فنان مصرى يغزو أوروبا بالدرامز.. «الشروق» تحاور محمد رأفت - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فنان مصرى يغزو أوروبا بالدرامز.. «الشروق» تحاور محمد رأفت

حوار ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 9:22 ص | آخر تحديث: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 9:22 ص

عملت فى الأوبرا الألمانية والإحساس بالحالة الموسيقية سبب اهتمام الأوروبيين بى
قررت السفر رغم إغراءات العمل.. وواجهت البرد بـ «بطانية موصوله»
مشوارى بدأ فى ألمانيا عن طريق الجلسات الموسيقية
أحب صوت سعاد محمد.. والدى عزف ساكسفون مع نجاة وجورج وسوف
عملى فى مصر مع الفرق الشرقية أفادتنى كثيرا ومنحتنى طعما آخر


عندما تقرر السفر إلى أوروبا لاحتراف الفن سواء فى الغناء أو العزف، لابد وأن تتمتع بموهبة عالية جدا، خاصة لو سافرت هناك لكى تلعب على آلة غربية فى الأساس، هنا لابد أن تمتلك الموهبة وتكون مقنعا ومختلفا عما يقدمه الفنان الأوروبى، حتى تفتح لك الأبواب، لأن هناك لا مجال للمجاملات.
محمد رأفت، فنان مصرى، يعزف على آلة الدرامز، وهذه الآلة لها مواصفات خاصة جدا فى من يعزف عليها، خاصة أن أوروبا تمتلك عازفين فيها على أعلى مستوى، وهذه الآلة رغم أنها تكون دائما فى مؤخرة المسرح فى ترتيب الفرقة الموسيقية نظرا لقوة وحدة صوتها إلا أن صاحبها دائما ما يجذب أنظار الناس إليه لأن عازفها غالبا ما يظهر وكأنه يقدم عرضا بمفرده.
الفنان المصرى محمد رأفت استطاع خلال وجوده فى ألمانيا أن يقدم نفسه كعازف موهوب لهذه الآلة، والأجمل فى مشواره هناك أنه خطف الأضواء من الأوروبيين والأفارقة والأمريكان الذين تواجدوا فى ألمانيا للعب على هذه الآلة، وسوف يطرح خلال حواره معنا أسباب هذا التفوق، والذى بالقطع له علاقة بشرقيته وكذلك لكونه مصريا.
نجاحات محمد رأفت أهلته لكى يعزف فى كبرى قاعات الموسيقى فى العالم وبعض دور الأوبرا فى ألمانيا.. رحلته مع قطار الإبداع بدأت من حى شبرا العريق وهى الآن مستمرة إلى أن وصل القطار إلى برلين، ومنه يغزو أوروبا مدينة مدينة، الرحلة بالتأكيد لم تكن سهلة، شأنها شأن رحلة أى مغترب توجه بأحلامه وطموحه إلى أوروبا، لأن ما نقرأه فى الكتب عن أوروبا وجمالها شىء، وبين ما تراه شىء آخر على الحقيقة لأن هناك متطلبات حياة أكل وشرب ونوم فى آخر اليوم، وبالتالى فهى توصف بأنها رحلة الشقاء والحب.
آلة الدرامز تحتاج إلى فنان لديه قدرات فنية وجسدية خاصة لأنه هناك ألوان موسيقية عديدة يعزفها الدرامز، مثل الموسيقى الكلاسيك والجاز والسامبا والروك، والموسيقى العربية، وهذه الألوان الموسيقية تحتاج لقدرات ومواصفات خاصة، كل هذه المفردات بالتأكيد تتوافر فى هذا الفنان.
فى البداية سألته عن بداية علاقته بالدرامز.. قال: منذ أن كنت طفلا صغيرا وأنا أعشق الطبلة، وكنت أستعين بأدوات المطبخ فى المنزل من حلل وملاعق وغيرهم لكى أقوم بالعزف، وفى سن خمسة سنوات بدأت أعزف على الطبلة، ومن سن 12 سنة بدأت أذهب إلى فرقة أنغام الشباب تحت 18 سنة، وعندما التحقت بها بدأت عينى ترتبط بالدرامز وقررت أن أترك الطبلة.


• لماذا كان هذا التحول؟
ــ كان مجرد تحدٍ لأن آلة الدرامز تعتمد على أكثر من آلة إيقاعية وطبول كثيرة فبالتالى كنت أرغب فى أن ألعبها فى نفس الوقت.


• ماذا عن الدراسة؟
ــ درست فى معهد الكونسرفتوار من سن 10 سنوات، والغريب أننى تخصصت فى البوق الفرنسى، أى آلة نفخ وخارج الدراسة كنت أمارس الإيقاع، لكننى قررت وأنا فى سن 16 سنة، خلال الانتقال إلى المرحلة الثانوية أن أنقل إلى آلات الإيقاع، وبالتالى أصبحت الدراسة مرتبطة بالآلة التى أحبها، وانتهيت من دراستى فى 2015.


• هل كنت تلعب أثناء دراستك ووجودك فى مصر؟
ــ نعم عزفت مع على الحجار وابنه أحمد، وفتحى سلامة، ورامى عطالله عازف البيانو، وحنان ماضى، ودينا الوديدى، وكانت هناك عروض مع محمد حماقى وعمرو دياب وغيرهم.


• عروض حماقى وعمرو دياب لم تنفذ؟
ــ نعم لأننى كنت قررت السفر إلى أوروبا بأى شكل.


• لماذا قررت السفر وأنت مطلوب فى مصر؟
ــ منذ صغرى وأنا لدى طموح فى السفر إلى أوروبا، وفى 2016 اختمرت الفكرة فى ذهنى وقررت أن أسافر مهما كانت الإغراءات فى مصر، أنا أريد أن أتطور أكثر فى الآلة التى ألعبها، أريد أن أعيش أجواء احترافية حقيقية، أريد مزيدا من الفكر، أريد أن أكون محاطا بوسط موسيقى مختلف.


• هل كانت هناك خطوات تمهيدية للسفر؟
ــ لم تكن هناك أى خطوات سوى الرغبة، حملت شنطة سفرى، و700 يورو وتوكلت على الله، ووصلت ألمانيا ولم أكن أعرف أحدا.


• كيف بدأت هناك؟
ــ بدأت من الصفر، وكأننى فى بداية الطريق، وجلست لمدة عام أتعرف على الناس، وعملت مع صديق بعيدا عن الموسيقى، ثم بدأت أتعرف على بعض الموسيقيين، وكانت البدايات مع جنسيات مختلفة أفارقة، وألمان وأمريكان وإنجليز، وعرب مغاربة، برلين مدينة حيوية لذلك تجد فيها كل جنسيات العالم، ناس من دول لا تتخيلها حتى الأمازون التقيت بناس منها.


• كيف تعرفت على الوسط الموسيقى هناك؟
ــ كنت أتابع من خلال الإنترنت أخبارا اسمها جلسات موسيقية، وبدأت رحلتى الحقيقية مع الموسيقى؛ حيث كنت أتبادل أرقام التليفونات مع الناس، إلى أن أعجب بأدائى فنان ألمانى وعندما تغيب عازف الدرامز الخاص بفرقته طلبنى للعمل ومن يومها وأنا فى حالة عمل متواصل، وخلال تلك البدايات تعرفت على باسم درويش قائد كايرو ستيبس والتقينا للمرة الأولى فى 2017.


• ماذا عن أشهر الفرق التى لعبت معها بخلاف كايرو ستيبس؟
ــ شاركت مع العديد من الفرق الموسيقى ــ NAMIKaــ Quadro Nuevo ــ J.Lamotta
ــ Cairo Stepsــ Mellow Marcــ Sybille Heinــ Falk Bonitz Trio
ــ Sekou Kouyateــ Alaa Zouiten إلى جانب تلك الفرق شاركت مع مغنية ألمانية شهيرة اسمها ناميكا وظهرت معها على قناة rbb الألمانية وكذلك على قناة rtl.


• ماذا عن أشهر القاعات والمسارح؟
ــ دار الأوبرا الألمانية ــ Deutsche Oper وبرلين الفلهامونى فى برلين، وبلو نوت ــ Blue Note Tokyo فى طوكيو وربما أكون أنا المصرى الوحيد الذى لعب فى هذا المكان لأنه من أشهر أندية الجاز فى العالم وهو يتبع الكيان الرئيسى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف نقوم بتكرار الزيارة هذا العام فى أكتوبر المقبل طبعا مع فريق ج.لاموتا، أيضا لعبت مع أوركسترا للموسيقى المعاصرة فى الإذاعة الألمانية w.d.r، وكان الحفل عبارة عن بث حى من مقر الإذاعة.


• والمهرجانات الموسيقية؟
ــ الحمد لله شاركت فى مجموعة من أهم المهرجانات فى ألمانيا وخارجها منها:
ــ Reeperbahn Festival ــ Harbour Front K،Literaturfestival فى هامبورج، XJAZZ Festival فى برلين JazzAhead فى بريمن ــ Fusion Festival فى براندنبورج ــ Gnaoua Festival Berlin فى برلين
ــ Splash Festival، كما شاركت فى عدد من ورش العمل منها ورشة عمل فى الأوبرا الألمانية فى برلين موضوعها، تقنيات وكيفية العزف على آلة الدرامز وآلات إيقاعية غربية أخرى.


• أنت تلعب آلة غربية ورغم ذلك حققت نجاحات كبيرة هناك ما السبب؟
ــ ببساطة شديدة أنا هناك صوت تانى من قارة تانية وبلد آخر هى مصر، وبالتالى عزفى به طعم مختلف عما يقدمه الأوروبيون، لن أقول أننى أفضل منهم لأننى لا أعترف بالأفضل فى العزف، لكن هناك واحد يمتلك شخصية مختلفة فى العزف عن الآخرين، لذلك تجد الناس تبحث عنه، وبصراحة شديدة عملى فى مصر مع الفرق الشرقية وكبار المطربين مثل على الحجار، أفادنى كثيرا فى هذا الأمر، لأنهم منحونى طعما آخر، إلى جانب لا تنسى أننى من عائلة موسيقية، وبالتالى الشرقى فى دمى، وفى تكوينى، ولهذا كان عزفى على الآلة به مزيج من تلك الثقافات، والحمد لله خلال عملى فى مصر وأوروبا اطلعت على أغلب مدارس الإيقاع فى العالم.


• هل وجدت صعوبات أثناء عزف لون معين؟
ــ الحمد لله أنا ألعب كل الألوان بما فيها إيقاعات شمال إفريقيا المعقدة نسبيا فى الأداء، وكذلك الخليجى إلى جانب ما تعلمته هنا، ولم أجد صعوبة، مخى انسجم تماما مع حركات الجسد، وأصبح هناك توحد، والحمد لله أى شىء يدخل قلبى ألعبه مهما كانت درجة الصعوبة.


• هل تقوم بعزف إيقاعات شرقية أثناء مشاركتك فى أوروبا؟
ــ الارتجال موجود ويخرج منى على الهواء طبقا للحالة الموسيقية التى نعيشها، لكننى لم أفكر مرة فى لعب إيقاعات شرقية عن قصد.


• الطبلة آلة شرقية وأتصور أن الغرب يحبها لأنها غريبة عليهم لماذا لم تفكر فى تقديمها معك؟
ــ أنا أستخدم طبلة إفريقية اسمها الـ Djembe وهى تشبه الطبلة المصرية، وتوضع بين القدم وليس على الجنب، لكننى لم أفكر فى العزف على الطبلة، لأن اختصاصى ليس شرقيا.


• ألاحظ اهتمامك بالدرامز على حساب الطبلة رغم أنها تنتمى لثقافتك وهناك ناس كانت تستسهل تقديم الطبلة للفت الانتباه فى أوروبا؟
ــ الفكر هذا ربما كان يصلح للسبعينيات من القرن الماضى، أو عندما يقدم عازف إيقاع غربى شو على الطبلة مثلما فعل ماكس عازف الباركشن فى فرقة كايرو ستبس عندما جاء لمصر وعزف على الطبلة الناس قالت من هذا صاحب البشرة البيضاء والعيون الملونة الذى يعزف على الطبلة، لكن الوضع بالنسبة لى مختلف أنا جئت فى رحلة تحدٍ، لدرجة أن زملائى فى مصر عندما قررت الحضور إلى ألمانيا قالوا «رايح تبيع الميه فى حارة السقايين» والحمد لله حضرت وأثبت نفسى وقدمت تلك الآلة الغربية بإحساس الإنسان الشرقى، ولذلك أصبح لى سوق فى ألمانيا فى حارة السقايين، لأن استخدامى للآلة مختلف عن الذين اخترعوا تلك الآلة، نعم هناك مليون عازف لكن أنا طعم مختلف، وهذا كله بتوفيق ربنا سبحانه وتعالى، الناس هنا تلعب بشكل فيه قوة، الآن فى مصر يطلبوننى أيضا لأننى طعم مختلف.


• بالتأكيد وجاهت معاناة كبيرة عند حضورك؟
ــ بالطبع أنا فى بلد غريب، كما قلت سافرت بـ 700 يورو منذ 2016 والحمد لله ما زلت موجودا، وعند وصولى عانيت أكيد حتى وجدت غرفة، ولم تكن مفروشة، ولم يكن معى ما يكفينى من الغطاء فى برد ألمانيا، اضطررت أن أصل بطانيتين ببعض، وعندما حصلت على أول أجر اشتريت أكبر بطانية فى ألمانيا، أيضا لم يكن لدى سوى سرير صغير الحمد لله لدى سرير كبير، وشقة أعيش فيها بشكل جيد، إلى جانب ذلك عانيت من وحشة الأهل.


• هل وافق الأهل بسهولة على سفرك؟
ــ أمى كانت ترفض الفكرة على اعتبار أننى أعمل فى مصر بشكل جيد جدا، ولا أحتاج للسفر لكن عندما تحدثت إليها عن سبب فكرتى وافقت، أما والدى فكان يرى أننى سوف أحقق نجاحات عندما أسافر.


• والدك موسيقى معروف؟
ــ والدى هو رأفت ميسو عازف الساكسفون الشهير عزف مع نجاة وجورج وسوف وأغلب نجوم الغناء، ورغم شهرته فى الوسط، إلا أننى لم أستخدم اسمه على الإطلاق ولم أُعلم أحدا أننى ابنه، كنت أريد أن أشعر أننى شخص جديد، ووالدتى رغم أنها محامية إلا أنها متذوقة للموسيقى جدا.


• ما الذى استفدته من والدك؟
ــ الإحساس بالنغمة، وأن الخارج من آلاتى رغم أنها إيقاعية لابد وأن يكون نغما وليس مجرد إيقاع، وأن أشعر بها وكأنها بيانو أو آلة موسيقية.


• لابد وأن يربط بين العازف وآلته علاقة حب؟
ــ بالتأكيد عندما أحزن أذهب إليها لكى أعبر عن مشاعرى وعندما أفرح كذلك، فى حالات الحيرة ألجأ إليها، عند وحشة الأهل ألعب ما يعبر عن حالة الشجن التى تتولد بداخلى من جراء تلك الحالة.


• ما هى مواصفات عازف الدرامز الجيد؟
ــ لابد وأن يكون ملما بطبيعة الآلة، وعلى دراية موسيقية معقولة بالارتام المختلفة، وأن يكون على دراية بمن حوله من الموسيقيين وفى حالة تناغم معهم لأنه يعزف فى إطار عمل جماعى وليس فرديا.


• هل فكرت فى إنشاء مدرسة خاصة بك لتعليم شباب الموهوبين؟
ــ ليس فى دائرة اهتماماتى الآن هذا الأمر؛ لأنه يحتاج إلى مجهود ووقت وأموال كثيرة، لكن لو طلبت منى جهة ما عمل ذلك بالتأكيد لن أتأخر وأنا الآن أقوم بعمل ورش عمل شبيهة بما تقوله.


• هل توافق لو طلب منك فنان مصرى العمل معه فى حفل ما؟
ــ على حسب مشروعه وفكره الموسيقى، ومدى انسجامى معه، هناك تجارب انسجمت معها من مصر مثل باسم درويش كمؤلف موسيقى ودينا الوديدى ويسرا الهوارى كمغنيتين لأنهم يقدمون فكرا مختلفا، وموسيقاهم تجمع أكثر من اتجاه فنى.


• العودة إلى مصر؟
ليست فى خطتى الآن، أريد أن أستكمل مشوارى بالشكل الذى أريده وأطمح فيه.


• من تسمع من المطربين؟
سعاد محمد وميادة الحناوى ونجاة وعبدالحليم وكاظم الساهر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك