يحافظ الناس على أنفسهم من خطر عدوى فيروس كورونا، عن طريق العزلة الذاتية، وعدم الخروج من المنزل لأيام إلا في حالة الضرورة القصوى، حتى أصبحت كل وسائل التسلية المنزلية تتصف بالملل والفتور.
ولكن منذ منتصف مارس، بدأ سكان مدينة ميلكريك وهي مدينة في مقاطعة سولت ليك في الولايات المتحدة، حضور حفلاتهم الموسيقية الخاصة في منازلهم والاستمتاع بالموسيقي التي تأتي على مسامعهم بالفرح والتفاؤل.
تمشي كيلي ماكونكي ستيوارت مدرسة، وابنتها فيفيان البالغة من العمر 13 عامًا، يوميا في الثانية مساء مع التشيلو والكمان، داخل شوارع مدينة ميلكريك، ليغنيا لجيرانهما مقاطع موسيقية تصل عبر الشرفات.
تتواصل الأم في بداية كل صباح مع أحد الجيران أصحاب الحدائق الواسعة في منازلهم، حتى تأتي وتقيم الحفلة بها، وبعد الموافقة تستقر الأم وابنتها في الحديقة، وتضع مكبر الصوت المحمول على الشرفة الأمامية للمنزل، وتؤدي ستيوارت وابنتها حفلتهما الموسيقية لمدة 15 دقيقة تقريبًا، بينما يستمع صاحب المنزل بفرح خلف زجاج الشرفة التي تعتبر بمثابة شاشة لهم.
تختار ستيوارت جيرانها المسنين بالأخص كرجل تجاوز عمره الـ100 عامًا، وامرأة مسنة لم تطأ قدمها خارج منزلها، لتقديم العروض لهما للتخفف عليهما الآثار السلبية النفسية نتيجة الحجر المنزلي.
وقالت الابنة فيفيان: "إننا سعداء حقًا برؤية الأشخاص المسنين يضحكون، لأنه يعتبر ذلك تخفيف عنهم ومساندتهم في تخطي هذه المرحلة الصعبة".
أما عن طريقة إقناع صاحب المنزل فتابعت ستيوارت أنها تبدأ حديثها معه بهذه الكلمات: "من دواعي سروري أن نتحدث مع الناس عن طريق حديقة منزلك، ونعدك بأن نبقى على بعد 6 أقدام حفاظا على سلامتك وسلامتنا".
في بعض الأحيان يتجمع حشد صغير ويبقون على بعد 6 أقدام على الأقل، حيث يتوقف الناس عن ركوب الدراجات والمشي في الحي للاستماع إلى ثنائي الأم وابنتها، وهن يعزفن الأغاني الشعبية والتراتيل.
وأضافت ستيوارت أنها لا تعرف إلى متى تخطط هي وابنتها لعقد هذه الحفلات، على الرغم من أنه لا يبدو أن الثنائي يخطط للتوقف في أي وقت قريب.