ربما تنجح بعض جراحات المخ المعقدة التي يجريها الأطباء على الإنسان، لكن أن تجرى جراحة ناجحة هي الأولى من نوعها في العالم لببغاء لإنقاذه من الانقراض فذلك بمثابة إعجاز طبي في عالم الطيور..
هذا ما فعله فريق من الأطباء البيطريون المتخصصين في نيوزيلندا بإجراء أول جراحة في المخ للطيور على مستوى العالم لببغاء "الكاكابو" نيوزيلندي الأصل المهدد بالانقراض، باستخدام التقنيات الجراحية المستخدمة على البشر والثديات بشكل مكثف، بحسب موقع الجارديان البريطاني.
وكان الهدف من الجراحة هو انقاذ بغبغاوات الكاكابو المهددة بالانقراض في نيوزيلاندا حيث لا يوجد منها اليوم سوى 147 من البالغين في منطقة كاكابي.
وبحسب موقع صحيفة "الجارديان" البريطانية يقول الأطباء "إن الببغاء كان يعاني من تشوهات الجمجمة منذ مولده؛ ما استدعى إجراء العملية له قبل أن يتم 57 يوما"، وقال مدير المستشفى التي جرت فيها الجراحة جاتريل "العملية كانت الأولى في العالم ولم تتم تجربتها من قبل في مجال طب الطيور".
وأضاف أن الكاكابو كان يعاني من انبثاق جزء من المخ من جمجمته وكانت حياته مهددة بالإضافة لتعرضه للإنقراض لذا لزم اتخاذ إجراء، وأن الأطباء البيطريون في حديقة حيوان أوكلاند، وحديقة حيوانات ويلنجتون، ومستشفى دنيدن للحياة البرية أجروا الجراحة بعد أن نقلت شركة الطيران الوطنية في البلاد الببغاء مجانًا!.
وأوضح جاتريل قائلا: "إن هذه عملية محفوفة بالمخاطر فالمضاعفات الشائعة لدى البشر تشمل تلف دائم في الدماغ وتسرب مستمر من السائل النخاعي وإمكانية التهاب السحايا".
الآن وبعد أسبوع من إجراء العملية، تم اعتبار الجراحة نجاحًا كاملًا من قِبل الفريق، حيث أصبح بإمكان الكاكابو العودة لحديقته، حيث يؤمل أن يزدهر ويتكاثر في النهاية.
يذكر أن ببغاوات "الكاكابو" أو "ببغاء البومة" هي أثقل وأكبر ببغاوات العالم، وموطنها الأصلي في نيوزيلاندا، وتتميز بمنقارنها الرمادي ولونها الأخضر الفريد، لكنها كبيرة القدمين وقصيرة الساقين لذا لا تستطيع الطيران، واتجهت أعدادها الى النقصان المستمر في نيوزيلانداد نتيجة الآفات الدخيلة التي قتلتها وقضت عليها منذ مئات السنين؛ لتفقد منازلها في الغابات الزراعية وتنقرض، بعد أن كانت واحدة من أكثر الطيور شيوعا في نيوزيلندا.
لكن تبقى ببغاوات الكاكابو في نيوزيلاندا متمسكة بالحياة، حيث وصلت أعداد تكاثرها لـ76 كتكوتا هذا العام، وهو رقم قياسي بالنسبة للطيور المهددة بالإنقراض.