القائمون على المهرجان يلقون باللوم على "إجراءات قانونية مستجدة"
ومصادر: مسئولو الثقافة غاضبون من أخطاء القائمين على المهرجان
أقيم مساء أمس الخميس، حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان "رؤى السينمائي" الذي ينظمه قسم دراسة السينما بالجامعة المريكية بالقاهرة، حضر الضيوف والمكرمين، والحكام وأقيمت المراسم، ثم تأتي لحظة غير متوقعة، من الجميع، حين صعد رئيس المهرجان الدكتور مالك خوري، لخشبة المسرح، ليعلن أن هذه الدورة ستكون بلا أفلام، وستقتصر على الورش والندوات.
لم تكن هذه نكته، أو مزحة أراد رئيس المهرجان أن يمازح بها الحضور، ولكنه بيان من مهرجان سينمائي يهدف بالمقام الأول لعرض مجموعة من الأفلام اختارها بعناية للجمهور، لكن الحقيقة أنه لا يمتلك أفلام كي يعرضها.
الواقعة بتفاصيلها كشف عنها الناقد عصام زكريا رئيس لجنة التحكيم بمهرجان "رؤى" عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ذهبت إلى افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان رؤى للأفلام المصرية القصيرة الذي ينظمه قسم دراسة السينما بالجامعة المريكية بالقاهرة، حيث شرفني المنظمون برئاسة لجنة التحكيم التي تضم النجمة يسرا اللوزي والمخرجين أحمد فوزي صالح وتامر السعيد ومصممة الصوت سلمى رضوان".
وتابع: بدأت المراسم وأعلنت أسماء لجنة التحكيم وتم تكريم مدير التصوير الكبير سعيد شيمي..ثم صعد رئيس المهرجان الدكتور مالك خوري ليعلن أن المهرجان لن يعرض أفلاما!! ماذا؟؟ المهرجان بدون أفلام بسبب إجراءات قانونية، على حد تعبير الدكتور مالك".
"منظمو المهرجان لم يصرحوا بالمزيد وقالوا هذا كل ما لدينا. سألتهم بعد النزول من المسرح هل أرسلتم الأفلام للرقابة..قالوا نعم منذ شهر كامل.. سألتهم وهل جاءت تصاريح العرض..قالوا لا.. سألتهم هل تقدمتم للجنة المهرجانات بطلب اعتمادكم؟ قالوا نعم..منذ شهور. سألتهم وهل تم اعتمادكم؟ قالوا لم يحدث بعد!".
ثم عاد زكريا في منشور لاحق قائلا: "علمت منذ دقائق أن هناك مشكلة تتعلق باعتماد لجنة المهرجانات، حيث يجب أن يكون المتقدم بطلب لإقامة مهرجان مؤسسة أو جمعية وليس باسم شخص.. في كل الأحوال أتمنى أن تحل المشكلة الإجرائية سريعا حتى لا نخسر فعالية مهمة تعني بالشباب وتقيمها جامعة لها وزنها وينظمها سينمائيون وأساتذة كبار".
من جانبها، أصدرت إدارة المهرجان بيانا وصفته بـ"البيان الهام" معلنة "إلغاء كافة عروض أفلام المهرجان".
وأوضحت: "في إطار ظروف خارجة عن إرادة المهرجان وإدارته، ولأسباب تتعلق بإجراءات قانونية مستجدة، قررت لجنة إدارة مهرجان رؤى إلغاء كافة عروض الأفلام طوال أيام المهرجان".
وتابعت: بقية فعاليات المهرجان ستستمر في مواعيدها، بما فيها ورشة التصوير، ورشة السيناريو، وندوة النقد السينمائي، كما أن المعرض عن الفنان الكبير سعيد شيمي مستمر في أماكنه المحددة حتى يوم ١٩ مارس، ستقوم لجنة التحكيم بإعلان نتائج إفلام المسابقات في وقت لاحق الأسبوع القادم".
وقدمت إدارة المهرجان، اعتذرها لكافة أصحاب الأفلام المشاركة عن هذا التطور غير المتوقع.
وعلمت "الشروق" أن هذا البيان أثار غضب أعضاء لجنة المهرجانات والمسئولين بوزارة الثقافة، خاصة أن لم يكشف تفاصيل الواقعة كما هي، ولم يبين الأخطاء المتتالية التي ارتكبها القائمون على المهرجان، وأهمها عدم اتباعهم الإجراءات المعتادة للحصول على موافقة من لجنة المهرجانات، وعدم متابعتهم لموقف مهرجانهم إلا قبل انطلاقه بساعات قليلة، الأمر الذي تعذر معه إنهاء كل المشاكل التي واجهوها، ثم المفاجأة أنهم بدلا من تقديمهم اعتذارا صريحا يوضح أنهم أخطأوا التصرف، ألقوا بالاتهامات على غيرهم.