اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن السياسات الراديكالية لعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني التي يصفها منتقدوه ومعارضوه في الولايات المتحدة بأنها وعود مبالغ فيها، تُعد في نظر الأوروبيين أمرا عاديا ومألوفا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن منتقدي ومعارضي ممداني يرون أن وعوده مثل خدمة الحافلات المجانية، ورعاية الأطفال الشاملة، وتثبيت الإيجارات، وعودا غير قابلة للتطبيق وغير واقعية ومكلفة للغاية، مشيرة إلى أن ذلك يكشف اختلافا كبيرا بين النظرة الأمريكية والأوروبية لمفهوم العدالة الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة أن "ما يراه الأمريكيون خيالا أو مبالغة، يعتبره الأوروبيون من أبسط حقوق المواطنين".
وأشارت إلى أن دولا ومدنا أوروبية كثيرة تطبق بالفعل ما يشبه أفكار ممداني، مثل مدينة تالين في إستونيا التي جعلت المواصلات العامة مجانية، ومدن فرنسية مثل مونبلييه ودانكيرك التي تبنت التجربة نفسها، بينما أطلقت دول مثل لوكسمبورج ومالطا برامج نقل عام مجانية على مستوى البلاد.
ونوهت "جارديان" إلى أن فكرة إنشاء متاجر بقالة مملوكة للبلدية التي طرحها ممداني ليست جديدة، إذ سبقتها إليها مدن مثل إسطنبول منذ عام 2014، حيث أُنشأت متاجر تديرها البلديات لبيع السلع الأساسية بأسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود.
كما بدأت بعض المدن الأمريكية مثل شيكاغو وأتلانتا في دراسة مشروعات مشابهة.
كما أوضحت الصحيفة أن ممداني وعد أيضا بتوفير رعاية أطفال مجانية لجميع الأطفال من عمر ستة أسابيع حتى خمس سنوات، وهي فكرة مطبقة جزئيًا في أوروبا فمثلا في برلين تقدم الحضانات مجانا منذ عام 2018، بينما بدأت البرتغال في توسيع برامجها المجانية تدريجيا منذ عام 2022.
وأشارت "جارديان" إلى أن فكرة "صندوق المولود الجديد" التي وعد بها ممداني، وتضم مستلزمات أساسية مثل الحفاضات والبطاطين والكتب، لها جذور في التجربة الفنلندية التي بدأت منذ عام 1949 وانتشرت في عشرات الدول حول العالم.
وخلصت الصحيفة إلى أن الفارق الجوهري في استقبال أفكار ممداني يعود إلى غياب نظام الرفاه الاجتماعي الواسع في الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا، مشيرة إلى أن "ما يعتبر ثوريا في أمريكا هو ببساطة حياة يومية في أوروبا".