بين مطالب المحتجين ومأزق السلطة.. ماذا تعرف عن احتجاجات هونج كونج؟ - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 9:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين مطالب المحتجين ومأزق السلطة.. ماذا تعرف عن احتجاجات هونج كونج؟

إنجي عبدالوهاب
نشر في: الإثنين 12 أغسطس 2019 - 11:46 م | آخر تحديث: الإثنين 12 أغسطس 2019 - 11:47 م

قررت شركة (مصر للطيران) تعليق رحلة الشركة المتجهة إلى هونج كونج، التي كان من المقرر تسييرها من مطار القاهرة مساء الإثنين ولحين إشعار آخر، وذلك نظرا للأحداث الراهنة والاضطرابات التي تشهدها مدينة هونج كونج، وإلغاء السلطات المسئولة هناك جميع الرحلات المتجهة من وإلى مطار هونج كونج الدولي.

وتشهد مدينة هونج كونج تصعيدا مضطردًا للاحتجاجات التي بدأت في 9 يونيو الماضي؛ رفضا لمشروع قانون يسمح بتسليم أشخاص لمحاكمتهم في البر الصيني.

وأعلن مطار هونج كونج عن إلغاء جميع الرحلات (سواء الوافدة أو المغادرة) إلى ومن البلاد اليوم؛ جراء تظاهرة جارية في صالته الرئيسية، بلغ عدد المشاركين فيها 5 آلاف شخص، بحسب الشرطة المحلية.

وتطورت تلك الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في الآونة الأخيرة، وصولًا إلى مهاجمة الشرطة للمحتجين، أمس الأحد، في مواجهات كر وفر جرت في أنحاء المدينة؛ ما يمثل تصعيدًا أمنيًا في مواجهة الاضطرابات التي دخلت أسبوعها العاشر.

وبعدما تسبب عنف الشرطة في فقع عين إحدى المشاركات، تصاعدت مطالب المحتجين برفع شعارات مناهضة للحكومة الحالية، فضلًا عن المطالبة بالاستقالة الفورية لزعيمة هونج كونج، كاري لام، المدعومة من بكين، وإجراء تحقيق حول عنف الأجهزة الشرطية.

تأتي هذه الاضطرابات في وقت تعاني فيه بكين من حرب تجارية أمريكية متصاعدة، واقتصاد متعثر، وتوترات في بحر الصين الجنوبي؛ لذا عبرت حكومات أجنبية عن قلقها من مشروع القانون، وحذرت من تأثيره المحتمل على سمعة هونج كونج كمركز مالي دولي.

وتستعرض "الشروق" -في التقرير التالي- أبرز المحطات التي شهدتها تلك الاحتجاجات في السطور التالية:

• اشتعال فتيل الاحتجاجات

اشتعل فتيل الاحتجاجات في مدينة هونج كونج في 9 يونيو الماضي، بعدما احتشد مئات الآلاف من المحتجين حول مبنى المجلس التشريعي للبلاد، عقب استجابتهم لدعوات المعارضة على رأسها الحزب الوطني المؤيد لاستقلال هونج كونج كليا عن الصين؛ للمطالبة بالتخلي عن قانون لتسليم متهمي هونج كونج للصين.

وطوق أفراد شرطة مسلحين بالهراوات والدروع والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل مبنى المجلس التشريعي عقب 8 ساعات من الاحتجاجات؛ الأمر الذي أدى إلى اشتباك بين الطرفين، وسقوط مواطن وجرح عشرات آخرين.

• تصريحات صعدت وتيرة التظاهرات

وبعدما أعلن التلفزيون الرسمي في بكين عن عدم القبول بالتفاوض حول القانون، وصرحت زعيمة هونج كونج، كاري لام، برفضها اعتذار الشرطة عن أعمال العنف ضد المتظاهرين، أدت تلك التصريحات إلى تصاعد وتيرة التظاهرات، بل ومطالبة المحتجين بتنحيها في 16 يونيو الماضي، بحسبما أوردته صحيفة "الجارديان" الأمريكية.

• لماذا تخشى المعارضة هذا القانون؟

ويمثّل مشروع قانون تسليم الجُناة المُقترح أحد أكثر التشريعات المثيرة للجدل في الصين منذ مشروع قانون الأمن الوطني في عام 2003، الذي اضطرت السلطات لإلغائه عقب احتجاجات مشابهة.

ويسمح بإرسال الجُناة المُشتبه بهم إلى الولايات القضائية الصينية التي لم تبرم معها هونج كونج اتفاقية لتسليم المُجرمين، بما في ذلك الصين القارية، حيث يسيطر النظام الشيوعي الحاكم على النظام القانوني.

ويخشى معارضو القانون الذين لا يثقون في نزاهة وشفافية النظام القضائي الصيني استغلاله لحجب الحريات واحتجاز أو تخويف الناشطين والصحفيين وغيرهم من المُعارضين الذين يفرّون من بكين إلى هونج كونج، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

• بريطانيا تدخل خط الأزمة

دخلت بريطانيا خط الأزمة المحتدمة لتصبح هونج كونج مجددًا محل نزاع بين بريطانيا والصين، إذ استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير الصيني لديها في 3 يوليو الماضي على خلفية احتدام أزمة تراشق بالتصريحات بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينج شوانج، في 3 يونيو الماضي، إن وصف بريطانيا نفسها بالمدافع عن منطقة هونج كونج الصينية الإدارية الخاصة "ليس سوى محض خيال وأحلام".

• إلغاء القانون والاعتراف بالخطأ

اضطرت كاري لام، الرئيسة التنفيذية لهونج كونج، إعلان إلغاء القانون في 9 يوليو الماضي، كما اعترفت بأن عمل الحكومة على مشروع القانون "فشل فشلا ذريعا"، غير أن هذه الخطوة لم تهدأ من روع الاحتجاجات بل استمرت بوتيرة متصاعدة جراء عنف الشرطة.

• حملة توقيف واعتقالات

أعلنت شرطة هونج كونج، في بيان لها يوم 30 يوليو الماضي، عن أنها استوقفت على مدار يومين نحو 45 شخصًا اتهمتهم بالعنف والشغب، إبان الاحتجاجات.

• إضراب المحتجين وإلغاء اضطراري للرحلات

دعت المعارضة إلى إضراب عام في 5 أغسطس الجاري، عقب توقيف الشرطة المتظاهرين؛ الأمر الذي تسبب في إلغاء نحو 200 رحلة جوية في البلاد، بحسب ما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

• تصريحات شديدة اللهجة

وفي 6 أغسطس الجاري، غداة العصيان المدني، أصدرت الصين تحذيرا شديد اللهجة للمتظاهرين في هونج كونج، قائلة إن محاولاتهم "اللعب بالنار" لن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية، كما هدد المتحدث باسم مكتب السياسة العليا للصين في هونج كونج، المتظاهرين، قائلًا: "لا تستخفوا بعزم الحكومة المركزية".

فيما حذر رئيس مكتب شؤون هونج كونج ومكاو بالصين، الأربعاء الماضي، من أن هونج كونج تواجه أكبر أزمة منذ عودتها من الحكم البريطاني إلى السيادة الصينية عام 1997.

• الشرطة تصعد والمحتجون يردون بالمثل

صعدت شرطة هونج كونج المواجهة بالقبض على 16 من المحتجين، كما استخدمت القوة المفرطة ضدهم؛ ما أدى إلى فقء عين إحدى المشاركات؛ الأمر الذي جعل المحتجون يتمسكون بالمطالبة باستقالة الزعيمة الإدارية لهونج كونج، كاري لام، وإجراء تحقيق مستقل فيما وصفوه بـ"وحشية الشرطة"، فضلًا عن سحب مشروع تسليم المجرمين المثير للجدل بشكل كامل ونهائي.

• اعتصام بمطار هونج كونج

لجذب الاهتمام الدولي، احتشد المتظاهرون لدى مطار هونج كونج منذ 8 أغسطس الجاري، ووقتها تصاعدت وتيرة الاعتقالات بتنكر رجال الشرطة في زي مدني لالتقاط المتظاهرين؛ الأمر الذي أدى إلى احتشاد آلاف المواطنين داخل ساحة مطار هونج كونج اليوم، بحسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

• إلغاء رحلات مطار هونج كونج

وأعلن مطار هونج كونج عن إلغاء جميع الرحلات المغادرة والوافدة إلى البلاد اليوم؛ جراء وصول المعتصمين داخل ساحة المطار الرئيسية بتظاهرة بلغ عدد المشاركين فيها نحو 5 آلاف شخص، بحسب الشرطة المحلية.

• الصين.. مأزق سياسي قد يضطرها للتنازل

تقع الصين في مأزق سياسي، خصوصاً مع اقتراب الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في 1 أكتوبر، إذ لا يمكن القبول بالاحتفال في خضم احتجاجات هي طرف أصيل بها؛ كما يستبعد المحللون أن يلجأ جيش التحرير الشعبي الصيني -الذي لديه حامية في هونج كونج- إلى تدخل مباشر يؤدي إلى تصاعد أعداد الضحايا من المدنيين؛ لذا يرجح مراقبون أن الحكومة المركزية الصينية قد تضطر إلى التنازل وتنفيذ مطالب متظاهري هونج كونج، ثم تبدأ الصين في البحث عن وسيلة غير مباشرة تُعاود بها إحكام قبضتها على هونج كونج من جديد.

يذكر أن معظم مواطني هونج كونج لا يرون أنفسهم صينيين؛ إذ أظهر استطلاع للرأي تابع لجامعة هونج كونج الرسمية عام 2018، أن 11% فقط من المواطنين يعرفون أنفسهم بأنهم "صينيون"، في حين أن 71% لا يعترفون بذلك.

• دولة واحدة ونظامين.. ما وراء الأزمة

قد يبدو السبب الظاهري وراء الاحتجاجات "مشروع قانون لتسليم مجرمين من هونج كونج إلى الصين"، لكن وراء تلك الاحتجاجات مطالب أوسع لمحتجي هونج كونج الساعين للانفصال التام عن الصين، بحسب مراقبين.

فمنذ أعادت بريطانيا، هونج كونج، إلى السيادة الصينية في اتفاق 1997، بمبدأ "دولة واحدة ونظامي حكم"، تتمتع هونج كونج بدرجة عالية من الحكم الذاتي يتيح لها إدارة نظامها الخاص وحدودها الخاصة، لذا يوجد بها مساع للاستقلال التام عن بكين على مدار الـ85 عامًا الماضية، ففي عام 2014 شهدت احتجاجات عنيفة طالبت بحق مواطني هونج كونج بانتخاب زعيمهم بشكل مباشر وليس من خلال لجنة تنوب عنهم، لكن الحكومة المركزية ببكين أخمدت تلك التظاهرات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك