معرض الشارقة للكتاب.. روائيون: المكان يشكل الهوية ويعكس تحولات المجتمع في الرواية الإماراتية - بوابة الشروق
السبت 8 نوفمبر 2025 10:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

معرض الشارقة للكتاب.. روائيون: المكان يشكل الهوية ويعكس تحولات المجتمع في الرواية الإماراتية

مي فهمي
نشر في: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 4:42 م | آخر تحديث: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 4:42 م

أكد عدد من الكتّاب والروائيين أن المكان في العمل الأدبي ليس مجرد إطار جغرافي للأحداث، بل يتجاوز كونه موقعًا ماديًا ليغدو عنصرًا محوريًا في تشكيل الهوية والشخصيات، وفضاءً رمزيًا وخياليًا يعكس تحولات المجتمع والثقافة، ويمنح النص الروائي أبعادًا جديدة تتجاوز السرد التقليدي.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «أثر المكان في الإنسان وتشكّل سمات المجتمع في الرواية الإماراتية»، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها الكاتب والروائي الإماراتي سعيد البادي، والروائية والقاصّة الإماراتية لولوة المنصوري، وأدارتها الدكتورة هند السعدي.

المكان وتشكيل الهوية
قال الكاتب والروائي سعيد البادي إن المكان في الرواية الإماراتية يتأثر بعناصر البيئة المحيطة مثل الصحراء والبحر والسفر والشتاء، موضحًا أن الصحراء ترمز إلى الحرية والضياع في آن واحد، والبحر يعكس المغامرة والسعي وراء الرزق، بينما تعكس الحياة في المدينة الغربة. وأضاف: «المكان ليس حيزًا جغرافيًا فقط، بل يساهم بشكل كبير في تشكيل الهوية والوعي لدى الإنسان، فهو حاضر في ذاكرة الروائي أكثر من أي عنصر آخر».

وأضاف: «جذورنا في المجتمع الإماراتي تعود إلى القرى وليس المدن، لذلك فإن مكونات الطبيعة والبيئة نجدها في اللغة والسردية والمفردات التي يستخدمها الكاتب، إذ إن هناك أكثر من علاقة تكاد تكون جزءًا من تكوين الإنسان، فالمكان له دور في تشكيل هوية الكاتب، وينعكس بالضرورة في كتاباته سواء أكان ابنًا للقرية أم للمدينة».

وأشار البادي إلى تحدي الحداثة وتأثير التحولات العمرانية على السرد الروائي، متسائلًا عن إمكانية تغيّر دور المكان مع الأبراج والزجاج والفضاءات الافتراضية. كما أكد أن الفانتازيا جزء أصيل من الثقافة الإماراتية، قائلًا: «بالنسبة للأماكن التخيلية مثل الفضاء وغيرها، نجد أن الفانتازيا موجودة في ثقافتنا وتراثنا، وقد كتبت روايتين مزجت فيهما الواقع بالخيال، لأن الرواية من دون خيال تفقد جوهرها».

رمزية المكان في الأدب
بدورها، أكدت الكاتبة والقاصّة لولوة المنصوري أن الروائيين العرب نجحوا في تحويل المكان إلى رمز أدبي، مشيرة إلى أن المدينة في الروايات الحديثة أصبحت تمثل الحداثة والاغتراب، بينما ارتبطت القرية بالأصالة والبساطة والعلاقات الإنسانية المباشرة. وقالت: «المكان شهد تحوّلًا جذريًا من الأصالة إلى الحداثة، ولم يعد مجرد مسرح للأحداث، بل أصبح ذا روح خاصة عبر الربط بين الجغرافيا والإنسان الذي يعيش فيها».

وأوضحت أن الروائي يجسّد المكان وفق الرؤى التي يقتنع بها والتطلعات التي يسعى إليها المجتمع، مؤكدة أن المكان في النص الأدبي ليس محدودًا بالحدود الجغرافية والسياسية، بل قد يكون رمزًا أو ضبابًا أو ظلًا أو حتى غرفة واحدة كما في رواية «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب والروائي سلطان العميمي. وأضافت: «على القارئ أن يمتلك الملكة الحسية والاستنباطية ليدرك أن المكان ليس محدودًا في النص الأدبي، بل يمتد إلى فضاء رمزي وخيالي مفتوح على أنماط أخرى».

وأكدت لولوة المنصوري أن المجتمع الإماراتي سابقاً رغم محافظته، كان ثريًا بالمعرفة والحرف والصناعات، وهو ما يشكّل مصدر إلهام للرواية المعاصرة. وقالت: «نحاول إعادة إنتاج واستقراء ما تم روايته ولم يُدوّن، ونعمل على إحياء ما كان في الماضي للحفاظ على ذاكرة المكان الإماراتي». وأضافت: «أن هذه العملية تشكّل ما أسمّته بـ (الحنين الإنتاجي)، أي الحنين الذي يتحول إلى نص وإبداع للحفاظ على الماضي حيًا في ذاكرة النصوص الحديثة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك