استقبلت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، الشباب الفائزين بجائزة الدولة للإبداع الفني 2018 دفعة سحاب ألمظ، وهما عمرو عبدالحليم محمد تخصص الإدارة الثقافية، أحمد سعيد عبد الرازق مجال تصميم الرقص المسرحي.
وفي هذه السطور تستعرض«الشروق» أبرز المعلومات عن الأكاديمية المصرية للفنون بروما..
* النشأة
منذ أكثر من 83 عام، تم إنشاء أكاديمية مصرية للفنون على يد الفنان المصري راغب عياد، الذي كان يدرس الفن في إيطاليا، وشهد عملية ازدهار التمثيل الفني لكثير من دول العالم عبر أكاديميات فنية تكون بمثابة نوافذ تطل على أوروبا من خلال العاصمة الإيطالية روما، التي كان لها السبق في هذه الفكرة الريادية مع بداية القرن العشرين.
* مقرها
في عام 1930 اعتبر قصر كوللو أوبيو، الذي يقع بالقرب من الكولوسيوم، بمثابة مقر مؤقت للأكاديمية، وتم تعيين الفنان سحاب رفعت ألمظ مسئولاً عنها.
وعرضت السفارة الإيطالية في مصر، قطعة أرض فى وادى "جوليا" على أطراف حدائق بورجيزي، حيث توجد مبانى معظم الأكاديميات، وذلك لبناء الأكاديمية المصرية، مقابل مساحة أرض تمنح من حكومة صاحب الجلالة ملك مصر لإيطاليا لإقامة معهد لدراسة الحفريات.
* المسؤلين عن الأكاديمية
في عام 1947 تم تعيين أول مدير رسمى للأكاديمية المصرية للفنون من قبل الحكومة المصرية، وهو الفنان الرائد محمد ناجى الذي كان وقتها مدير متحف الفن الحديث.
وفي عام 1950 أصبح النحات عبد القادر رزق مديراً للأكاديمية، وكان له الفضل الأكبر لإحياء الاتفاقية الخاصة بتبادل قطعتى الأرض بين مصر وإيطاليا لمدة خمس سنوات.
وفي عام 1957 استكمل الفنان صلاح كامل مسيرة العمل بالأكاديمية، مستخدما الدبلوماسة مرة، وبخبرته الفنية مرة أخرى.
* ثروت عكاشة
تولى عكاشة وزارة الإرشاد القومي، في 1958، وسعى في بداياتها لإتمام مشروع الأكاديمية المصرية للفنون بروما.
* أهم الفعاليات
في أول موسم ثقافي، خلال عام 1966 من منبر الأكاديمية الجديد بشارع أوميرو بوادى جوليا المتاخم لأحد الميادين الصغيرة التي تزدخر بها حدائق بورجيزى، والذي زين بهذه المناسبة بتمثال من صنع الفنان المصري الشهير جمال السجينى، تم نحته عام 1960، يمثل أمير الشعراء أحمد شوقي، وعلى قاعدة التمثال مكتوب بيت الشعر الشهير لشوقي.
قف بروما، وشاهد الأمر، وأشهد أن للملك مالكا سبحانه.
ودخلت الاتفاقية الثنائية إلى حيز التنفيذ في عام 1959، حيث تم وضع الرسوم المعمارية لمبنى الأكاديمية، وفي احتفال كبير حضره لفيف من كبار رجال الدولتين أقيم في عام 1961 تم وضع حجر الأساس للمبنى، وبدأت عملية البناء التي استمرت حتى نهاية عام 1965.
* تطوير الأكاديمية
عام 2008 قرر وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، تطوير مبنى الأكاديمية بحيث يصبح مؤهلاً ليكون نافذة ثقافية مصرية هامة تطل على قلب أوروبا، إيماناً منه بأهمية دور الأكاديمية في تفعيل التعاون الثقافي بين مصر والدول الأوروبية، وانطلاقاً من اعتقاده بأهمية الثقافة كوسيلة للتقريب بين الشعوب، وتمت عملية التطوير في عهد مدير الأكاديمية الأسبق الدكتور أشرف رضا، الذي تلاه المعماري الدكتور أحمد ميتو.
* العلاقات الثقافية المصرية الإيطالية
استمر التفاعل الثقافي بين إيطاليا والثقافة الأوروبية من ناحية، وبين مصر والثقافة العربية من الناحية الأخرى، والذي تجلى في الحضور المتميز والكثيف للجالية الإيطالية في مدينة الإسكندرية وفى القاهرة خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ومنها الحركة النشطة للاستشراق الإيطالي، حيث تزامنت حركة النهضة المعاصرة التي بدأت في مصر مع مثيلتها في إيطاليا.
* جائزة الدولة للإبداع الفني
تقوم الأكاديمية بالمشاركة فى تأهيل الفنانين الدارسين للحصول على جائزة الدولة للبداع الفنى وفقاً لما جاء فى قانون "جائزة الدولة للابداع الفنى" من أجل تشجيع النابهين في مجال الفــنون الجميلة، بالإضافة إلى فنـون الموسـيقى والمسرح و السينما.
تستقبل الأكاديمية عشــرة فنانين كل عام، يقومون بتنفيذ مشروعاتهم الفنية وتقديمها فى نهاية المدة، لتحكيمها من خلال اللجنة القائمة بالإشراف على الجائزة بوزارة الثقافة، واختيار من يحصل منهم على هذه الجائزة.
* بينالى فينيسيا
تلعب الأكاديمية المصريـة للفنون بروما دوراً رئيسـياً في تنظيم مشاركة مصـر في «بينالى فينيسيا» حيث تقـوم كل عام بالاشتراك في تنســيق الجنــاح وتنظــيم المعروضات ومتابعة المكاتبات الخاصة باشتراك مصــر في هذا المعرض الهام و«بينــالى فينيــسيا» وهو المعرض العالمي للفنــون «بينالى البندقية» أشهـر وأعرق المعـارض الدورية في العالم.
* أقسام الأكاديمية
- قاعة المعارض
تشغل مساحة 250 متر مربع، وتعرض كل عام برامج متميزة من معارض للتصوير، النحت، التصوير الفوتوغرافي، الخزف، والجرافيك للعديد من الفنانين المصريين، وأيضاً لشباب الفنانين الموهوبين، وتنظم الأكاديمية كذلك معارض تجمع الفنانين المصريين مع الفنانين الإيطاليين معاً.
- المكتبة
تضم مكتبة الأكاديمية ما يقرب من 10000 كتاب وموسوعة عن الأدب والفنون وعلوم الآثار وعلم المصريات والتاريخ، وللمرة الأولى يتم تقديمها الآن إليكترونية، بالإضافة إلى قاعة الإطلاع والقراءة مفتوحة للدارسين وكذلك لكل المهتمين بالأمور الثقافية والفنية
- المسرح والسينما
تتسع قاعة المسرح والسينما لمائتين مشاهد لعرض أفلام مـهرجانات السينما وحـفـلات للموسيقى العربية والكلاسيكية وكذلك عروض الرقص والموسيقى الشعبية، كمــا تقـام بـها ندوات لعلم المصريات وتاريخ الأدب والآثار.
- المتحف
لأول مـرة في رومـا.. تنشئ الأكاديميـة المصريـة أول متحفاً للآثار المصرية، انبثـقت فـكرته وتـحققت أثنـاء أعمال تحديث الأكاديمية، ويقــع المتـحف علـى مســاحة أكـثر مــن ثلاثمائة مـتر مربع ويضــم بـين جنباته أكثر من 120 قطعة أثرية من مختلف الحضارات المصرية من الآثار الفرعونية والقبطية واليونانية والرومانية والإسلامية مستقدمة من المتحف المصري بالقاهرة.