رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، نجم الكوميديا المسرحية، الفنان محمد نجم، عن عمر يناهز 75 عام، بعد صراع مع المرض، وأكدت نقابة المهن التمثيلة الخبر، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وتستعرض "الشروق" في السطور التالية كيف بدأ نجم مسيرته الفنية ولماذا اعتزل الفن؟
- أبرز أعماله:
ولد الفنان محمد نجم بقرية الغار بالزقازيق في 15 يناير 1944، واتجه إلى القاهرة في سن مبكرة حيث انطلقت مسيرته الفنية في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وبدأ كممثل مسرحي صغير وكان مثله الأعلى الفنان الكوميدي الكبير عبدالمنعم مدبولي، حتى أنه تمنى العمل معه، وعقب مشاركته في عدد من الأعمال السينيمائية التي كان معظمها ذات طابع كوميدي كـ"مولد يا دنيا" "وانتهى الحب"، "حكايتي مع الزمان"، "احترسي من الرجال يا ماما"، "الكداب"، "أبدًا لن أعود"، "من بلا خطيئة"، و"عقلي طار"، تمكن من تحقيق حلمه بالعمل مع فريق مدبولي المسرحي، واهتم نجم بتجربته المسرحية وآثر المسرح على التلفزيون والسينما؛ فكان له مشاركات محدودة في الأعمال التلفزيونية، أبرزها "جحا وبنات شهبندر التجار"، و"كيف تخسر مليون جنيه" مع عادل إمام ونبيلة عبيد ويوسف وهبي، و"غابة من الأسمنت".
- تجربته المسرحية:
وبعدما حقق نجم نجاحًا ملموسًا في الأعمال التلفزيونية والسينيمائية ظل حلم المسرح يراوده فعاد إلى العمل المسرحي مجددًا من خلال أدوار بطولة قدمها على خشبة مسرح النجم الكبير عبدالمنعم مدبولي، إذ عمل معه لنحو 6 سنوات شارك خلالها في مسرحيات "حاجة تلخبط 1970"، و"موزة و3 سكاكين" التي أخذ فيها دور البطولة وهي ذات المسرحية التي كانت بداية ظهور محمد صبحي على المسرح، ثم "مولود في الوقت الضايع 1974".
وساعدته مقومات شخصيته الكوميدية المستقلة والتي ميزها أداءه الحركي وتلقائيته وعفوية أداءه، فضلًا عن تميز أداءه الصوتي، والمشاركة في تأسيس فرقة مسرحية، فضلًا عن تأسيسه لمسرحه الخاص الذي حمل اسمه، وفي فترة وجيزة وبخطى متسارعة تمكن نجم من ترسيخ مكانته وتثبيت أقدامه على المسرح الكوميدي، وأصبح أحد أبرز اسماء نجوم جيله من المسرحيين الكوميديين، ولاقت أعماله المسرحية انتشارًا واسعًا بعرضها في أكبر وأعرق مسارح القاهرة والإسكندرية، والمحافظات حيث حققت نجاحَا جماهيريًا كبيرًا خاصة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويبدو أن السر وراء نجاحه كان يكمن في تلقائيته وعفوية أداءه حتى أن أشهر إيفيهاته الكوميدية "شفيق يا راجل" التي وردت في أحد أشهر مسرحياته "عش المجانين" عام 1979 كانت جملة ارتجلها بعد نسيانه بعض الجمل بسيناريو المسرحية الأصلي، نجاح جماهيري داخل مصر وخارج.
ذاع سيط نجم الذي اكتسب شهرته من الأعمال المسرحية في الأوساط الفنية ولم يقتصر نجاحه الجماهيري على مصر، بل امتد للوطن العربي والدول الأوروبية، فأصبح لأعماله قاعدة جماهيرية بالخارج، إذ عرضت مسرحية "أنا أجدع منه 1979 " في أمريكا، كما عرضت "عيطة عامل زيطة" في لبنان والدنمارك، و"عفريت في الأكاديمية" التي عرضت في السعودية، و"زغلول على المحمول" في سوريا والدنمارك، "واحد لمون والتاني مجنون" عرضت في لبنان، وغيرها من المسرحيات التي جابت الدول العربية والأجنبية.
كما حققت مسرحية "النمر" والتي استمر عرضها أكثر من أربع سنوات بين عامي 2007 و2010، أعلى الإيرادات في تاريخ عروض البيت الفني للمسرح.
- انقطاع وتحريم للفن ثم اعتزال:
انقطع نجم عن المسرح لسبع سنوات في الفترة من 2007 وحتى 2015، وصرح في هذه الأحيان بتصريحات صادمة كتحريم الفن لظهور النساء به، وهو ما قاله عبر برنامج "العاشرة مساءًا" مستشهدًا بفتاوى الشيخ الشعراوي.
كما تناول تفشي العري حتى أنه صرح بأنه لم يعد يعترف بـ"الفن الهادف" لعدم وجود فن هادف واقترح اقتصار الفن على الرجال، كما هاجم نجم عدد من نجوم الكوميديا في مصر، كعادل إمام، وكذلك محمد هنيدي، ومحمد سعد، حيث يرى أنهم لم يقدموا جديد يذكر بل اكتفوا بالنقل عن الفنانين القدامي، ويبدو أن هذه التصريحات أثرت سلبًا على شعبيته، وأسهم تراجع الفن المسرحي في ذلك أيضًا.
غلب الطبع التطبع فسرعان ما عاد نجم إلى المسرح، فكانت مسرحية "مطلوب غبي فورًا" في 2015 بداية لظهوره من جديد عقب اعتزال دام لنحو 7 سنوات، ثم تبعها بمسرحية "البريمو" في 2016 حتى جاء آخر ظهور له من خلال أحد عروض مسرحية "الأونطجي" أواخر 2017، على مسرح عبد المنعم جابر بالإسكندرية التي أعلن بعدها اعتزاله الفن نهائيًا.
وفي لقاء له عبر فضائية "دي أم سي" أكد نجم أن السبب وراء قرار اعتزاله هو تفشي العري في الوسط الفني، وأنه أصبح بديلًا تجاريًا لجذب الجماهير التي عزفت عن المسرح، وأنه عندما قرر إنتاج عمل مسرحي بفريق من الرجال فقط لتلافي العري قوبل بالرفض على حد قوله.
ولفت إلى أنه كان يرفض "الملابس الفاضحة" في المسرحيات التي كان يشترك في بطولاتها، مضيفًا: "مكنتش بجبر حد على حاجة، إللي عايزة تشتغل تشتغل، مش عايزة، وهتلبس كده مع السلامة".