أبرز الضحايا «ذهب مع الريح».. مقتل جورج فلويد يطيح بأفلام العنصرية فى هوليوود - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 12:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبرز الضحايا «ذهب مع الريح».. مقتل جورج فلويد يطيح بأفلام العنصرية فى هوليوود

جورج فلويد
جورج فلويد
تقرير ــ نوران عرفة
نشر في: السبت 13 يونيو 2020 - 8:21 م | آخر تحديث: السبت 13 يونيو 2020 - 8:21 م
مؤلف الفيلم: فكرته تضفى طابعًا رومانسيًا على العبودية.. رواد مواقع التواصل الاجتماعى اتهموا الفيلم بالعنصرية وطالبوا بحذفه..

احتل صدارة مبيعات «أمازون» بعد حجبه من منصة «HBO Max»..

تسبب مقتل الأمريكى الأسود، جورج فلويد، على يد شرطى أبيض بمدينة مينيابوليس؛ فى اندلاع موجة غضب شديدة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ نتج عنها احتجاجات الشعب الأمريكى فى شوارع كل ولاية، وتضامن معهم نخبة كبيرة من نجوم الفن والرياضة والسياسة؛ بإطلاق العديد من الهاشتاج التى تطالب بحماية حقوق السود، وأشهرها هاشتاج «حياة ذوى البشرة السمراء مهمة – BlackLivesMatter»، بينما سلطت تلك الحادثة الضوء على بعض أفلام هوليوود التى رحبت بمفهوم العنصرية فى مختلف ثناياها، وكان أبرزهم الفيلم الكلاسيكى الشهير «ذهب مع الريح – Gone with the Wind»، الذى تم سحبه من منصة «HBO Max«؛ بتهمة استخفافه بقضية السود.

جاءت خطوة سحب شركة «HBO Max» للفيلم من مكتبتها، وبعد مرور 81 عاما على إنتاجه؛ بمثابة استجابة سريعة لحملة الانتقادات التى واجهها من قبل المنددين بالعدالة لجورج فلويد، ومطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعى بحذفه؛ لتحيزه للعنصرية، بالإضافة إلى تداولهم هاشتاج «RemoveGoneWithTheWind#»؛ الأمر الذى دفع أشهر شركات البث الترفيهية لإعادة النظر فى محتوى برامجها، الذى يضم بعض من أعمال هوليوود التى تجسد التفرقة العنصرية.

وكان فيلم «ذهب مع الريح» ضمن أعمال هوليوود التى أُعيد النظر فيها؛ تزامنا مع الأحداث السياسية فى الولايات المتحدة الأمريكية وقضية فلويد؛ حيث صرح المتحدث الرسمى باسم منصة «HBO Max»، خلال مقابلة له مع شبكة «CNN» الإخبارية، بأن «الفيلم كان مناسبا للحقبة الزمنية التى أُنتج فيها؛ فهو يصور المظالم العرقية والعنصرية التى كانت، للأسف، شائعة فى المجتمع الأمريكى»، كما أكد أن استمرار عرض الفيلم من دون الإحاطة بتفسير أو إدانة القضايا المصورة بشكل عنصرى؛ هو أمر «غير مسئول».

وأضاف متحدث الشركة: «إن الفيلم سُيعرض من جديد على الشبكة الترفيهية فى وقت لم يحدد بعد؛ مصحوبا بمناقشة لسياقه التاريخى تحمل إدانة صريحة للعنصرية»، وذلك فى محاولة لإعادة وضعه فى السياق التاريخى والزمنى، بالإضافة إلى عودته للعرض كما أنتج فى الأصل؛ لأن منعه يدل على إنكار للتاريخ.

وتُعد عملية سحب الفيلم من المنصة العالمية مؤقتة؛ وذلك فى ضوء مطالبة مؤلف الفيلم، جون رايلى، بإزالته فى الوقت الحالى؛ لإضفائه طابع رومانسى على العبودية فى ظل الغضب الأسود الذى يخيم على الولايات المتحدة الأمريكية، ولأنه يمجد الجنوب ما قبل الحرب، ويحتفى بصورة نمطية للملونين».

صدر الفيلم عام 1939، للمخرج الأمريكى فيكتور فليمنج، وهو فيلم ملحمى رومانسى، مأخوذ عن رواية تحمل نفس العنون للكاتبة مارجريت ميتشل، ويعود فى نظر النقاد إلى كلاسيكيات السينما الأمريكية، التى جاءت قبل الأفلام الرومانسية الشهيرة «Titanic» و«The NoteBook»، ولكنها مازالت محتفظة برونقها؛ لتناولها قضية العبودية بصورة مثيرة للجدل.

يروى الفيلم قصة حب بين «سكارليت أوهارا»، المنتمية للطبقة الارستقراطية، و«ريت بتلر»، وتدور أحداثه خلال الحرب الأهلية الأمريكية، عندما تفقد أوهارا ثروتها وأملاكها، ثم تفقد زوجها فى الحرب وتبدأ بالبحث عن زوج آخر ثري؛ كى يساعدها فى استعادة ثروتها من جديد، ولكنها تفشل فى خطتها وتضطر للجوء إلى ذاتها وقدراتها من أجل إعادة ما ذهب مع الريح.

يُصنف فيلم «ذهب مع الريح» ضمن أكثر الأفلام شعبية على الإطلاق؛ حيث يغلب عليه طابع العبودية ويصور شخصيات العبيد الراضين عن حياتهم، ويحافظون على ولائهم لأسيادهم بعد تحريرهم، ويعكس تأثير الحرب الأهلية الأمريكية على المزارعين الجنوبيين.

أبطال الفيلم هم كلارك جيبل، وفيفيان لى، ليزلى هاورد، أوليفيا دو هافيلاند، وقدرت ميزانيته بنحو 4 ملايين دولار، بينما بلغت نسبة إيراداته 400 مليون دولار.

فاز الفيلم بـ 8 جوائز أوسكار، كان من بينها جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو للكاتب سيدنى هاوارد، وأفضل ممثلة فى دور رئيسى للنجمة البريطانية فيفيان لى، ولعل أبرزهم كانت جائزة أفضل ممثلة فى دور ثانوى للممثلة الأمريكية من أصل أفريقى، هاتى ماكدانيال، التى تركت علامة مميزة لتاريخ الفيلم؛ كونها أول ممثلة سوداء تترشح للأوسكار وتحصل عليها من خلال دورها كخادمة فى المنزل.

وفى عام 2006، أصبح الفيلم فى المرتبة الثانية لأعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات فى تاريخ السينما الأمريكية، وبحسب قائمة أعدها «معهد الفيلم الأمريكي«؛ فقد وقع الاختيار عليه ليصبح أهم رابع فيلم أمريكى، وذلك ضمن استفتاءات شعبية وضعت الفيلم على رأس قائمة الأفلام الأمريكية المائة الأفضل فى القرن العشرين لدى الأمريكيين، إلا أن بعضهم يعتبرونه عملا يُحرف التاريخ، ولا يرد الاعتبار بشكل كافى إلى ضحايا العبودية.

يرى أحد النقاد أن سحب الفيلم من منصة البث الترفيهية «HBO Max»، يُعد نوعا من تصفية الحساب مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ظل تصاعد الأزمة الأمريكية الحالية، وكره العديد من الأمريكيين له وانتظارهم لرحيله قريبا؛ حيث استشهد بكلماته بعد فوز الفيلم الكورى الجنوبى «Parasite» بجائزة الأوسكار، عندما قال «إن على الأمريكيين أن ينجزوا أفلاما على نسق ذهب مع الريح».

ومن جانبه، قال المخرج الأمريكى، سبايك لى، أن أحد دوافع استمرار العقلية العنصرية عن الأمريكيين؛ هو فيلم «ذهب مع الريح»؛ لأنه يقارب الجنوب الأمريكى والعبودية من باب الرومانسية، كما يرى أنه ليس الفيلم الوحيد الذى يندرج تحت هذا التقليد الذى أضر بالأمريكيين من أصول أفريقية فى الوقت الراهن.

زيادة الإقبال على الفيلم بعد منع عرضه!

بالرغم من سحب وإزالة الفيلم من منصة «HBO Max»، إلا أنه أثار الفضول لدى الجمهور وخاصة رواد موقع تويتر، وتسببت حالة الهجوم عليه فى زيادة مبيعات شرائط فيديو الفيلم حتى احتل قائمة الأكثر مبيعا على موقع «أمازون» للعروض التلفزيونية والأفلام؛ وذلك على خلفية الاتهامات الموجهة له بأنه ينطوى على فصول معادية للأمريكيين من أصول أفريقية، الذين كانوا يعيشون فى الجنوب خلال الحرب الأهلية الأمريكية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك