نواف سلام بمعرض بيروت الدولي للكتاب: مستقبل الأوطان يُبنى بالفكر والثقافة - بوابة الشروق
الجمعة 16 مايو 2025 2:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نواف سلام بمعرض بيروت الدولي للكتاب: مستقبل الأوطان يُبنى بالفكر والثقافة


نشر في: الخميس 15 مايو 2025 - 8:59 م | آخر تحديث: الخميس 15 مايو 2025 - 9:15 م

افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ66، والذي ينظمه النادي الثقافي العربي في قاعة المحاضرات في "سي سايد" – واجهة بيروت البحرية، بحضور شخصيات سياسية وتربوية وثقافية.

وقال سلام في كلمته أمام الحضور: "أقف أمامكم اليوم، في افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، لأحييكم باسم الكلمة التي تبني، والفكرة التي تحرر، والقراءة التي تفتح الأبواب نحو آفاق أرحب من الفهم والانفتاح".

أضاف: "اليوم تنطلق الدورة السادسة والستون لهذا المعرض الذي صار تقليدًا راسخًا يحتفي بالكلمة والكتاب ويعكس نبض بيروت الثقافي وتراثها الفكري ودورها التاريخي كعاصمة عريقة للمعرفة والإبداع. وما استمراره تظاهرة ثقافية سنوية إلا تأكيد على أن مستقبل الأوطان يُبنى بالفكر وأن الثقافة هي الاستثمار الأجدى لصالح الإنسان، وهي الضمانة الحقيقية لترسيخ حضور الشعوب ووحدتها ونهضتها".

تابع سلام: "الحقيقة أن معرض الكتاب هذا هو أيضًا معرض للقراءة والقرّاء. فالكتاب ليس مجرد حبر وورق، بل سواء كان مطبوعًا أم مسموعًا أم إلكترونيًا، الكتاب هو رحلة نحو معرفة الذات وفهم الآخر. جسر عبور بين العقول والقلوب. منه نتعلم أن الاختلاف لا يلغي الاحترام بل يعمقه، وأن التنوع لا يهدد الهوية بل يغنيها. وكلما غرفنا منه تعلمنا أن العالم أكبر من حدودنا الضيقة وأغنى من تصوراتنا المسبقة، وأن ما يبدو مستحيلاً أحيانًا قد لا يكون إلا صعبًا، بل ممكنًا".

وقال: "سواء جاء من الشرق أم من الغرب، يتجاوز الكتاب الأزمنة والأمكنة، التاريخ والجغرافيا، الإثنيات والبلدان، الأديان والقوميات. ويبقى هو الصديق الوفي في كل الظروف، ويبقى الكتاب النبع الذي يغني معرفتنا، ويوسع آفاقنا، ليس مصادفة أن تكون بيروت حاضنة هذا المعرض. بيروت التي لم ولن تتعب من حمل راية الثقافة رغم كل الجراح. بيروت التي انطلقت بنشر الكتب منذ وصلت إلى لبنان أول مطبعة في الشرق. بيروت التي فتحت قلبها وأبوابها لكل من أحبها من مفكرين وكتاب وأدباء وشعراء لبنانيين وعرب، فتحولت بهم ومعهم إلى مدينة مفتوحة ومنفتحة على إنتاج ثقافي لا ينضب وعاصمة من كلمة ونور وحياة".

استطرد سلام: "ليس مصادفة أيضًا أن تكون اليونسكو أدخلت بيروت منذ 2019 في شبكة المدن المبدعة، وكرستها “مدينة مبدعة للأدب” إقرارًا منها بمكانتها الثقافية الخاصة ولا سيما في المجال الأدبي والتي صنعتها عقود من الريادة في الكتابة والنشر والترجمة وإقامة المعارض. بيروت التي كانت رائدة في نشر أفكار التنوير للعالم العربي وكانت منبرًا للحرية والحوار لا تزال تثبت أن الثقافة ليست ترفًا بل ضرورة وجودية".

وتابع في كلمته: "دعوني أذكّر أن بيان حكومتنا، حكومة الإصلاح والإنقاذ، قد أعار أهمية قصوى لتنمية البنى التربوية والثقافية. فبرنامج حكومتنا الإصلاحي لا يقتصر فقط على الاقتصاد والبنى التحتية أو الآليات السياسية، بل يهدف إلى تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة. وسبيلنا إلى هذا الإصلاح هو التطبيق الكامل لاتفاق الطائف الذي عُدّل على أساسه دستور بلادنا، أي “الكتاب”، كما كان يسميه الرئيس الراحل فؤاد شهاب".

أضاف: "أنتهز هذه الفرصة لأعود وأؤكد أن دعوتنا هي إلى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا “الكتاب”، وإلى تصحيح ما طبق منها خلافًا لروحه أو نصه، وإلى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل إلى تطويره وفق ما قد تمليه متغيرات الأيام. والحقيقة أن الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسساتية لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة أيضًا في بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما نص عليه اتفاق الطائف. فمشروعنا هو بناء دولة حديثة، قوية وعادلة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تعامل كل مواطنيها على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، دولة قادرة على الدفاع عن أرضها وحماية شعبها".

وقال: "في ظل عالم يتغير بوتيرة سريعة، تبقى بيروت أمينة لتاريخها، متمسكة بهويتها العربية وبانفتاحها على العالم، متسلحة بالكتاب سبيلًا إلى العلم والتقدم والإبداع. وها نحن هنا، نمد أيدينا معا، كتابًا وناشرين وقراء، لنؤكد أن ثقافتنا العربية قادرة على النهوض وملاقاة متطلبات العصر، وعلى بناء إنسان متصالح مع تاريخه وطامح إلى غد أفضل".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك