قال خالد الترجمان رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، إن العلاقات الليبية-المصرية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها عميقاً في التاريخ، ما يجعل الحديث عنها “من نافلة القول” على حد تعبيره.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، في برنامج "الحصاد المغاربي"، مع الإعلامية داما الكردي، أن مصر كانت ولا تزال لاعباً محورياً في دعم استقرار ليبيا، مشيراً إلى أن الموقف المصري تجاه الأزمة الليبية اتسم بالوضوح والحزم، خصوصاً عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ما عُرف بـ“الخطوط الحمراء” الممتدة من سرت إلى الجفرة، والتي هدفت إلى وقف تدفق القوات الأجنبية والمرتزقة ومحاولات السيطرة على الموانئ والحقول النفطية.
وأوضح أنّ إعلان الخطوط الحمراء لم يكن مجرد تصريح سياسي، بل رسالة استراتيجية حقيقية غيّرت مسار التوازنات في المشهد الليبي، وأجبرت القوى المتدخلة على إعادة حساباتها.
وأكد أن هذا الموقف أسهم في منع توسع الصراع ووقف محاولات جرّ ليبيا إلى مزيد من الفوضى، مشيراً إلى أن القاهرة تعاملت مع الملف الليبي من منطلق الأمن القومي المشترك، وليس باعتباره شأناً عابراً أو صراعاً بعيداً عن حدودها. واعتبر أن الموقف المصري في تلك المرحلة كان نقطة فاصلة ساعدت على حماية البنية الأساسية للدولة الليبية ومنع انهيارها.
ولفت إلى أن ليبيا بالنسبة لمصر ليست مجرد دولة جارة أو شريك حدودي، بل تمثل عمقاً استراتيجياً أساسياً لأي استقرار إقليمي.
وشدد على أن أي اضطرابات كبرى في ليبيا تنعكس مباشرة على الأمن القومي المصري، ولذلك فإن دعم القاهرة لاستقرار ليبيا يأتي انطلاقاً من إدراك عميق بترابط المصير بين البلدين.
وأشار إلى أن استمرار هذا الدور المصري الداعم يعد ضمانة مهمة لأي حل سياسي مستقبلي، ولأي مسار يقود إلى استعادة الأمن وبناء الدولة الليبية على أسس ثابتة.