أكدت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، الدكتورة سحر نصر، أن الدولة تسعى لجعل محور قناة السويس مركزا إقليميا للتجارة والاستثمار وبوابة لسوق إقليمي ضخم يخدم 100 مليون مستهلك مصري ومليار و200 مليون مستهلك أفريقي و400 مليون مستهلك عربي، والاستفادة من اتفاقيات الشراكة الاستثمارية والتجارية التي وقعتها مصر مع الدول العربية والإفريقية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، بالتنسيق مع هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، لوفد ياباني ضم كبريات الشركات اليابانية ومنظمة "جيترو"، ووكالة "جايكا" اليابانية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث كان في استقبال الوفد رئيس هيئة القناة ورئيس المنطقة الاقتصادية بها الفريق مهاب مميش.
وأكدت نصر - خلال اللقاء - أن الدولة تعمل على جذب استثمارات في المشروعات القومية الكبرى التي تستجيب لاحتياجات المواطنين وخلق فرص عمل للشباب والمرأة، مشيدة بالتعاون الاقتصادي والتنموي مع اليابان خلال الأعوام الماضية في ظل التقارب بين القيادة السياسية بين البلدين، وفي إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتنظيم زيارات لممثلي المؤسسات الدولية إلى المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للتعرف بشكل مباشر وواقعي على حجم الإنجازات التي تحققت وآفاق التطوير الذي تشهده مصر في مختلف المجالات، مما نتج عنه قصص نجاح مثل المدارس اليابانية والمساهمة في إنشاء المتحف المصري الكبير.
من جانبه، أشاد السفير الياباني لدى القاهرة ماساكي نوكي، بالتشريعات الأخيرة التي أجرتها مصر في مجال الاستثمار، مضيفًا أنها ستسهم في زيادة الاستثمارات "حيث تعد مصر أكبر سوق في الشرق الأوسط".
بدورهم، أكد أعضاء الوفد الياباني أن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في مصر، معربين عن تطلع بلادهم لتعزيز التعاون مع مصر من خلال الاستثمار في عدة مشروعات وعلى رأسها البنية الأساسية والطاقة المتجددة حيث تتمتع مصر بموقع استراتيجي هام يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، لافتين إلى أن استثمارات اليابان في مصر بلغت 360 مليون دولار في ظل وجود 106 شركات يابانية تستثمر بها، حيث شهد العام المالي الماضي زيادة بنحو 74 % في الاستثمارات اليابانية عن العام السابق له.
وفي نفس السياق، قال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الفريق مهاب مميش، أن القناة أصبحت شريان الحياة لكل دول العالم، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على تنويع الاستثمارات بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، ووضع أفضل حوافز استثمارية وتقديم مزيد من التسهيلات وإزالة أي عوائق تعرقل التنمية في المنطقة، معربا عن تطلع القناة للتعاون مع الجانب الياباني في تطوير البنية الأساسية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وذلك بالتنسيق مع وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.
وكشف مميش عن تنفيذ محطة دحرجة السيارات في أرصفة شرق بورسعيد الجديدة بالتعاون مع تحالف بلورية تويوتا "وإن واي كيه" بطول 600 متر و240 ألف متر مربع لساحة التداول، مشيرا إلى أن الاستثمارات المستهدفة من المشروع تصل إلى 220 مليون دولار وخلق 150 فرصة عمل مباشرة و500 فرصة عمل غير مباشرة.
وأضاف أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه في شرق المتوسط من حيث المساحة والاستثمارات والمواصفات ، كما يعد ضمن المخطط الموضوع للمنطقة في شرق بورسعيد والذي يعتمد على القيمة المضافة والاعتماد على اللوجستيات في هذه المنطقة، كما يعتمد المشروع فيما بعد على صناعة السيارات ومكوناتها ومن ثم يكون الأول من نوعه بالمنطقة.
من جانبه، قال المستشار التنفيذي الأول لشركة تويوتا تسوشو اليابانية ساتوشى أوزاوا، إن الشركة لها مشروعات مستقبلية في مصر أبرزها محطة توليد الطاقة الكهربائية من الرياح بخليج السويس ومشروع "RORO" في محور قناة السويس، ومشروع مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في السويس وإنتاج الصناعات المغذية للسيارات بمصر، لافتا إلى أن شركته من أكبر الشركات اليابانية المستثمرة بمصر في عدة قطاعات أبرزها الحديد والصلب والغاز والبترول والكيماويات والصناعات الغذائية والطاقة والسيارات.
يذكر أن الوفد الياباني يضم كلا من سفير اليابان في مصر ماساكي نوكي، ورئيس منظمة جيترو اليابانية هيرويوكد ايشيجى، المستشار التنفيذي الأول لشركة تويوتا تسوشو اليابان ساتوشى أوزاوا، العضو المنتدب لبنك اليابان للتعاون الدولي ياسوشي هاشيغاوا، بالإضافة إلى أعضاء الجانبين المصري والياباني في مجلس الأعمال المصري الياباني، وعدد من الشركات المصرية التي لديها مشروعات مثل مجموعة شركات العربي وكليوباترا وسوزوكي إيجيبت.