دمج دارى نشر «بينجوين راندوم هاوس» و«سيمون وتشوستر».. هل يقلل التنوع أم فرصة ذهبية للقراء؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دمج دارى نشر «بينجوين راندوم هاوس» و«سيمون وتشوستر».. هل يقلل التنوع أم فرصة ذهبية للقراء؟

الكاتبة سايرا راو
الكاتبة سايرا راو
منى غنيم
نشر في: الجمعة 12 أغسطس 2022 - 7:52 م | آخر تحديث: الجمعة 12 أغسطس 2022 - 7:52 م

دارا النشر تتعهدان بالالتزام بتقديم فرص نشر متكافئة لمختلف الكُتّاب من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن جنسياتهم

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا إحدى أكبر محاكمات مكافحة الاحتكار التى تعرضت لها صناعة النشر فى تاريخها وذلك من خلال محاكمة اتحادية تم عقدها خصيصَا لهذا الغرض فى العاصمة واشنطن.
أتى ذلك بعد اعتراض سوق النشر الأمريكية ومحكمة العدل على الاندماج المُقترح الذى تم الإعلان عنه منذ عامين بين اثنتين من كبريات دور النشر؛ وهما «سيمون وتشوستر» و «بينجوين راندوم هاوس»؛ وذلك بسبب اعتقاد الكثيرين فى تلك الصناعة أن ذلك الاندماج من شأنه أن يضر بالسوق؛ لاسيما الكُتّاب الناشئين الذين لا يستطيعون النشر من خلال تلك الشركات المشهورة، وبالتالى من شأنه أن يخنق المنافسة.
وأيد الكثير من المؤلفين محاولة وقف الاندماج بين دارى النشر العملاقتين؛ فقالت الكاتبة سايرا راو، وهى كاتبة من ريتشموند بولاية فيرجينيا، إنها تراقب القضية عن كثب، وأنه على الرغم من أن دار النشر الخاصة بها هى «بينجوين راندوم هاوس»، إلا أنها قالت إنها ترحب برد الحكومة ضد محاولة دور النشر للتوسع بشكل أكبر، وأضافت أنها تبعث برسالة حول الحاجة إلى مزيد من التنوع فى صناعة النشر، والتى عادة ما تستبعد الكُتّاب ذوى البشرة السمراء أو من الخلفيات العرقية من الأقليات ــ مثلها ــ مما جعل بيع كتبها أكثر صعوبة فى بداية مشوارها الأدبى.
وبشأن سيطرة ذوى البشرة البيضاء على صناعة النشر، قالت «راو» التى تنحدر فى الأصل من جنوب آسيا: «إن وكلاءنا الأدبيين ومحررينا وناشرينا ومسوقى كتبنا جميعهم بلا استثناء من ذوى البشرة البيضاء، إنهم بكل مكان».
وأفادت دراسة نُشرت عام 2020 من قِبَل ناشر كتب الأطفال الشهير «كتب لى ولو» بالتعاون مع جامعة بوسطن إن 76٪ من الأشخاص فى صناعة النشر هم من ذوى البشرة البيضاء (انخفاضًا من 79٪ فى المرة الأخيرة التى أجرت فيها الشركة استطلاعًا عام 2015)، وقال رئيس نقابة المؤلفين، دوجلاس بريستون، إن المنافسة المنخفضة من المرجح أن تجعل القطاع أقل تنوعًا، وهذا أمر سيئ ليس فقط للمؤلفين، ولكن أيضًا للقراء.
وقال بريستون: «القراء بحاجة إلى وجود مجموعة متنوعة من المؤلفين بالسوق، وخاصة المؤلفين من المُجتمعات المهملة أو المهمشة»، وأردف: «هؤلاء مؤلفون لا يكسبون الكثير من المال، لكن لديهم أشياء مهمة جدًا ليقولوها للناس».
وفى بيان صادر عنها، قال متحدث باسم «بينجوين راندوم هاوس» مدافعًا عن موقفها إن دار النشر تتعهد بالالتزام بتعزيز التنوع وتوفير فرص للنشر للكُتّاب الملونين وذوى الأصل الهندية والأفريقية فى جميع أنحاء العالم الأدبى، بدءًا بالمحررين وانتهاءً بالمؤلفين بعد الدمج.
كما أصدرت دار نشر «سيمون وتشوستر» بيانًا عبر البريد الإلكترونى قالت فيه: «نلتزم بالعمل مع موظفينا ومؤلفينا ومجتمع النشر لجعل شركتنا وصناعتنا بيئة آمنة وشاملة للجميع»، وأضافت بغض النظر عن كون دار النشر ستندمج مع نظيرتها أم لا، فهى تتعهد بمواصلة العمل من أجل أن تصبح دار نشر على قدر المسئولية تعكس تنوع كُتابها وموظفيها وأيضًا جمهورها.
كما أوضح «بريستون»، الذى اعترف أن بعض كتبه تم نشرها بواسطة «سيمون وتشوستر»، أن قرار الدمج سيؤثر بالسلب على نسب مبيعات المؤلفين أيضًا، ببساطة لأن أبجديات الاقتصاد تقول إن كلما قل عدد الناشرين الذين يتنافسون ضد بعضهم البعض على الحصول على حقوق نشر عمل ما لأحد المؤلفين، كلما انخفضت نسبة المبيعات.
وعلى النقيض، فإن دار نشر «بينجوين راندوم هاوس» أكدت من جانبها أن الاندماج سيزيد من نسب المبيعات، وقالت: إن تلك الشراكة فى صالح المستهلك، فنحن سنسمح لدار النشر الزميلة ــ بمحرريها ومؤلفيها ــ أن يصبحوا جزءًا من كياننا من خلال سلسلة التوريد الرائدة فى الصناعة، مما يمنح المؤلفين وبائعى الكتب فرصًا أزيد لوصول القراء إلى كتبهم، كما أنه سيعزز المنافسة من خلال تمكين الشركة المندمجة من تقديم المزيد من التطورات والدعم التسويقى للمؤلفين، وستزداد المنافسة ــ وليس الانخفاض ــ نتيجة لهذه الاستثمارات».
وقال متحدث باسم «بينجوين راندوم هاوس»: إن الشركة تملك الدليل بالإحصاءات حول ارتفاع نسب المبيعات بعد الاندماج الشهير الذى شهدته عام 2013 باندماج شركتى «بينجوين» و«راندوم هاوس» المنفصلتين آنذاك، ولكن لا يمكنها مشاركة البيانات فى المحاكمة الحالية بسبب القيود القانونية.
وعلى الصعيد الآخر، أيد بعض العاملين والخبراء بمجال النشر الشراكة بين الناشرين، وأفادوا أن الاتحاد المحتمل لاثنتين من أكبر خمس دور نشر فى البلاد لا يشكل تهديدًا لقطاع قوى ينتج مليون كتاب سنويًا، كما ورد عبر وكالة ‏NPR الإخبارية.
وقال المدير التنفيذى لمجموعة دراسة صناعة الكتب التى توفر الأبحاث التسويقية لمائتى عضو فى صناعة النشر بما فى ذلك «بينجوين راندوم هاوس» و«سيمون وتشوستر»، براين أوليرى، إنه يؤيد قرار الاندماج، بل ويراه فرصة ذهبية لتعزيز صناعة نشر الكتب على تلبية احتياجات القراء، وأضاف أنه حتى لو حكم القاضى لصالح الاندماج، فإن عشاق الكتب ما زالوا يتمتعون بمئات الآلاف من الكتب التى يصدرها كل عام آلاف الناشرين المستقلين.
وتابع: «هناك الكثير من المنافذ للمؤلفين وصانعى المحتوى ليس فقط فى السوق الأمريكية، ولكن فى جميع أنحاء العالم»، كما أشار إلى أن دور النشر المستقلة مخطئين فى تخوفهم من عملية الاستحواذ لأن المسألة ليست مسألة تجارية فحسب.
جدير بالذكر أن كاتب الرعب الشهير، ستيفن كينج، أدلى بشهادته يوم الثلاثاء الماضى فى المحكمة الفيدرالية؛ حيث كشف عن معارضته الاندماج بين دارى النشر تجنبًا للمشاكل التى قد تنشأ عن الاحتكار؛ مما شكل ضربة قوية لمؤيدى القرار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك