.

وأشارت الهيئة إلى أن قرارها يأتي انطلاقًا من المسؤوليَّة الشرعيَّة للأزهر الشريف ومكانته في وجدان الأمَّة المصريَّة التي أكَّدها الدستور المصري، وأداءً للأمانة التي يحملُها على عاتقِه في الحِفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام من الزمن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك