محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لـ«الشروق»: سيطرنا على المساجد الكبرى والمؤثرة في كل المحافظات - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لـ«الشروق»: سيطرنا على المساجد الكبرى والمؤثرة في كل المحافظات

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف - تصوير: أحمد عبدالفتاح
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف - تصوير: أحمد عبدالفتاح
حوار ــ عماد الدين حسين وأحمد بدراوى:
نشر في: الأربعاء 13 أبريل 2016 - 9:38 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 أبريل 2016 - 9:59 ص

• راضٍ عن دعاتنا بنسبة 90% ودفعنا بشباب الدعاة إلى المساجد الكبرى

• من يرى إخوانيا منتميا تنظيميا فوق منبر «يشاور لنا» عليه.. ولن ننقب عن قلوب الناس لو التزموا بتعليماتنا

• نعيش عصرا ذهبيا لاستقلالية القرار.. ولا أحد يتدخل فى مسيرتنا الدعوية أو يعطينا تعليمات

• حريصون على إعداد الداعية المتميز ونسعى للوصول للناس بمراكز الشباب

• الثقافة العامة أعم من الثقافة الدينية ولن يدخل الأوقاف فى فترتى غير متميز

• مشروع الجسر بين مصر والسعودية له عمق تاريخى بين جناحى الأمة.. وعند طرحه تذكرت الآية الكريمة: «وَالتِينِ وَالزَيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ، وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ»

• مصر والسعودية رأسا الحربة فى مواجهة الإرهاب.. والقرآن له دلالة فى الربط بين سيناء ومكة

• ما حدث فى الإسكندرية من سيطرة على المساجد لم يحدث فى 20 عامًا

ألقت زيارة العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بظلالها على تنسيق العمل الإسلامى بين القاهرة والرياض، فى ظل تحالف لمواجهة خطر التطرف فى الشرق الأوسط.

الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يرى أن أمن السعودية من أمن مصر، وأن كليهما رأس حربة فى مواجهة الإرهاب، وأن القرآن ذكرهما بدلالات تاريخية على عمق العلاقة، مؤكدا أن مشروع الجسر البرى بين البلدين له عمق ورابط، مضيفا فى حوار لـ«الشروق»، أن توحيد الفتوى فى العالم الإسلامى يتطلب جهدا لتنسيق أمانة عالمية للفتوى.

وعن جهود الوزارة فى محاربة التطرف يوم الجٌمعة، قال إن الأوقاف أغلقت منافذ التطرف، وأصبحت كل المساجد تحت سيطرتها، مؤكدا أن ظاهرة تحول المساجد لإقطاعيات انتهت إلى غير رجعة، وأن مشروع الخطبة الموحدة حقق نتائج متميزة، فضلا عن أن التدريب التراكمى سيؤتى ثماره خلال 3 أعوام على أقصى تقدير.

وحول تدخل الأمن فى قرارات الأوقاف، أكد أن مصر تعيش فى العصر الذهبى لاستقلالية القرار، وأن الوزارة لم ولن تتلقى تعليمات أمنية.

وإلى نص الحوار:

• مصر والسعودية أهم دولتين عربيتين إسلاميتين مستهدفين بالتطرف، كيف يمكن أن تكون هناك آلية حقيقية لمواجهته، وما يرتبط بتوحيد الفتوى فى مواجهته، هل يمكن أن نصل لتصور مشترك، بعد جلوسك مع وزير الأوقاف السعودى ومناقشته فى الأمر؟
ــ هذا اللقاء ليس الأول مع وزير الأوقاف السعودى، بل جلسنا فى لقاء مطول بالسعودية من قبل، وكان به قدر كبير من التفاهم والتواصل، وهناك مشاركات سعودية مستمرة فى كل منتديات الأوقاف سواء الدولية، أو المسابقة العالمية للقرآن الكريم، كما يشارك أبناء الأوقاف فى مسابقات المملكة، وهناك تواصل دائم فى قضايا الحج، مع وزير الحج السعودى، فى القضايا التى تشغل المسلمين والحجاج بشكل عام.

كنت فى مدينة طابا منذ نحو 3 أسابيع، ونقلنا خطبة الجمعة من هناك، حيث يتعانق التاريخ مع الجغرافيا، ووقفنا على قلعة صلاح الدين، وأنت على مرمى حجر بين حدود السعودية، والأردن، ومصر، ودار الحديث عن إمكانية إقامة جسر فى هذه المنطقة.

وقتها قلت، إن هذا رابط جغرافى وثيق، فأمن مصر من أمن المملكة والعكس، والحدود فقط تقاطع بحرى يسهل عبوره بسهولة ويسر، وأكدنا أن أى اختلال يصيب الأمن المصرى يمكن أن ينعكس وبسرعة على الأمن السعودى، وكل استقرار فى شبه جزيرة سيناء، ينعكس على الجانب السعودى.

وعندما تأملت فى هذه الجغرافيا، نظرت فى قول الله سبحانه وتعالى: «وَالتِينِ وَالزَيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ، وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ»، الطور هو طور سيناء، والبلد الأمين هو مكة المكرمة. كل كلمة فى القرآن جاءت لحكمة ودلالة، وليس تناسقا عفويا، هو ارتباط يجعلنا نفكر بعمق فى كل ما يؤصل هذه العلاقة لصالح البلدين والشعبين والأمة والإنسانية.

العلاقة الوطيدة بين مصر والسعودية، لا تنعكس فقط على الشعبين، وإنما على أمن واستقرار المنطقة والأمة العربية وقيادتها لبر الأمان، ومواجهة الارهاب، ومصر والسعودية رأس الحربة فى مواجهته، وعندما نتمكن من القضاء عليه، يقينا سنسهم فى أمن وسلامة العالم.

وفى سورة القصص، تحدث الله عن رحلة سيدنا موسى عليه السلام، ومناجاته لله فى جبل الطور، وهو ليس عجيبا أن تأتى بعده آيات: «أَوَلَمْ نُمَكِنْ لَهُمْ حَرَما آمِنا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِ شَيْءٍ»، وقال: «لَتَدْخُلُنَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَهُ آمِنِينَ»، و«ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَهُ آمِنِينَ»، وهو تشابه سياقى، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إن الله سيفتح عليكم مصر، فاتخذوا منها جندا فإن لكم فيها ذمة ورحما، فاتخذوا منها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض»، كل هذه الإشارات تؤكد أهمية هذه العلاقة دينيا وتاريخيا وجغرافيا، لصالح الأمة كلها ولأمن وسلام الإنسانية.

أما توحيد الفتوى، فهناك فتاوى كبرى وتحتاج لمؤسسات ومجامع فقهية، ولا شك أن الجهود التى تقوم بها دار الإفتاء المصرية، لتنسيق أمانة للفتوى على مستوى العالم، يمكن أن يسهم فى وضع حلول لكثير من القضايا العالمية، وفى هذا الأمر هناك تواصل كبير بيننا وبين كل المؤسسات، سواء على مستوى دار الإفتاء المصرية فى مجال الفتوى، أو مستوى الأوقاف فى مجال الدعوة، ومع مزيد من التواصل بين المسئولين عن الشأن الدعوى سواء بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية والأوقاف، أو على مستوى الوزارات المناظرة ودار الإفتاء، ولا شك أن هذا التقارب، سيؤدى للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.

وعلى مستوى القيادات الفكرية هناك توافق فى الرؤى وتنسيق وألفة، لكن نحن فى حاجة لجهود أكبر مع القاعدة العريضة من الناس، حتى نصل لهذه السماحة واليسر لكل أفراد المجتمع.

• هناك أعداد كبيرة تنضم لـ«داعش»، والمفترض أن المعنى والمهتم بهذا الأمر هم الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف. ما الذى يساهم فى انتشار هذا الفكر، مع العلم أن البعض يتحدث عن تقصير ما من الجهات المسئولة عن مواجهة التطرف، ليس فى مصر ولكن فى السعودية وفى العالم الإسلامى عامة. ما رأيك؟
ــ الأمر ليس مسئولية جهة واحدة، ولا يمكن لأى جهة أن تتنصل من دورها فى مواجهة التطرف.

دور الأوقاف له محوران، الأول غلق منافذ التطرف وتجفيف المنابع فى المساجد، وعندما صدر قانون الخطابة، كان هناك الدعاة المعروفون بانتمائهم للتيارات المتشددة والمسيطرين على الخطاب الدعوى، مثل مسجد أسد بن الفرات، معقل حازمون وحازم صلاح أبوإسماعيل، والقائد إبراهيم بالإسكندرية، والعزيز بالله فى الزيتون، والمراغى فى حلوان، والحمد فى التجمع. كانت تلك مساجد أشبه بحصون للجماعات المتشددة التى تبث منها سمومها بعيدا عن رقابة الأوقاف، وكان هناك مئات النماذج غيرها، والآن هذه المساجد أصبحت تحت سيطرة الأوقاف والفكر الوسطى، وغير مسموح لغير المتخصصين بصعودها، ونطبق قانون الخطابة بحزم، وتم السيطرة بنسبة كبيرة جدا.

وزير الأوقاف خلال الحوار مع «الشروق»

• ما نسبة سيطرة الأوقاف على المساجد؟
ــ النسب الرياضية فى تلك الأمور ليست جازمة، لكن الشاذ والاستثناء هو عدم الالتزام، ونستطيع أن نقول إن كل مساجدنا الكبرى والمؤثرة هى تحت سيطرة الوزارة وأئمتنا، وهناك حزم مع أية أخطاء، سواء الخروج على منهج الوزارة الدعوى أو الخطابة بدون تصريح، فإن حدثت حالة فردية يتم تحرير محضر واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.

المخالفات فردية، والمنطقة العربية فى وضع استثنائى مدعوم من جماعات داخلية وخارجية، ولا شك أن بقايا جماعة الإخوان والخلايا النائمة وشبه الميتة، تعمل الآن على قلقلة الأوضاع بأى شكل، وهناك قوى خارجية يعنيها زعزعة الاستقرار، وهذا يدعونا جميعا لبذل المزيد من الجهد، للسيطرة على كل المرافق الدينية.

المحور الثانى، هو إعداد الداعية المتميز الذى يملأ المكان بقوة، وليس كل الناس يذهبون للمساجد، بل هناك فريق ربما يأتى لصلاة الجمعة متأخرا، أو لا يأتى، وبالتنسيق مع الأزهر والوزارات المعنية، لدينا خطة للوصول للناس فى نوادى الشباب وقصور الثقافة.

وقد قمنا بعمل ملتقى فى رمضان الماضى بعنوان «عالم ومثقف ومسئول»، لأننى ضد الانغلاق والانكفاء على الذات.

وأنا أركز فى خطابى أخيرا على الشباب، خاصة ومنهم من لا يحمل قدرا من الثقافة، ولا يدرى الصواب من الخطأ، فأضع له قاعدة إن كل ما يأخذك إلى الرحمة والتسامح والبناء والتعمير وصالح البشر والحجر والوطن والإنسانية والكلمة الحسنة، يأخذك إلى صحيح الإسلام والأديان، وأى شخص يتحدث معك فى نقيض ذلك، عن العنف والتشدد والتكفير والقتل والهدم والتخريب، يأخذك إلى ما يناقض الإسلام، وإلى الهلاك فى الدنيا والآخرة.

تخيل لو عملنا جميعا، إعلاميين ومثقفين ومبدعين وعلماء نفس واجتماع ودين، نحن كأوقاف بمساجد، والباقى بأندية الشباب، وقصور الثقافة والمدارس بالصيف، وكلنا فى نفس واحد، تبنينا هذا الخطاب العقلى الثقافى الذى أشرت له، وتواصلنا مع الشباب فى كل الأماكن.

• ما الذى يمنع ذلك؟
ــ نحن نعمل جميعا، وهناك تنسيق ولكننا نحتاج لبذل المزيد من الجهد فى جميع الاتجاهات، لا نريد كلنا كمثقفين أن يكون دورنا عبر الإعلام، وفى المركز، نريد أن نتحرك كلنا بما يسمى النخبة أو كبار العلماء والمثقفين والمبدعين، إلى أقصى حدودنا، فى سيناء وسيوة والوادى الجديد والأقصر وأسوان لأجل هذا، وتلك هى خطتنا.

وبالفعل أقمنا خطبة الجمعة فى سيوة بحضور وزير الآثار، وكم كان لهذا من الأثر، حينما ذهبنا وجلسنا مع البدو، وكذلك جولاتنا بجنوب سيناء وطابا، وهذا الحوار المتواصل مهم، وسنقيم مؤتمرنا المقبل بأسوان.

ونحن بحاجة لحركة منظمة ومدروسة ليجوب المثقفون القرى والنجوع، وحينما دعانى الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة لحوار مفتوح مع طلابها، قمنا فيه بجولة ولقاء مفتوح بلا خطوط حمراء، دون أسئلة مكتوبة، واستمر ما يزيد عن ساعتين، ولم نسمع كلمة واحدة نابية، وقلت إننى مطمئن إن مصر بخير طالما بها هذا الشباب الواعى المثقف، والقاعة شغلها 3000 طالب، ثم لقاء بجامعة المنيا بحضور قرابة 2000 طالب، ثم لقاء مع طلاب كلية الدعوة لمدة ساعة، قلت فيه إن الثقافة العامة أعم من الثقافة الدينية.

ولدى كتاب بعنوان «فى فضاء الثقافة»، أكدت فى مقدمته، أن جزءا كبيرا مما نعانيه فى عالمنا العربى والإسلامى من الانغلاق الفكرى، هو لضيق الأفق الثقافى أو محدوديته، وأحادية الفكر الثقافى، وإن ذلك قد يأخذ بالمثقف لطريق الهاوية.

• هذا كلام ممتاز على مستوى عمل الوزير ومساعديه، لكن المشكلة الحقيقية هى فى الدعاة الذى يحتكون بالناس، هل أنت راضٍ عن مستوى الدعاة الذين يصعدون على المنابر، ولدينا دعاة سلفيون يذهبون لداعش، وزير الأوقاف يستطيع أن يتحدث فى خطبة جمعة أو فى منتدى عام، لكن ماذا عن الداعية الذى يحتك بالناس؟
ــ حينما كنت عميدا لكلية الدعوة، طالبت الكلية بأمر لتنفيذه فى موسمها الثقافى، مع السيد العميد الدكتور جمال فاروق وأقوم بعمله مع الأئمة الآن، وهو أن طالب الكلية درس العلوم الشرعية، وعليه أن يدرس الواقع، وحكم الأسهم والفوائد والصكوك، وقضايا الموت الإكلينيكى، ونقل وزراعة الأعضاء، والقضايا الخلافية.

مثلا، لا يوجد مسلم واحد فى العالم، يعتقد أن الربا حلال، لكن القصة هى: هل المعاملة المالية الفلانية ربا أم لا، يجب دراسة الواقع جيدا، وليس كل من تعلم علما شرعيا قادر على الفتوى، هناك ملكة وقدرات مهمة ومقومات شخصية، لابد أن تتوافر بمن يتصدى للإفتاء.

• تلك المقومات تنطبق على نسبة كم فى المائة من دعاة الأوقاف؟
ــ فى الأمور المعنوية، لا تستطيع إعطاء إحصائيات رياضية دقيقة، لكن دفعنا بمجموعة كبيرة من الشباب، على الأقل دعاة المساجد الكبرى شباب، ونسبة رضائى عن أدائهم لا تقل عن 90 %، أداء وانضباطا والتزاما وخطة، وولاء لله وللوطن وللدولة وللوزارة، والثلاث جٌمعات الماضية، قدمت 3 شباب الأوقاف لخطبة الجمعة.

بعض الأئمة قد يكون متميزا فى الخطابة لكنه بحاجة لتدريب فى الفقه، وبدأنا مع دار الإفتاء فى تنظيم دورات فى الفتوى، وأخرى فى اللغة العربية، ونقوم بتدريب 1000 إمام فى أكاديمية الأوقاف للتدريب، ودورات خاطفة لمدة ثلاثة أيام، بالإضافة لما يٌنشر على موقع أوقاف أونلاين من توجيهات أو لقاءات بالمحافظات، ما ساهم فى تحسين المستوى، ولكن إذا كان من السهل أن تمنع الجانب السلبى بغلق منافذ التطرف، فالبناء الثقافى تراكمى وأصعب، ولن يدخل الأوقاف فى فترة وزارتى أى شخص غير متميز.

• متى يمكن القول إن كل الأئمة مؤهلين جيدا وقادرين على الإقناع؟
ــ يمكن أن تصيب نسبة الانطلاق والتدريب التأهيلى الكامل 20 لـ 30 % من أبناء الوزارة، مع عدم نسيان الجميع، والتقدم للجميع، وإذا صرنا بهذا المستوى من التدريب والاختبارات، يمكننا خلال عامين إلى 3 أعوام، بناء منظومة شديدة التميز، والاستثناء لا يٌقاس عليه.

والمعنى ليس انتظارا، سنتين ثلاثة، ولكن أنا أعمل وأكسب زمن، وفى كل يوم نخطو للأمام، ويمكن فى تلك الفترة إحداث نقلة لتوفير تدريب متميز لكل العاملين، إذا كان لنا العٌمر.

 

• كل فترة تقول الوزارة إنها سيطرت على مساجد وزوايا عددها كذا، لكن فى الإسكندرية مثلا هناك تواجد ما لتيار الدعوة السلفية بمساجدها، ماذا ترى فى ذلك؟
ــ أظن أن ما حدث فى الإسكندرية من سيطرة على المساجد، ربما لم يحدث فى عشرين 20 سنة مضت، والشيخ عبدالناصر نسيم وكيل أوقاف الإسكندرية يبذل جهودا كبيرة فى السيطرة على المساجد الكبرى التى تم ضمها، وكثيرا ما نٌحرر محاضر لبعض التيارات التى يمكن أن تخطب فى الزوايا دون تصريح.

وأنا لا أحكم على مظهر الزوايا، ومسألة المواطنين ليست اختصاصى، حكمى هل الخطيب من الأوقاف أم لا، وهل حصل على تصريح أم لا، وهل ملتزم بالخط العام للوزارة أم لا؟ وقانون الخطابة، يشمل خطبة الجمعة وما فى حكمها من جميع الدروس، وإذا كان هناك تجاوزات يتم تحرير محضر بموجب الضبطية القضائية أو فى قسم الشرطة، وهناك حالات نرصدها، وأية مسجد غير تابع للأوقاف ووقع به تجاوز، نقوم بضمه بشكل مباشر.

نحن نسعى فى مسابقة العمال الأخيرة، لضمان السيطرة، عبر تعيين 4458 عاملا، بحيث المسجد الذى عليه خطيب مكافأة لا يتسلل إليه خطيب فى نصف الأسبوع مثلا لإلقاء محاضرة، لدى عامل مسئول عن المسجد، ونتقدم الآن لمجلس الوزراء بمسابقة بطلب 4750 درجة إمام وخطيب قدمناها لجهاز التنظيم والإدارة ومسابقة الأئمة والعمال.

• ماذا عن مدى تطبيق غلق الزوايا التى تقل عن مساحة 81 مترا بحسب القانون الذى صدر منذ أكثر من عامين؟
ــ المسألة ليست تحكيمية، هناك قواعد منظمة، وحين وجدنا الاستغلال السيئ من جانب بعض الجماعات للزوايا، قررنا إحكام القبضة عليها، والفيصل طالما هناك مسجد كبير فى منطقة ما يسع الناس، فلا داعى لزاوية 80 مترا أو 100 أو 50، ويكتفى فى الجمعة بالكبير، وإذا لم يف المسجد الجامع بحاجة الناس، نوفر خطيبا لهذه الزاوية، والمسألة نسبية، والعبرة بحاجة الناس.

• هل صار بإمكان أى إخوانى أن يعتلى منبرا لمسجد؟
ــ من يرى إخوانيا منتميا تنظيميا فوق منبر «يشاور لنا» عليه، والعمل القيادى والدعوى لا مجال فيه لأى إخوانى على الإطلاق، أما غير قيادات التنظيم فيما يسمى بالخلايا النائمة، فأنا لا أنقب عن قلوب الناس، ولكنى معنى بأن يكون الإمام ملتزما حرفيا بتعليمات الوزارة بشهادة المصلين، فإذا ما ثبت غير ذلك نتحرك.

والخلايا النائمة، لا تحتمل الضغط، فبعض الخطب الوطنية يمكن أن تكون كاشفة، ولا يلتزم بموضوع الخطبة أو يغير المسار، فنكتشفه ونحيله لعمل إدارى، والخلايا النائمة الموالية لجماعات هدامة لا يمكن أن تخطب فى موضوع وطنى.

• الخطب الموحدة هل حققت الهدف المرجو منها؟
ــ يقينا. فخطيب الأوقاف لديه 5 دروس أسبوعية بالإضافة للخطبة، ولديه مساحة للإبداع، ومنذ سنوات مضت فى مجال الدعوة بمصر، كانت مساجدنا موزعة إقطاعيات وفصائل مسيطرة على المساجد، وحدث شبه ذلك بعد ثورة 30 يونيو.

والمشكلة التى دفعت الجماعات لاقتحام الخطابة بسهولة، حيث الخطيب يكون «حافظ خطبتين ثلاثة» ويتجول بها كل أسبوع فى مسجد، فالمستمع يصاب بالضجر والملل.

لذا كان لابد من وضع نظام عمل بمعايير وأسس أحاسب به الخطيب لو خرج عنها، فلو تركت الخطيب لنفسه سوف يستسهل موضوعات يحفظها، لكننا نلزمه بموضوع يجتهد فيه ويجد حوله قضايا عديدة، وبعد عامين ونصف العام تقييمى للتجربة أنها حققت نتائج متميزة، وهى لا تقتل الإبداع.

• ماذا عما يتداوله البعض، حول مدى الرقابة الأمنية على المساجد؟
ــ بوضوح، أظن إننا سنعيش عصرا ذهبيا فى استقلالية القرار وحرية اتخاذه، وليس الأوقاف وحدها، بل جميع وزارات مصر تقاد بقيادتها السياسية والتنفيذية، أما التنسيق مع أية جهة كانت فيرجع لطبيعة العمل والوزارة، وعندما نحتاج أن نستوضح الرأى فى أمر، فنحن الذين نتخذ القرار المناسب، إنما فكرة أن يأتيك أحد ويقول لك افعل ولا تفعل لم ولن يحدث، والله لا يتدخل أحد على الاطلاق بأى شكل من الأشكال فى مسيرة الخطاب الدعوى.

• التغييرات التى أجريتها فى إدارة هيئة الأوقاف المصرية مطلع الأسبوع ما سببها وهدفها؟
ــ هى لتجديد الدماء فى الهيئة لإنهاء كل الملفات العالقة وعمل نقلة فى تاريخ الهيئة، وأشكر الدكتور على الفرماوى، رئيس الهيئة السابق، واللواء محسن الشيخ، مدير عام الهيئة السابق، اللذين بذلا كل ما استطاعا من جهد، وكل مرحلة لها طبيعتها، ولكن أخيرا وقعت بعض الاضطرابات، نتيجة البطء فى اتخاذ القرار، والأوقاف لديها مشروعات عالقة، ولا تحتاج لطبيعة الموظف، وعلى قياداتنا أن تستشعر أنها فى مهمة إنقاذ.

• مؤتمر أسوان فى 14 مايو القادم، حدثنا عنه؟
ــ المؤتمر بعنوان «دور المؤسسات الدينية فى مواجهة التحديات.. الواقع والمأمول.. نقد ذاتى ورؤية موضوعية»، فى أسوان، لنبعث رسالة أن الإسلام يحافظ على الآثار ولا يهدمها، وإن الدين مع الحضارة والإنسانية، وهناك معالم حضارية كثيرة وعظيمة، ولدينا مسجد تقوم القوات المسلحة ببنائه فى شرم الشيخ باسم مسجد الصحابة، وسيكون نموذجا للعمارة الإسلامية فى العصر القديم والحديث.

• يكثر الحديث كل فترة عن العلاقة بين وزير الأوقاف والإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر؟
ــ شيخ الأزهر، هو رأس العمل الإسلامى وهو أستاذ ووالد، ويستحق كل التقدير ودائما نحتاج إليه، ونحن نٌقدر أن الأزهر هو المؤسسة الدينية الكبرى التى نعمل تحت مظلتها.

• أخيرا يوجه بعض الناس سهام نقدهم ويتحدثون عن استغلال النفوذ، ما حقيقة هذا؟
ــ سنعمل ثم نعمل، ولن ننشغل إلا بالعمل فقط، والدولة بها كل الجهات التى تتابع كل الأعمال بدقة وأمانة، ودورنا أن نعمل ولن نلتفت لمن يريد أن يعطلنا أو يجرنا لمعارك جانبية تشغلنا عن وضوح ورؤية الهدف، ومنهجنا البناء لا الهدم، وهناك ناس لا يعرفون سوى الهدم.

صورة أرشيفية للقاء وزير الأوقاف بالأئمة - تصوير: لبنى طارق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك