الشهرة عبر الموبايل.. فنانون يهاجمون التيكتوكرز ويحمّلون الجمهور المسئولية - بوابة الشروق
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 8:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

الشهرة عبر الموبايل.. فنانون يهاجمون التيكتوكرز ويحمّلون الجمهور المسئولية

إيناس عبدالله
نشر في: الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 6:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 6:38 م

محمد هنيدى: الأزمة أعمق من مجرد ذوق عام.. وتامر فرج: لنتهم أنفسنا أولًا
صبرى فواز: «تيك توك» كسر احتكار الإعلام.. لكننا نستخدمه بشكل خاطئ
محمد سليمان: أدعم إجراءات «تنظيف» سوشيال ميديا.. ومدحت تيخة: النجومية أصبحت تُقاس بعدد المشاهدات
عبدالله أبوالفتوح: سلسلة من الانحدار تبدأ بـ«التيكتوكرز»

أثار ضبط عدد كبير من صناع المحتوى على تطبيق «تيك توك»، بتهم عديدة، أبرزها إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بغرض الربح، حالة من الجدل الواسع داخل الوسط الفني. فقد أصبح الهاتف المحمول وسيلة سريعة للوصول إلى الشهرة والنجومية، وظهر من خلاله نجوم جدد ينافسون الفنانين التقليديين، ويحققون شعبية كبيرة بمحتوى لا يخضع للرقابة، وقد يتضمن ألفاظًا نابية أو تجاوزًا للآداب العامة وفقًا للاتهامات التى وجهتها النيابة العامة.

واختلفت ردود أفعال الفنانين تجاه هذه الظاهرة، بين من أيد الإجراءات الأمنية، ومن أبدى قلقًا من تراجع الذوق العام، ومن حمل الجمهور المسئولية عن انتشار هذا النوع من المحتوى. وفى هذا التقرير نرصد أبرز ما قاله عدد من نجوم الفن حول هذه القضية:

أوضح الفنان محمد هنيدى أن القضية لا تتعلق فقط بالذوق العام أو تدخل الدولة، بل تتجاوز ذلك بكثير، وكتب عبر موقع فيسبوك: «نوعية معينة من المحتوى الشعبى أصبحت تجذب فئات كبيرة من الناس، مثل الحوارات السوقية، الشتائم، والإيحاءات الجنسية».

وأضاف أن الخطر الحقيقى يكمن فى أن هذه الفيديوهات أصبحت أكثر جاذبية من السينما والتليفزيون، ما يشجع كثيرين على تقليدها بهدف الربح، حتى وإن كان المحتوى رديئًا. فالبداية دائما مع «لايف بسيط» ومع قلة المال يبدأ هؤلاء فى تزويد مستوى الإنحدار لتحقيق مشاهدات والكارثة أن الجمهور موجود ومتفاعل.

وتابع: «تيك توك أصبح المنصة الأولى فى الشرق الأوسط ومصر. ولو نزلت للتجول بأى «مول» سوف تجد أن 70% من رواد هذا المول تعرف التيكتوكرز بالاسم ويسعون لالتقاط صور معهم، ومنهم من أصبح نجوم إعلانات، وهناك أشخاص يكرمون ويحتفى بهم رغم أن محتواهم يؤثر سلبًا على وعى المجتمع، ويمثل خطرًا حقيقيًا على الأجيال القادمة».

وأشار: «العقل الجمعى للمجتمع يتغير والجيل الجديد أصبح يرى أن هذا هو الصح، فتشعر بالإحباط، فبعد عمل وشقى، نجد أن من يسب أهله، ويقول لفظًا خارجًا يحقق أرباحًا أكثر منه بـ10 مرات، فهذا الأمر خطر للغاية».

عبر الفنان محمد سليمان عن دعمه القوى للإجراءات الأمنية ضد صناع المحتوى المسىء، وكتب على صفحته فى فيسبوك: «ما يحدث هو عملية تنظيف واجبة.. من يسىء بألفاظه على مواقع التواصل يجب كسر هاتفه، لا الاكتفاء بالقبض عليه».

وانتقد الجمهور الذى يدافع عن هؤلاء بحجة «الحرية»، مشيرًا إلى أن من يزعجك فى الشارع، هو نفسه من يظهر لك على «تيك توك»!
وقال: «من يدافع عن الحرية يصدر لأطفالنا قذارة على هيئة ترند، وعليه أنا مع أى إجراء يحمى أطفالنا من تلك الصورة التى تسمى محتوى».

تناول الفنان صبرى فواز القضية من منظور مختلف، مشيرًا إلى أن تيك توك لعب دورًا مهمًا فى كسر احتكار الإعلام العالمى، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقال: «تيك توك ساهم فى إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم، بعدما كانت الرواية الصهيونية تهيمن على الإعلام».

لكنه أشار إلى أن الاستخدام الخاطئ للمنصة هو ما جعلها تنحدر، قائلًا: «تيك توك أداة قوية، لكن نحن من نستخدمها بطريقة سيئة».
وجه الفنان تامر فرج اللوم الأكبر للجمهور، وكتب منشورًا عبر حسابه جاء فيه: قبل أن ننتقدهم، علينا أن نتساءل: من الذى منحهم الشهرة؟ من شاهدهم وشارك محتواهم؟ أليس الجمهور نفسه؟

وتابع: «من الذى قلب الموازين وفتح باب الشهرة والمال والتمثيل لناس نكرة داست على القيم والموهوبين، وأحس كثيرون أن ما بذلوه من جهد وتعب ودراسة لا يعنى شيئًا أمام شهرة ومال تأتى عبر التفاهة والانحطاط، بسبب «زر» يضغط عليه المتلقى باستهتار وسهولة لمحتوى تافه، بينما يشعل نفس الإصبع بثقل حينما يشاهد محتوى هادفًا فلا يضغط على نفس الزر».

وحذر من خطورة المساهمة فى نشر هذا المحتوى حتى من باب المزاح، قائلًا: «إذا اتفقنا على أنهم على باطل، فلنمتنع عن تداول محتواهم. لا تمنحوا الباطل حياة بضحكاتكم، ولا تشجعوا الخوض فيه حتى لو من باب الهزار والسخرية».

طرح الفنان مدحت تيخة تساؤلات حول تأثير «التيكتوكرز» على الفن الحقيقى، وكتب عبر حسابه بفيسبوك: «حاليًا تم القبض على معظم «التيكتوكرز» فى مصر، فهل كانت صناعة الفن ستتأثر إن لم يظهر هؤلاء؟ هل أصبحت شهرتهم تتفوق على الفنانين المحترفين؟ «بدليل استعانة شركان الإنتاج بهم لترويج أعمالهم الفنية سواء فيلمًا أو مسلسلًا أو فى حضور العروض الخاصة لاستقطاب متابعينهم».

واختتم بقوله: «هل سنعود لتقدير الفنان الحقيقى؟ ونعطى العيش لخبازه سواء مشهورًا أو ليس مشهورًا المهم أن يكون ممثلًا حقيقيًا ومثقفًا ومحترمًا ومؤهلًا كى يكون واجهة لبلد كبير بحجم مصر أم ستظل الشهرة تُقاس بعدد المشاهدات بغض النظر عن قيمة المحتوى؟».

أما المنتج عبدالله أبوالفتوح، منتج مسلسل أعلى نسبة مشاهدة الذى تعرض لهذه القضية، فقد ربط بين ظاهرة «التيكتوكرز» وظواهر أخرى مشابهة مثل أغانى المهرجانات، قائلًا عبر حسابه: «يمكننا بسهولة رسم خط مستقيم يبدأ من «التيكتوكرز» ويمر بمطربى المهرجانات وبعض الفنانين السوقيين».

وأضاف: «إن المشكلة ليست فيمن يقدم المحتوى فقط بل فى الجمهور الذى منحه الشرعية بالتفاعل، مشيرًا إلى أنه للأسف، الجمهور لم يكتفِ بالمشاهدة، بل طالب بالمزيد، فارتفع سقف الإسفاف والانحدار، والمستقبل لم يمتنع بل شجع وطالب باستمرار الإسفاف».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك