بائع الخضراوات قُتل برصاصة الانتقام.. أسرار جريمة تجار الكيف في كرداسة؟ - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 11:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بائع الخضراوات قُتل برصاصة الانتقام.. أسرار جريمة تجار الكيف في كرداسة؟

إيمان عبد العاطي
نشر في: الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 12:33 م | آخر تحديث: الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 12:33 م

كعادته في كل يوم خرج شاب ثلاثيني العمر من منزله، بقرية ناهيا الكائنة بمركز كرداسة، قاصدا وجهة عمله بمدينة حلوان بمحافظة القاهرة، لكن السيناريو اليومي تغيرت أحداثه، ليتوجه عائل أسرته إلى قبره، تاركا خلفه طفلين "وعد" عمرها 3 سنوات و"محمد" عمره سنة.

في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل أحضر عمرو جميل سيارته النقل أمام منزله لتحميل الخضروات رفقته نجل عمه تمهيدا لنقلها إلى مدينة حلوان لبيعها هناك، لكنه تفاجأ بـ3 من تجار "الكيف" أمام مسكنه يبيعون المخدرات لزبائنهم، وهذا ما رفضه الثلاثيني، ليطلب منهم مغادرة المكان: "ما ينفعش الوقفة دي يا شباب.. فيه حريم في البيت"، لكن طلبه قوبل بالرفض من قِبل الثلاثة أشخاص، ليحدثه أحدهم شهرته "س. خ": "إحنا نقف في أي مكان يعجبنا.. محدش يقدر يمشينا من هنا".

مشادة كلامية وقعت بين الطرفين انتهت بتدخل الجيران والمارة في الشارع، حينها طالبوا كل من الطرفين بالمغادرة، حيث يستكمل عمرو تحميل الخضروات والتوجه إلى مقصده: "كمل يا ابني اللي بتعمله وروح على أكل عيشك"، فيما يتوجه الآخرين إلى مكان آخر لبيع مخدراتهم: "مش عاوزين مشاكل يا شباب.. روحوا بيعوا في مكان تاني".

غادر الثلاثة المكان، والانتقام الممزوج بالغدر يملء قلوبهم ليتفقوا على تلقين بائع الخضار علقة ساخنة: "عاوزين نعلمه الأدب علشان محدش يتكلم معانا تاني"، دون أن يدروا أن نار الانتقام ستلحق بهم وتدفعهم إلى خلف القضبان بعد قتلهم عائل أسرته، واستعانوا بأربعة آخرين من أصدقائهم، الذين حضروا وبحوزتهم أسلحة خرطوش وكلاب شرسة لحمايتهم.

مع حلول الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل غادر "عمرو" منزله قاصدا وجهة عمله، وكان في انتظاره بمكان خالي من المارة (حتة مقطوعة) الـ 7 مشاغبين وكل منهم بيده سلاح خرطوش أو كلب شرس، لمساعدته في مهمته، ولدى وصول الثلاثيني اعترضوا طريقه، وأجبروه على النزول من سيارته محدثينه: "لينا عندك حق وعاوزينه"، ليُشهر الشهير بـ"س. خ" سلاحه الخرطوش، وأطلق عيار صوبه أصابه بالبطن أسقطه قتيلا متأثرا بجراحه.

دقائق معدودة كانت كفيلة لتجمع الأهالي فور سماعهم دوي طلقات النار، ليسرع الـ 7 أصدقاء بالهرب كل منهم في مكان، قبل اللحاق به وتسليمه لقوات الشرطة، لكن الحظ لم يكن حليف اثنين منهم وتمكن الأهالي من الإمساك بهما وتسليمهما للشرطة، فيما نجح المتهم الرئيسي في الهرب.

أيام عدة مرت على تلك الجريمة المأساوية ومازال مرتكبها حرا طليقًا، دون تمكن قوات الشرطة من معرفة مكان هروبه لتنقله من مكان لآخر، وفي الجانب الآخر ينتظر أسرة الضحية حق ذويهم والقصاص العادل، بعدما امتلاءت قلوبهم بالحزن واكتست منازلهم بالسواد لفقده: "عمرو كان غلبان وفي حاله، عمرنا ما سمعنا منه كلمة غلط.. ده كان طالع على أكل عيشه"، ورصدوا مكافأة مالية قدرها 50 ألف جنيه لمن يرشدهم عن مكان المتهم الرئيسي.

إخطارا تلقاه اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة من العميد محمد أمين رئيس قطاع أكتوبر بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة بسماع دوي إطلاق أعيرة نارية نطاق مركز شرطة كرداسة.

انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة وبالفحص والمعاينة تبين قتل شاب يدعى عمرو جميل، بطلق خرطوش بالبطن.

جهود البحث والتحري بينت أن القتيل رفض بيع الجناة المخدرات أمام منزله بقرية ناهيا، مما أثار غضبهم وقرروا الانتقام منه وقتله، وتمكنت القوات من القبض على متهمين اثنين، وجار إعداد عدة مأموريات لضبط المتهمين الهاربين في الأماكن المحتمل هروبهم والمعتادين التردد عليها، وأخطر اللواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة للتحقيق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك