صيد الأستاكوزا بجزر ماجدلين الكندية يحقق أرباحا كبيرة بعد أن كانت طعاما للفقراء - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صيد الأستاكوزا بجزر ماجدلين الكندية يحقق أرباحا كبيرة بعد أن كانت طعاما للفقراء

كيب-أو-ميول (كندا) - د ب ا
نشر في: الثلاثاء 11 يونيو 2019 - 1:32 م | آخر تحديث: الثلاثاء 11 يونيو 2019 - 1:32 م

تبدأ ساعة الذروة بجزيرة "جراند إنتريه" في الثالثة فجرا، وفي بدايات فصل الصيف تكون الشمس قد بدأت في الإشراق، في الوقت الذي تصطف فيه الشاحنات على رصيف الميناء.

ويسير الرجال بهمة ونشاط في اتجاه زوارق الصيد، ويضعون كميات من الثلج بالجاروف على الأسماك المتراكمة داخل صناديق على متن الزوارق، وتنخفض درجة الحرارة ليصبح الطقس باردا ويكسو الصقيع المكان ليلا في المنطقة الشرقية من كندا، حتى في فصل الصيف.

غير أن الرجال لا يعبئون بهذا الطقس البارد، فهم يستعدون للإبحار لمدة نصف الساعة أو يزيد خارج الميناء، الذي يعد الأكبر في أرخبيل جزر ماجدالين، على الرغم من أنهم لا يكشفون عن مقصدهم بالضبط.

وتتمثل مهمتهم في جمع الفخاخ التي كانوا قد وضعوها داخل المياه لاصطياد الأستاكوزا من خليج سان لورانس، ويقول جون جي الذي يستعد للإبحار مع ربان سفينته إنه "يتم السماح لنا باصطياد الاستاكوزا خلال فترة تمتد لعشرة أسابيع"، ويبدأ صيد هذا النوع الفاخر من المأكولات البحرية في منتصف شهر مايو من كل عام.

وينطلق صائدو الأسماك كل ليلة صوب الخليج، الكائن بين مقاطعات كويبك وجزيرة برينس إدوارد ونيوفاوندلاند.

ويعد الخليج منفذا للبحيرات العظمى لأمريكا الشمالية، وتصب مياهه في المحيط الأطلسي، وتعد مياهه مالحة مثل مياه البحر.

وهذا هو ثالث أكبر نهر في أمريكا الشمالية من حيث حجم المياه المنصرفة منه، وتكون مياهه عذبة إلى أن يصل إلى مدينة كيبيك، وبعد ذلك تصبح المياه ضاربة إلى الملوحة عند بلدة "إيل دي أورليانز"، ثم تصبح كاملة الملوحة في نهاية المطاف.

وبينما يعد صائدو الاستاكوزا زوارقهم لبدء الرحلة، ترسو سفينة أكبر حجما بالقرب من المكان، وعاد ربانها من رحلة لصيد سلطعون الثلج، غير أنه لم يكن راضيا عن حجم محصوله من الصيد.

ويقول الربان جون كلارك "كل يوم يختلف عن سابقه"، وهو لا يتفوه بالكثير غير أنه يتسم بالود، وهي صفة يمكن إطلاقها على معظم "المادلينوتس" وهو الاسم الذي يعرف به سكان الجزيرة، وليس لدى الربان الكثير من الوقت ليضيعه في الحديث، حيث أنه يستعد للإبحار في وقت لاحق من أجل جمع شراك اصطياد الاستكوزا.

ويقول جيليز لابيريه الذي عاش في هذا الأرخبيل الصغير منذ أن كان طفلا، وبوسعه أن يرصد أسماء أسلافه الفرنسيين لتسعة أجيال سابقة، "إن موسم الصيد منهك للصائدين".

ويضيف "يتداخل موسما صيد الأستاكوزا والسلطعون مع بعضهما البعض، وتصطاد بعض الزوارق الاثنين معا".

ويعد النوم أمرا عابرا خلال موسم الصيد، ويحصل كلارك على إغفاءة سريعة تستغرق ساعتين قبل أن يشرع في الإبحار مرة أخرى.

ويمثل صيد الأستاكوزا والسلطعون مصدرا مغريا للحصول على الدخل، ومن الصعب الحصول على تراخيص بصيدهما، ويقول لابيريه "غالبا ما تتوارث العائلات هذه التراخيص، وأحيانا تذهب إلى الإبن وأحيانا أخرى تحصل عليها الإبنة".

وفي حالة طرح ترخيص للبيع فيمكن أن يبلغ سعره نصف مليون دولار كندي، (370 ألف دولار أمريكي).

وثمة سوق واسعة للأستاكوزا في كندا وفي خارجها، حيث أن المياه التي تأتي منها باردة وصافية، كما أنها تأتي بمختلف الأحجام.

ولفترة طويلة لم تكن هناك حصص محددة تحدد كميات وأوقات الصيد، وكان بوسع أي شخص الصيد هنا بأي كمية يريدها وفي أي وقت يشاء، غير أـن الفخاخ بدأـت تخرج من المياه وهي شاغرة لأنه كان يتم الصيد في المياه بشكل جائر.

ويقول لا بيريه وهو يستعيد ذاكرته في الأيام الخوالي عندما كان طفلا "في تلك الأيام لم تكن الأستاكوزا تمثل وجبة شهية، بل كانت تعد طعاما للفقراء".

واليوم أصبحت مطاعم الجزيرة تتنافس على تقديم وجبات الأستاكوزا مع أسماك القد والهاليبوت.

وهناك أيضا معمل لتدخين الأسماك يسمى "لو فوموار دانتان" الذي يعد أسماك الرنجة من مقاطعة نيو برونسفيك إلى جانب أجبان المزرعة.

وبربط طريق بين ستة من الجزر الرئيسية، بينما يمكن الوصول إلى الجزيرة السابعة التي تعرف باسم "إلي دانتريه" عن طريق عبارة فقط.

كما يعد التنزه بركوب الزوارق الضيقة المصنوعة من الجلودعلى صفحة مياه البحر، من وسائل الترفيه التي تلقى إقبالا، كما توجد كهوف في خلجان مكونة من الحجر الرملي أمام الجزر يمكنك السباحة بداخلها ما دمت ترتدي بذلة الغطس وخوذة.

وتشتد برودة الطقس حتى في فصل الصيف ويمكن أن تزداد قوة الأمواج داخل الكهوف.

ولكن إذا قررت أن تقوم بنزهة للتجديف بقارب، أو تسترخي بالرقود على الشواطئ حول الخليج، فيجب أن تأخذ حذرك من الزوارق ذات المحركات التي تشق طريقها باستمرار متجهة إلى أفخاخ الأستاكوزا، وهي تتوقف فقط في بداية فترة بعد الظهر.

ويصبح يوم الأحد هو اليوم الهادئ الوحيد، بينما ينتهي موسم الصيد في يوليو.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك