أعاني من برودة الأطراف (اليدين والقدمين) خاصة في أيام الشتاء بصورة مبالغ فيها تشعرني بالقلق، إذ يتغير لون أصابع اليدين خاصة إلى شحوب ظاهر يصاحبه ألم في الأصابع، وربما يتغير لونها إلى الأزرق وتتورم.
أفاد الطبيب بأنني أعاني من ضعف الدورة الدموية في الأطراف، وأن هذا أمر طبيعي قد ينتج عن أنيميا الدم ولا علاج له.. لكنني ما زلت قلقة، فهل هناك احتمال آخر؟
هناك الكثير من الناس يعانون الأعراض التي وصفتيها في رسالتك؛ برودة الأطراف وشحوبها نتيجة حساسية شرايين الأصابع الصغيرة التي لا تحتمل برودة الجو، ويقف الأمر عند ذلك الحد ولا يتطور، وعلاجه في اتقاء البرد بطريقة أو بأخرى، وتدفئة الأطراف بلبس الجوارب الصوفية أو القطنية والقفازات، ما يدفع الدفء في الأطراف لتتفتح تلك الشرايين الرقيقة التي أغلقها البرد.
لكن إذا ما تطور الأمر إلى ألم قاسٍ في الأصابع وتحول لونها إلى اللون الأزرق نتيجة لتشنج عضلات الأصابع، وما يعقبه من ارتخائها فيما بعد وتدفق الدم إليها مرة أخرى بعد هروبه في مواجهة البرد، فإنها تتحول إلى اللون الأحمر وتنتفخ الأصابع، ويشكو الإنسان من تيبس وتنميل في الأصابع.
شحوب الأصابع وتحولها إلى اللون الأزرق بصحبة الألم ثم إلى اللون الأحمر الذي تصاحبه تورمات، علامة على وجود مرض يُعرف باسم مرض رينولد (Raynaud’s Disease)، وهو مرض يُصيب شرايين الدورة الدموية الطرفية أي التي تغذي الأطراف (اليدين والقدمين).
ويتم تشخيصه بواسطة أشعة الصبغة الشريانية للتأكد من أن تلك الأعراض ليست نتيجة انسداد في شريان رئيسي للساعد.
علاج مرض رينولد يعتمد على استعمال الأدوية الموسعة للشرايين الدقيقة، التي تقاوم التشنجات في عضلاتها (الطبقة العضلية في تكوين الشريان)، وقد يُحقق العصب السمبتاوي الذي يغذيها بنبضات تسبب انقباضها.
ومن المفيد أيضًا الامتناع عن التدخين لأثره السيئ على الشرايين. كما أن تدفئة الأطراف واجبة، مع الحرص على عدم التعرض للبرد الشديد. ويلاحظ أن مرض رينولد يصيب النساء بنسبة تفوق الرجال.