«طابور الكيف» لم يعد مزدحما بالباحثين عن الخمور أو الحشيش - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 3:03 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«طابور الكيف» لم يعد مزدحما بالباحثين عن الخمور أو الحشيش

تصوير محمد حسن
تصوير محمد حسن
كتب - أحمد البردينى:
نشر في: الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 - 10:57 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 - 10:57 ص

- إبراهيم لم يقضِ «حاجة الوقفة».. ومحامِ يقلص زيارات البار.. والحشيش للقادرين فقط
للمرة الأولى منذ أعوام طوال، لم يقض محمد إبراهيم «حاجته» من لوازم الاحتفال بمجىء العيد، فلا هو اصطف فى طابور السكارى يبتاع الكحوليات، أو اتصل بـ«الديلر» كى يوفر له سجائر الحشيش تكفى احتياجات العطلة، كما جرت العادة.
مرت الوقفة صامتة وحزينة على إبراهيم، فلم يعد يحتفل بها كسابق الأعوام، كما أن معدل استهلاكه للكحول والحشيش تغير كثيرا فى الأشهر الأخيرة، بسبب زيادة أسعار السلع الأساسية والقفزات المستمرة فى أسعار الوقود.
«استهلاكى على المزاج قل كثيرا بعد زيادة الأسعار فى السنة الحالية، لم أكن أفوت وقفة دون أن أحتفل بها سواء فى منزلى أو مع الأصحاب»، يقول إبراهيم، الذى يعمل موظفا فى إحدى شركات القطاع الخاص، ولديه ولدان أكبرهما 4 سنوات.
حديث الرجل الثلاثينى يعكس تغيير نمط قطاع من المصريين ممن اعتادوا توفير ميزانية خاصة للمزاج شهريا، إلا أنهم بدأوا التخلى عن هذه الثقافة شيئا فشيئا أمام زيادة البنود الأخرى فى حياتهم، بعد تحرير سعر الصرف نهاية العام المنقضى، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات المرتبطة بها.
ربما لم يرتفع سعر زجاجة البيرة، المشروب المفضل لدى سكارى مصر، كثيرا بالمقارنة بالسلع الأخرى، فزادات تدريجيا من 10 إلى 17 جنيها على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، لكنها باتت عبئا على الشرهين الذين اعتادوا زيارة البار يوميا أو 3 مرات أسبوعيا على الأقل.
فى ركن منزوٍ ببار هالجيان، أحد البارات العتيقة بشارع عبدالخالق ثروت، يجلس محمود السيد، محامٍ، أمام زجاجة ستيلا نصف ممتلئة، وينفث سيجارة من نوع «الكليوباترا»، عقب انتهاء يوم عمل شاق فى محاكم وسط القاهرة.
كانت هذه المرة الأولى التى يذهب فيها للحانة التى يقصدها أبناء الطبقة المتوسطة من الموظفين والمحامين والصحفيين وأصحاب الحرف منذ أسبوعين، وهو ما مثل علامة تعجب كبيرة بالنسبة للمحامى الشاب: «أحاول تقليل زياراتى للبار من أجل توفير بعض النفقات، فسابقا كنت أحتسى 4 زجاجات أسبوعيا الآن أحتسيهم فى الشهر، بواقع اثنتين كل أسبوعين».
يشير السيد إلى أن واقع الحياة الاقتصادى اليوم يفرض عليه التزامات كثيرة تجعله ترشيد استهلاكه من الكحوليات، فهو يتناول وجبتى الفطار والغداء خارج منزله، بجانب جلوسه على المقهى لتدخين النرجيلة 3 مرات أسبوعيا على الأقل: «المزاج لم يعد أولوية فى ظل ظروفنا الصعبة».
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية للتعرف على وضع استهلاك الكحول، فإن المواطن المصرى يستهلك 6 لترات من الكحول سنويا، وهو نسبة قليلة إذا نظرنا للائحة التى تتقدمها الإمارات العربية المتحدة بـ 32 لترا، وتونس 26 لترا، والسودان 24 لترا، كما تسبقنا دول مثل اليمن والبحرين.
وإذا كانت هذه الشريحة تسعى لتقليل استهلاكها من الكحوليات، فإن «مزاج الحشيش» أيضا يعانى ركودا كبيرا فى العام الأخير بسبب ارتفاع أسعاره إلى الضعف مع تحرير سعر الصرف.
يقول جامايكا، وهو الاسم الكودى لأدمن صفحة «ثورة الحشيش»، التى تنادى بتقنين استهلاك الحشيش فى مصر، إن الاستهلاك قل بنسة 50 % فى الفترة بين قبل تعويم الجنيه وبعده، موضحا أنه كان يشترى «الصوباع» بـ300 جنيه قبل التعويم، الآن لن يحصل عليه بأقل من 600.
ويرى جامايكا أن الشباب باتوا فريسة سهلة لتجار الشارع الذين استغلوا فوضى تحرير سعر الصرف فى رفع أسعار، ناصحا إياهم بالمقاطعة أو الإقلاع عن تدخين النبات الأخضر.
وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، فإن مصر تحتل المركز 25 عالميا فى قائمة الدول الأكثر تعاطيا للحشيش بنسبة وصلت إلى 6.24% من عدد السكان.
يختم جامايكا حديثه: «المزاج تأثر بكل تأكيد من ارتفاع الأسعار لكن لا أمل فى العودة للأسعار القديمة دون سعى الدولة لتقنين لقطع الطريق أمام التجار والخلطات المغشوشة التى تودى إلى الوفاة فى بعض الأحيان».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك