في ذكرى ميلاده.. كيف كانت رؤية عبدالوهاب للفن والمسرح الغنائي والقومية العربية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. كيف كانت رؤية عبدالوهاب للفن والمسرح الغنائي والقومية العربية؟

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 13 مارس 2020 - 3:58 م | آخر تحديث: الجمعة 13 مارس 2020 - 3:58 م

في مثل هذا اليوم -13 مارس- ولد الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، الذي يختلف البعض على تاريخ ميلاده غير المعلوم بالتحديد في أي سنة هل هو 1902 أم 1910 أم تاريخ آخر، وعبدالوهاب هو علامة فارقة من الصعب تجاوزها في التاريخ الموسيقي المصري والعربي، ولا يازال لقبه يتكرر بيننا حتى بعد رحيله –عام 1991 (موسيقار الأجيال).

ولد عبدالوهاب لأسرة قروية، في قرية أبو كبير محافظة الشرقية، ثم انتقل للحياة في القاهرة، ونشأ في حارة برجوان حيث كان والده يعمل مؤذن بمسجد الشعراني في حي باب الشعرية، وكانت نقطة التحول في حياته لقاءه بالشاعر أحمد شوقي عام 1924.

لم يكن عبدالوهاب مجرد موسيقي، ولكنه أيقونة هامة في الفن المصري، والذي كانت له بصمة مميزة في تاريخه وتطوره.

وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ118لميلاد موسيقار الأجيال، نستعرض فكر ورؤية عبدالوهاب لفكرة المسرح الغنائي، والتي كتب مقالاً عنها عام 1959 في مجلة "الغد"، تحت عنوان "المسرح الغنائي.. ضرورة قومية"، والذي من خلاله نطلع على طريقة فكر ورؤية عبد الوهاب للأمور السياسية والفنية معاً.

في البداية تحدث عن مفهومه للفن وقال: "هو أكثر العوامل إثارة للأحاسيس الطيبة، في نفس الإنسان ومعركة القومية العربية التي يخوضها الشعب العربي اليوم بقيادة الجمهورية المتحدة، لها أسلحتها المادية ولها أيضاً أسلحتها الروحية والعاطفية، وفن الموسيقى والغناء الذات سلام حاسم يؤلف بين قلوب العرب، ويوحد مشاعرهم نحو هدفهم المشترك، ويقرب المسافات البعيدة التي تفصل بينهم من المحيط للخليج".

وأكمل: "بل قد يغترب العربي ويهاجر إلى أمريكا أو غيرها من بقاع الأرض ويقيم فيها ويختلط بعاداتها ولكنه لا يتخلى أبداً عن شيء عزيز لديه تتمثل فيه بلاده الأم، ذلك هو الإسطوانة العربية".

ونجد في تلك البداية موسيقار الأجيال محاولا توضيح مفهوم الفن وأهميته وربطه بالقومية العربية، وهو مفهوم ظهر وتطور في فترة حكم الرئيس الراحل جمل عبدالناصر، فيتابع عبد الوهاب في مقاله: "الموسيقى تلعب دورا كبيرا في ربط المواطنين حول وطنهم الواحد".

ووصف عبدالوهاب الفن بأنه السلاح الخطير الذي يجب مراعاته وتتبعه في كل اتجاهاته وتطويره لأنه "رابطة قدسية راسخة" تجمع بين كل أبناء هذه الأمة العربية.

وبعد أن مهد الحديث لكلامه، كصاحب رأي يحمل فكرة معينة، وليس موسيقي أو ملحن فقط، تحدث عن كيفية تغيير اللون الغنائي ودعم ألوان أخرى تعطي المساحة لدعم قضية القومية العربية التي تشغل تفكيره.

فيقول: "إن الحفلات العامة والخاصة لا تستطيع أن تقدم إلا لوناً واحداً من الغناء، هو اللون العاطفي الذي يعبر عن الحب الرقيق والهجر والحرمان إلى آخر كلمة في قاموس الوجد والغرام، وهذا اللون الواحد يحدد تفكير الملحن والمؤلف معاً ويضرب عليهما نوعاً من الجمود لا يستطيعان التحرر مه، أو الانطلاق لما وراءه".

وأكمل: "المسرح الغنائي هو البداية لتطوير جديد، سيرفع عن كاهل الملحن والمؤلف قيد الأغنية العاطفية الذي يلتزمون به، ويفتح لهما آفاقاً جديدة ترتقي بالفن إلى الأمام، وتحفظه سلاحاً في ربط الشعوب العربية وتدعيم وحدتها".

وأكد على ذلك من خلال ضربه لمثال عن مدى إمكانية غناء كلمات عن السد العالي أو المصانع أو غيرها من المشاريع، مقترحًا أن يتم وضع ذلك في إطار روائي مسرحي.

ثم يتوجه برسالته للثورة (ثورة 23 يوليو 1952) ويلقي عليها بتساؤلاته: "لا استطيع أن أفهم كيف يمكن للثورة أن تزحف في كل نواحي الحياة... كيف تزحف في كل هذه الاتجاهات ثم نظل واقفين بالفن خلف أسواره المغلقة؟... إننا نطالب الدولة أن تساهم في تطور فننا المسرحي والغنائي، إننا نطالبها بأن تبني مسرحاً خاصاً للأوبريت وأن تنشيء فرقة أوبريت كاملة".

وختم حديثه متطلعاً للأجيال القادمة فقال: "فعسى أن يترجم آمالنا إلى حقيقة واقعة حتى يستطيع التاريخ أن يسجل يوماً ما أن جيلنا هذا قدم إلى الأجيال التي أتت من بعده الحرية والتصنيع والسعد العالي وفرقة الأوبريت".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك