تمر اليوم ذكرى وفاة رياض الصلح رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وتعرضه إلى حادث اغتيال في مثل هذا اليوم الموافق 16 يوليو من عام 1951 في العاصمة الأردنية عمّان، على يد أفراد من الحزب السوري القومي الاجتماعي؛ إثر خلافات سياسية.
ويعد الصلح من بين أبرز الزعماء في تاريخ لبنان السياسي، كونه أول رئيس حكومة للجمهورية اللبنانية بعد أن نالت استقلالها وانقضاء عهد وجودها تحت سلطة الانتداب الفرنسي.
وارتبط رياض الصلح بعلاقة طيبة ووطيدة بمصر ممثلة في رئيس حكومتها وزعيم الوفد مصطفى باشا النحاس، وعّبر الصلح عن شكره وامتنانه لدور مصر في دعّمها للاستقلال اللبناني في أول كلمة رسمية له كرئيس الحكومة.
ونستعرض تفاصيل تلك الكلمة، وفقا لما أورده عمرو موسى في الجزء الثاني من مذكراته "سنوات الجامعة العربية"، والتي حررها الكاتب خالد أبو بكر.
- اعتراف مصر
وقال رياض الصلح في بيانه الوزاري الأول: "حضرات النواب المحترمين، يسرني أن أحمل إليكم رسميًّا نبأ اعتراف الشقيقة الكبرى مصر بلبنان دولة مستقلة، وأنتم ونحن جميعًا والشعب اللبناني كله يدرك مغزى هذا الاعتراف الذي امتنعت عنه مصر العزيزة من قبل ولم تقدم عليه إلا اليوم، فقد وثقت من أن استقلاله كائن هذه المرة استقلالًا صحيحًا، كما وثقنا نحن".
- برهان احترام شعب لبنان
وتابع: "فجاءت تعترف به بعد أن جئنا نوطده ونصونه، ونحن نقدر الربح العظيم الذي ربحه لبنان بهذا الاعتراف فإذا نحن وجهنا من على هذا المنبر الشكر إلى الشقيقة مصر حكومة وشعبًا، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق المعظم، كما أتوجه بالشكر الخاص إلى حضرة صاحب الرفعة الصديق مصطفى النحاس باشا، رئيس الحكومة المصرية، الذي أعطى خير برهان على احترامه وحبه للبنان بهذا الاعتراف".
- ود بود وإخاء بإخاء
وأتم حديثه قائلا: "فإننا نذكر في الوقت نفسه أن علينا لمصر الوفاء بهذا الفضل، وهو مبادلتها إخاء بإخاء، وودًّا بود، والتعاون على ما فيه مصلحة البلدين الشقيقين المستقلين".