قرار تحريك الأسعار كان لابد منه.. ونستهدف إنتاج زيت محلى بنسبة 100%
لن تتأثر الأسواق المحلية حال زيادة الأسعار عالميا.. والوصول للاكتفاء الذاتى ليس سهلا
كشف رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون الدكتور أحمد عبدالوهاب، التابعة لوزارة التموين، عن قرب انتهاء وزارة التموين من الدراسات الخاصة بإعادة هيكلة شركات الزيوت الحكومية، بحيث يتم إنشاء كيانات جديدة مع تطوير الكيانات الموجودة بالفعل وإقامة أكبر مصنع للزيوت فى الشرق الأوسط.
وقال عبدالوهاب، لـ«الشروق»، إن الدراسة تضم شركات الزيوت الحكومية وهى الإسكندرية للزيوت والصابون، طنطا للزيوت والصابون، أبوالهول للزيوت والمنظفات، والنيل للزيوت والمنظفات، وشركة الزيوت المستخلصة.
وأوضح أنه بالنسبة لمصنع الزيوت فى كفر الزيات كان معدل الإنتاج اليومى 400 طن يوميا حتى عام 2020 وارتفع بداية العام الجارى إلى 500 طن يوميا زيوت بعدد 680 ألف زجاجة يوميًا، منقسمة إلى 50% لزجاجة 800 مللى، و50% لزجاجة 1 لتر، منوها إلى أنه تم تحويل مصنع الشركة فى كفر الزيات من العمل بالسولار والمازوت إلى غاز طبيعى من خلال أرباح الشركة.
وأكد عبدالوهاب أن إنتاج الشركة سنويًا من الزيوت والأعلاف والصابون والمنظفات يصل إلى 195 ألف طن؛ بحجم إيرادات 2.8 مليار جنيه، مشددا على أن الزيوت تمثل 85% من إنتاج الشركة بكمية تصل إلى 180 ألف طن سنويا، والـ15% الأخرى موزعة على الأعلاف من 35 ألف إلى 40 ألف طن، والمنظفات من 10 إلى 12 ألف طن، والصابون فى حدود 3 آلاف طن سنويا.
وأوضح أنه يتم تصدير منظفات إلى كل من سوريا والمغرب وتركيا، بقيمة 30 مليون جنيه العام الماضى، ومستهدف زيادة الإنتاج والوصول إلى 3 مليارات جنيه حجم إيرادات.
ولفت إلى أن حجم استهلاك مصر من الزيوت سنويا يصل إلى 2.4 مليون طن، كما أنه كان يتم استيراد نحو 97% من احتياجات السوق المحلية من الزيوت الخام (2.1 مليون طن زيت خام صويا وعباد) حتى عام 2019، لتنخفض حاليا إلى 95% (2 مليون طن).
وكشف عن أنه من المستهدف الوصول إلى حجم إنتاج من زيت الخليط يصل لـ2400 طن يوميا بمعدل 80 ألف طن شهريًا، وعن ارتفاع أسعار زيوت الخام العالمية؛ نوّه بأن إعادة تدوير الزيوت المستهلكة كوقود كان من ضمن أسباب ارتفاع أسعار الزيت عالميا، قائلا: «عندما يرتفع سعر برميل البترول عالميا تتوجه الشركات الكبرى إلى استخدام الزيوت النباتية فى إنتاج «البيوديزل».
وتابع: «عند انخفاض سعر البترول ترفع الشركات العالمية يديها عن الزيوت النباتية، مما يؤدى إلى وجود ضغط على أسعار الزيوت الخام فى السوق العالمية، ففى شهر نوفمبر 2019 كان يتم طرح زجاجة 1 لتر بسعر 19 جنيها على البطاقة التموينية، وعندما حدث هبوط فى أسعار الخامات العالمية للصويا والعباد أصدر وزير التموين قرار بتخفيض السعر من 19 إلى 17 جنيها».
وبحسب آخر تقرير للهيئة العامة للسلع التموينية، بشأن أسعار تعاقدات الزيت الخام من ديسمبر 2020 إلى مايو 2021، فقد تراوحت الأسعار من 13.920 ألف جنيه للصويا الخام المحلى إلى 19.265 ألف جنيه، ومن 860 دولارا للطن الصويا الخام المستورد إلى 1263 دولارا بما يعادل 19.830 ألف جنيه، وكانت نسبة الزيادة تتراوح من 42% إلى 44%، بينما نسبة الزيادة فى زيت الخام العباد المستورد تتراوح من 50% لـ55%.
وواصل: «بعد زيادة أسعار الزيوت فى السوق المحلية كان سعر اللتر ثابت على البطاقة التموينية بـ17 جنيها، مؤكدا أنه كان سيحدث سوق سوداء بسبب الفجوة السعرية لأن المضاربين مستعدين للدفع والتخزين ومن ثم رفع السعر، موضحا أن قرار تحريك السعر كان لابد منه.
وأكد عبدالوهاب أن هدف وزارة التموين هو طرح زجاجة زيت للمواطن على بطاقة التموين تكون مصنعة محليا بنسبة 100%، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع بين وزيرى التموين والزراعة لمتابعة الأمر من خلال الزراعة التعاقدية.
وقال إنه خلال سنوات قريبة قادمة سيتم الوصول إلى إنتاج زيوت منتجة من بذور محلية وليس مستوردة من الخارج، من خلال تنظيم مشروع المليون فدان، حيث يتم حاليا التعاقد مع المزارعين لزراعة البذور الزيتية، والعمل على توطين زراعة البذور الزيتية فى مصر.
وأشار عبدالوهاب إلى أن هناك توجيهات من القيادة السياسية ببدء عمل زراعات تعاقدية، وتم دعوة كل شركات استخلاص الزيوت سواء قطاع عام أو خاص وتم الاتفاق على بدء استخلاص البذور الزيتية من بذور مزروعة محليا وتم تشكيل لجنة من وزارة الزراعة ووزارة التموين لمتابعة ذلك مع المختصين.
وتابع رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون أن اللجنة استقرت على البدء فى زراعة 100 ألف فدان فول صويا و100 ألف فدان عباد، كمرحلة أولى وترتفع إلى 250 ألف فدان فى المرحلة الثانية لكل من الصويا والعباد، على أن تشترى الشركة القابضة للصناعات الغذائية المحصول وتستخلص الزيوت وينتج عنه زيت يتم استخدامه فى التكرير وتعبئة الزيوت وجزء منه يستخدم كعلف للدواجن والأسماك.
وأوضح عبدالوهاب أنه تم العمل على وضع سعر مناسب للمزارع، بحيث يكون اعلى من السعر العالمى، بحيث يكون سعر طن بذور الصويا 8 آلاف جنيه، و8500 جنيه سعر طن العباد.
وشدد على أن الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من الزيوت الخام ليس بالأمر السهل، وأن استهلاك مصر من الزيوت 2.4 مليون طن سنويا كما أن هناك أنواع زيوت لا يمكن أن تكون موجودة فى مصر، ضاربا مثالا بزيوت النخيل المستخدمة فى إنتاج السمن النباتى وصناعة الصابون والتى تمثل مليون طن زيوت، وزراعتها تحتاج لمناطق زراعية بها درجات حرارة مرتفعة وأمطار طوال العام».
واستكمل: «سيتم العمل على تغيير تركيبة استقدام الزيوت الخام فى السوق المحلية بحيث تكون 50% من بذور مزروعة محليا، و25% من بذور مستوردة، و25% من زيوت خام مستوردة، موضحا أنه فى حالة حدوث أى زيادة فى الأسعار العالمية لن يكون هناك تأثير على سعر المنتج المحلى».