بشارة بحبح ﻻ يملك مقومات الوسيط.. ومصر وقطر تقودان الوساطة حاليًا
لن نقبل بنزع سلاح المقاومة أو إبعاد قادتها وعناصرها.. نحن مشروع تحرير وعودة وليس إبعادًا أو تهجيرًا
مصير السلاح مرتبط بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.. حينها يوجه للإطار الشرطى والجيش
ما إن وضعت الحرب بين إسرائيل وإيران أوزارها حتى عادت غزة إلى صدارة المشهد الدولى والإقليمى بعد شبه غياب استمر 12 يومًا هى مدة المواجهة بين طهران وتل أبيب، وتصاعدت فى الآونة الأخيرة التسريبات الإعلامية وتصريحات المسئولين المعنيين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى خرج مساء الجمعة الماضى يبشر باتفاق وشيك قد يكون الأسبوع المقبل لوقف إطلاق النار فى غزة، وسبقه فى نفس الإطار، الأكاديمى الأمريكى بشارة بحبح الذى قاد قناة للوساطة بين حماس والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أسفرت عن إطلاق سراح الجندى الأمريكى عيدان إلكسندر، مايو الماضى.
ورغم غياب المؤشرات الجدية على أن حديث ترامب وغيره قد يتحول إلى أمر واقع فى ظل تمسك كلا الطرفين بمواقفهما الأخيرة، يظل الأمل قائمًا فى أن تتوقف تلك الإبادة التى استمرت نحو 22 شهرًا.
«الشروق» حاورت طاهر النونو، مستشار المكتب السياسى لحركة حماس، للوقوف على ما يُثار عن اتفاق وقف إطلاق النار وشيك، ومستقبل قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
وإلى نص الحوار..
< كيف تسير المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار فى غزة.. وهل هناك أكثر من قناة للوساطة فى الوقت الحالى؟
- الاتصالات مع الوسطاء لم تتوقف ولا يوجد لدينا اعتراض على أى لقاء، لكن فى المقابل لا توجد أيضًا ترتيبات للقاء جديد حاليًا، ونحن ﻻ نلمس أى جدية لدى الاحتلال للوصول إلى اتفاق ينهى العدوان والحرب على شعبنا وكون الاحتلال يريد مواصلة القتل والتدمير، أما عن الوسطاء حاليًا فهم الأشقاء فى مصر وقطر فقط.
< هل لا تزال قناة الوساطة التى يقودها الأمريكى - الفلسطينى بشارة بحبح قائمة؟
- لم يعد هناك أى دور أو وساطة يقوم بها السيد بشارة بحبح فهو تحرك خلال مرحلة معينة وانتهت.
< تم اتهام بشارة بحبح وهو الذى سبق وتعامل مع الحركة فى صفقة الجندى عيدان الكسندر.. حماس بعرقلة التوصل لاتفاق عبر الربط بين مصير غزة وإيران فما حقيقة هذا الاتهام؟
- للأسف إطلاع السيد بحبح وفهمه للموضوع بسيط ولذلك تقييمه لما يجرى مغلوط وناتج عن قصور فى فهم الصورة وتصريحاته دليل على عدم فهمه خاصة أن الحرب التى شنها الاحتلال ضد إيران كانت خلال الأيام الاخيرة، فماذا عما سبقها ألم يكن طوال كل هذه الفترة تعنت نتنياهو والاحتلال ورفض وقف الحرب هو السبب الرئيس فى عدم التوصل إلى اتفاق، لذلك نقول أن السيد بحبح ﻻ يملك مقومات الوسيط وﻻ يصلح لهذا الدور.
< من المسئول عن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار فى غزة فى اللحظة الحالية؟
- منذ البداية نحن جادون وجاهزون للوصول إلى اتفاق يتضمن النقاط الأربع الأهم، وهى: وقف الحرب والانسحاب من غزة والإغاثة والإعمار وتبادل الأسرى، وﻻ يوجد أى نية أو جدية للعدو بوقف الحرب هو يريد الأسرى ثم يعود للحرب والعدوان، وبالتالى هو ﻻ يريد وقف إطلاق النار، لأن نتنياهو يدرك أن وقف الحرب انتهاء مستبقله السياسى وانهيار حكومته وﻻ مستقبل لها بعد ذلك.
< هناك اتهامات للحركة بالتشدد فى موقفها ورفضها التجاوب مع ورقة ويتكوف الأخيرة رغم استعداد الإدارة الأمريكية لإدخال تعديلات عليها؟
- الحركة وافقت على ورقة ويتكوف، وقمنا بإعلان ذلك ولكن بعد هذه الموافقة وصلنا تعديلات من الاحتلال نسفت الورقة بالكامل، وجعلت منها شيئًا آخر، بالتالى رفضنا التعديلات الإسرائيلية التى تنسف الورقة وتفقدها أى مضمون إيجابى، وهذا أمر معروف لدى الوسطاء، لذلك محاولة نتنياهو التذاكى لإلقاء الكرة فى ملعب حماس مفضوحة ومكشوفة ويعرفها أيضًا المجتمع الإسرائيلى، فهو ﻻ يريد إنهاء ملف الأسرى وﻻ يريد الانسحاب وﻻ يريد وقف إطلاق النار كون ذلك مبررًا وجوده فى الحكم.
< أطراف من المشاركين فى الوساطة أكدوا أنه تم الأخذ بملاحظات حماس بشأن الورقة الأخيرة خاصة فيما يخص جدول تسليم الأسرى.. فأين تكمن المشكلة بالضبط؟
- كما قلت لك بوضوح المشكلة أن الاحتلال لا يوافق بوجود نص واضح على إنهاء الحرب الآن أو مستقبلًا أو أن المفاوضات سوف تفضى لوقت إطلاق النار، وهذا يفقدها أهم مبدأ، وهو كونها ورقة لإنهاء الحرب، ويجعل منها ورقة تبادل أسرى، وليس وقف الحرب والمقتلة الدائرة.
< هل تعتقد الحركة بأن الإدارة الأمريكية غير جادة فى وساطتها أو تعمل لصالح نتنياهو فى المفاوضات؟
- ﻻ شك أن هناك تنسيقًا كاملًا بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية فى كل شىء وتقدم لها كل احتياجاتها اللوجستية ﻻستكمال الحرب بل توفر الغطاء السياسى فى كل المحافل الدولية خاصة الفيتو فى مجلس الأمن ولذلك ﻻ نتوقع أن تُحمل الاحتلال مسئولية أى تعطيل بالرغم، من ذلك نقول إن الوﻻيات المتحدة هى الجهة الوحيدة القادرة على إجبار نتنياهو وقف الحرب إذا ما أرادت وتجربة الحرب مع إيران تؤكد هذا الأمر.
< ماذا لو تم تعديل البند الخاص بالضمانات فى الورقة الأخيرة المقدمة من ويتكوف هل ستقبل حماس بالاتفاق أم أن هناك شروط أو ملاحظات أخرى؟
- ما نريده بوضوح هو إنهاء الحرب والعدوان بشكل دائم وإذا ما توفر هدا البند أو ما يؤدى إليه نحن جاهزون، فضلًا عن ضمان دخول المساعدات بشكل حر وطبيعى للمواطنين وبكميات كافية والانسحاب من مناطق المواطنين التى تم التوافق عليها سابقا، ونقول بوضوح إن المشكلة هى أنه ﻻ يوجد قرار أو إرادة سياسية لدى الاحتلال بوقف الحرب.
< هل تقبل الحركة بما يطرح حول نزع سلاح المقاومة؟
- هذا الملف غير قابل للنقاش أو البحث والمشكلة ليست فى المقاومة المشكلة فى استمرار الاحتلال، عندما ينتهى الاحتلال حينها لن يكون سلاحًا.
< الإدارة الأمريكية وإسرائيل يتمسكان بنزع سلاح المقاومة وإخراج القيادات من غزة كيف تتجاوز حماس تلك المعضلة؟
- ﻻ نقبل بما يسمى نزع السلاح أو إخراج أى مواطن من أرضه نحن مشروع تحرير وعودة وليس إبعادًا، هذه ليست معضلة ﻻ توجد أى شرعية لهذه المطالب نحن لسنا جماعة متمردة داخل دولة مطلوب نزع سلاحها نحن حركة مقاومة لتحرير أرضها.
الرؤية الواضحة لنا هى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية حينها يكون السلاح والمقاومة يعملون فى الإطار الشرطى أو جيش هذه الدولة.. فهل هناك عاقل يقبل بنزع السلاح فى ظل بقاء الاحتلال، كما أن القانون الدولى يعطى أى شعب تحت الاحتلال حق المقاومة وﻻ أحد يملك نزع هذا الحق.
< هل تعتقدون بأنه لو وفر ترامب مظلة أمان لنتنياهو بإلغاء محاكمته فى قضايا الفساد هل قد يقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتوصل لاتفاق؟
- هذا شأنهم فما يهمنا هو واقعنا، وﻻ يعنينا إن بقى نتنياهو أم رحل، ما يعنينا هو إنهاء الحرب وإنهاء الاحتلال واستعادة حقوقنا والعيش بأمن واستقرار فى أرضنا ووطننا ومقدساتنا.