ميازاكي إيزومي شدّد على أهمية التعاون بين البلدين في مواجهة الكوارث
قال محافظ واكاياما اليابانية، ميازاكي إيزومي، إن إنقاذ سكان مدينة كوشيموتو لبعض ممن كانوا على متن الفرقاطة العثمانية "أرطغرل" بعد غرقها قبل 135 عامًا أرست أسس الصداقة التركية اليابانية.
جاء ذلك في تصريح للأناضول عقب توقيع اتفاقية تعاون بين الوقف التركي الياباني ومحافظة واكاياما، في العاصمة أنقرة، بهدف تعزيز برامج تبادل الشباب في إطار تدابير الوقاية من الكوارث مثل الزلازل وأمواج تسونامي.
وأوضح ميازاكي أن العام الماضي صادف الذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا واليابان، مضيفًا: "إلا أن العلاقات مع واكاياما تعود إلى 135 عامًا، إلى حادثة الفرقاطة أرطغرل"، مؤكّدًا أن جذور هذه الصداقة أعمق من العلاقات الدبلوماسية الرسمية.
وشدّد على أهمية التعاون بين البلدين في مواجهة الكوارث، مؤكدًا إمكانية بذل جهود مشتركة كإجراء احترازي لتقليل الخسائر.
من جانبه، أعرب رئيس الوقف التركي الياباني، نجات بورا صايان، عن ثقته أنن زيارة محافظ واكاياما إلى تركيا ستسهم في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.
وأعلن صايان عن إطلاق برنامج خاص لنشر الوعي المجتمعي بمخاطر الكوارث، مبينًا أن البرنامج سيتيح للشباب بين سن 16 و22 عامًا من كلا البلدين التبادل الثقافي والمعرفي في مجالات إدارة الكوارث.
وأكد أن الشباب التركي سيتمكن من الاطلاع بشكل مباشر على الوعي والخبرة التي اكتسبتها اليابان في مواجهة الكوارث من خلال هذا التعاون.
جدير بالذكر أن الفرقاطة "أرطغرل" غرقت في 16 سبتمبر 1890، أثناء عودتها من رحلة، قدم خلالها طاقمها رسالة وهدايا من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842 ـ 1918) إلى إمبراطور اليابان، ردا على زيارة أجراها الأمير أكيهوتو كوماتسو، ابن أخ الإمبراطور، للسلطان.
هذه الفرقاطة، كانت تحمل على متنها 609 بحّارة وتم إرسالها عام 1887، واعتبرت وقتها أول وفد دبلوماسي من العالم الإسلامي.
ووصلت الفرقاطة إلى يوكوهاما بعد 11 شهرا من انطلاقها، مارة من قناة السويس وعدن ومومباي في الهند، ثم كولومبو وسنغافورة وهونج كونج وفوجي وناغازاكي.
واستقبل الإمبراطور الياباني ميجي الوفد العثماني، برئاسة اللواء علي عثمان باشا، وقدم الأخير للإمبراطور رسالة وهدايا السلطان عبد الحميد.
بعد عام، وخلال رحلة عودتها، واجهت الفرقاطة عاصفة قوية، واصطدمت بصخور قبالة سواحل كوشيموتو، في 16 سبتمبر 1890.
وتمكن سكان كوشيموتو من إنقاذ 69 ممن كانوا على متن الفرقاطة، في حين لقي أكثر من 500 آخرين مصرعهم.
وسطر أهالي كوشيموتو ملحمة لإنقاذ البحارة وانتشال جثث الغرقى، وهو ما يمثل بداية علاقات الصداقة بين اليابان وتركيا.