يوجد بالقرب من منطقة رأس كنيسي التابعة لمحمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ، متحف أثري حربي تاريخي تحت عمق مياه البحر بخليج العقبة، ويقصد هذا المتحف آلاف السائحين من مختلف الجنسيات المترددة على شرم الشيخ.
وقال أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، إنه حطام السفينة "ثيستلقورم" أو كما يطلق عليها "سيسل الجورم" يعد أحد المواقع السياحية الأثرية الترفيهية الهامة بجنوب سيناء، ويعتبرها السائحون متحفا أثريا تحت المياه، كونهم يشاهدون قطعا للعديد من المعدات العسكرية "سيارات، ودراجات حربية" يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية، وهذه المعدات أصبحت بيئة مناسبة لنمو الشعاب المرجانية، وملاذا لجميع الكائنات البحرية، لذا تعد موقع استكشاف واستمتاع لمحبي الغوص.
وأوضح رئيس شعبة السياحة والفنادق، في تصريح اليوم، أنه جرى اكتشاف حطام السفينة الغارقة بالقرب من منطقة رأس كنيسي التابعة لمحمية رأس محمد بمحض الصدفة، واستقرت محتويات السفينة على عمق يتراوح بين 23 حتى 40 مترا تحت عمق البحر؛ مما يتيح للسائح مشاهدة أنواع مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية، بخلاف المعدات الحربية القديمة التي تجعل السائح يسافر عبر الزمن؛ ليتعرف على أساليب الحرب القديمة، من خلال مجسمات حقيقية في قاع البحر.
وعن أهمية السفينة السياحية، أكد "الشيخ"، أن الموقع الذي غرقت فيه السفينة يعد من أهم مواقع الغوص في العالم وليس في مصر فقط، لذا أصبحت مزارا سياحيا عالميا، ولا يكفي غطسة واحدة للمشاهدة السفينة وما تحتويه المنطق من المعدات الحربية، ويحتاج السائح إلى نحو 3 غطسات؛ للتعرف على كل محتويات هذا المتحف الحربي والكنز الأثري، مؤكدا أن آلاف السائحين يحرصون على زيارته.
وأشار إلى أن تاريخ السفينة يعود للحرب العالمية الثانية عام 1941، وهذا العام الذي سيطرت فيه ألمانيا وإيطاليا على البحر المتوسط؛ بهدف امتداد جيشها في شمال إفريقيا، وكانت السفن البريطانية مضطرة للالتفاف حول طريق رأس الرجاء الصالح، والوصول إلى البحر الأحمر، وكانت " تستلجورم" تكاد تصل إلى جيش الحلفاء، وفجأة ألقت 4 مدمرات ألمانية قنابلها على مؤخرة السفينة، وحدث انفجار دمر السفينة وأغرقها داخل الماء على عمق يصل إلى نحو 90 قدما.
وتابع أنه جرى اكتشاف حطام السفينة عام 1950، على يد الباحث جاك ايف كوستو، وجرى إنتاج فيلم وثائقي عن هذا الحطام.
وأضاف أنه جرى البدء في تيسير رحلات الغوص للسفينة مع حلول عام 1991، وتحول الموقع تدريجيا إلى أهم مواقع الغوص بجنوب سيناء، ويشهد إقبالا كبيرا من السائحين خاصة من الدول التي تنتمي إليها السفينة.
وأكد أنه مع بدء تسيير رحلات الغوص بالمنطقة كان السائحون يشاهدون قاطرتين كبيرتين، و2 دبابة حربية، وشاحنات لنقل الجنود والمؤن، وسيارات دفع رباعي، ودراجات نارية، ومجموعة بنادق حربية، ومضادات الطائرات، وقطع غيار للسيارات العسكرية والطائرات الحربية، وعدد كبير من الأحذية.
ولفت إلى استخراج بعض هذه الأشياء من قبل السلطات المصرية، ووضعها في متاحف عالمية، مؤكدا أن الحطام التي توجد تحت الماء مازالت تحتفظ بهيكلها، وتراكم الشعاب المرجانية عليها زاد من رونقها، وجعل تجربة الغوص تشعر السائح كأنه يغوص في التاريخ، ويسافر عبر الزمن للتعرف على أساليب الحرب القديمة، ومستمتع أكثر مما يستمتع شخص آخر في قراءة قصة، أو رواية، أو مشاهدة فيلم عن الحرب العالمية الثانية، خاصة أنه يوجد في هذا المكان تيارات خفيفة غالبا مما يجعل الرؤية جيدة.