النيابة تطلب تحليل DNA واستعلامًا عن عمر المتهم لتحديد مسؤوليته الجنائية
حبس شقيقين متهمين بقتل زوج والدتهما ودفنه في شقة العائلة منذ 8 سنوات
بلاغ من الابنة يكشف جريمة دفن جثة تحت الأرضية بعد وصية الأم قبل وفاتها
التحقيقات: القتيل كان يعتدي على زوجته وأبناؤها نفذوا الجريمة وهم قُصَّر
الأدلة الجنائية تنتشل بقايا الجثمان.. وتحقيقات موسعة لكشف ملابسات الواقعة
استعجلت نيابة محرم بك في الإسكندرية، اليوم الأربعاء، تقرير نتيجة تحليل البصمة الوراثية DNA الخاص برفات "قتيل شقة محرم بك"، وكذلك الاستعلام من مصلحة الأحوال المدنية، عن شهادة ميلاد الابن الأكبر "ع.س.م"، الذي ألقي القبض عليه في محافظة البحيرة، للتأكد من تاريخ ميلاده، وبيان ما إذا كان يبلغ 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة من عدمه.
وقرر قاضي التجديد بمحكمة جنح محرم بك في الإسكندرية، تجديد حبس "أ.س.م" الابن الأصغر، في واقعة قيام ربة منزل ونجليها بقتل زوجها منذ 8 سنوات، ودفن جثته في أرضية شقتهم، وذلك 15 يوما احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بالقتل العمد.
وكشفت التحقيقات التي تباشرها النيابة حول حادث مقتل "ع.ص"، موظف، على أيدي زوجته "ال.هـ.ج"، ونجليها من طليقها، وقيامهم بدفنه بالشقة محل سكنهم، وتغطية جثته بالسيراميك "قبل تركها" منذ 8 أعوام، أن أحد الأشقاء المتهمين كان محبوسًا على ذمة قضيتي "مخدرات وتزوير اسمه"؛ بقسم شرطة كفر الدوار، للهروب من الملاحقات الأمنية.
وجاء ذلك بعدما كسرت الابنة الكبرى "نيرة" حاجز الصمت، وأبلغت عن الجريمة، حيث سمعت والدتها توصي نجليها قبل موتها بعدم كشف الواقعة؛ حفاظًا عليهم من السجن؛ حيث كانت تعلم أن والدها مختفٍ وفقًا لما رُوّج واعتقده الجيران وجميع أقاربهم، وهو ما دعاها بعد علمها إلى الهرب من المنزل، وإخبار عمتها بما سمعت.
وأضافت التحقيقات أن الطفلتين "نيرة وشهد"، ابنتي المجني عليه، كانتا تحت التهديد الدائم من والدتهن بعد أن علمتا بتفاصيل الجريمة، ما منع كشف النقاب عنها لسنوات، وبعد وفاة الأم "المتهمة" قبل نحو عام، كسرت إحدى الطفلتين حاجز الصمت، وأبلغت "عمتها" المقيمة في إحدى محافظات الصعيد، وبالتبعية جرى إبلاغ "عمها" بما سمعت، فأبلغ الشرطة.
وأظهرت التحقيقات أن أسرة المجني عليه، وبالأخص "شقيقه"، دخلت في رحلة بحث مضنية استمرت لعدة سنوات، شملت تحاليل DNA ومضاهات نتائجها بجثث مجهولة، بعد تقديم بلاغات عدة للشرطة باختفائه، دون جدوى.
الواقعة التي شهدتها منطقة محرم بك وسط محافظة الإسكندرية، ذكر المتهمون في تحقيقاتها أن زوج الأم "القتيل" كان دائم التعدي عليها بالضرب أمامهم، وهما لم يبلغا الحلم وقت ارتكاب الواقعة، علاوة على استيلائه على أموالها بصورة مستمرة، مما وتّر العلاقة بينهما.
ويوم الواقعة، شاهد أحد الشقيقين، وكان يبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك، القتيل أثناء تعديه على والدته، فاستل سلاحًا أبيض "سكينًا" من المطبخ وطعن زوجها عدة طعنات نافذة أودت بحياته في الحال، ثم اشترك مع والدته وشقيقه الأصغر في دفن الجثمان أسفل بلاط شقتهم.
وأجرى فريق من النيابة العامة يرافقه ضباط وحدة البحث الجنائي، معاينة تصويرية لمكان الشقة السكنية التي شهدت الحادث، بصحبة أحد المتهمين، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة.
وقررت النيابة حبس الشقيقين 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهما بمساعدة والدتهما "التي توفيت منذ عام" بقتل زوجها ودفنه منذ 8 أعوام داخل الشقة محل سكنهم، والكائنة بعقار في منطقة محرم بك، "أحد المتهمين محبوس على ذمة قضايا أخرى".
وجاء قرار النيابة العامة، عقب تلقيها تحريات المباحث، واستجواب المتهمين، لمدة 18 ساعة، الأكبر حاليًا يبلغ من العمر 23 عامًا، وكان لا يزال حدثًا وقت وقوع الجريمة منذ 8 أعوام، بجانب سماع أقوال سكان العقار، مع استعجال تقرير الطب الشرعي الخاص بتحليل ما تبقى من جثة الضحية.
كما استمعت النيابة لأقوال الشقيقة الكبرى للمتهم "من أبيها"، والتي تبلغ من العمر 12 عامًا، حيث أبلغت عن الواقعة، وذكرت في التحقيقات أن والدها تزوج من والدتها التي كانت مطلقة، ولديها طفلان من زواج سابق، وعمرهما كان "وقت الحادث" 12 و15 عامًا.
وذكرت الفتاة أن شقيقها الأكبر، الذي كان يبلغ حينها 15 عامًا، ساعد والدته "التي توفيت منذ عام"، في التخلص من جثة أبيها بعد طعنه بسلاح أبيض "سكين"، حيث قاموا بدفنه بالحفر في الشقة محل سكنهما، وأخفوا الجريمة بوضع السيراميك فوق مكان الدفن لإخفاء آثارها طيلة 8 أعوام.
وتلقت مديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من قسم شرطة محرم بك، يفيد بتلقي بلاغ من فتاة تتهم شقيقها الأكبر بمساعدة والدته بقتل والدها بسلاح أبيض "سكين"، ودفنه داخل الشقة التي كانوا يقيمون بها منذ عام 2017، بحضور الشقيق الأصغر.
وبانتقال الشرطة والنيابة العامة إلى موقع البلاغ، رفقة الأدلة الجنائية، تم كسر أجزاء من أرضية الشقة، واستخراج بقايا عظام يُعتقد أنها تخص المجني عليه، ونقلها إلى المشرحة، وإرسال عينة منها إلى الطب الشرعي لتحليلها وبيان هوية صاحبها، وذلك بعد ضبط المتهم الأول بالتنسيق مع مديرية أمن البحيرة، بينما الآخر فهو محبوس على ذمة قضية أخرى، والأم "متوفاة" منذ عام.
تم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 3277 لسنة 2025 إداري قسم شرطة محرم بك، وجارٍ مباشرة النيابة العامة التحقيقات.