ذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية أن انتقال مقاتلي مجموعة فاجنر الروسية العسكرية الخاصة إلى بيلاروسيا يثير مخاوف بشأن الأنشطة الإجرامية والاستفزازات الحدودية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن روسيا وبيلاروسيا أشرفتا على نقل مقاتلي فاجنر إلى قواعد تبعد مسافة قصيرة عن العاصمة مينسك في خضم تداعيات تمرد المجموعة الخاصة الفاشل الشهر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب مقاتلي فاجنر، الذين قبلوا عرض الكرملين للانتقال إلى بيلاروسيا بعد فشل الانقلاب القصير، يعتقد أن هناك عدد غير معروف من المدانين السابقين الروس.
ونوهت بأن بولندا راقبت الأحداث عبر الحدود في بيلاروسيا بقلق، وتفاعلت مع الأمر بتعزيز حدود البلاد.
وأشارت إلى تصاعد المخاوف في وارسو من أن وصول قوات فاجنر قد يشجع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على الشروع في حملة استفزازات على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
ويعتقد خبراء الدفاع البولنديين أن سيناريو محتمل قد يشهد تهريب السلطات البيلاروسية عناصر فاجنر المدانين عبر الحدود بهدف ارتكاب "جرائم خطيرة" على الأراضي البولندية.
وقال الدكتور جاسيك روبو لـ"إكسبريس" : "في هذه المرحلة، يجب إدراك أنه إذا ظهر المدانين أيضًا في بيلاروسيا، بالإضافة إلى المرتزقة ذوي الخبرة، ربما تكون هناك محاولة لتهريبهم عبر الحدود من أجل ارتكاب جرائم جنائية خطيرة".
وأضاف أن هذا سيشكل تهديدا كبيرا، لاسيما إذ جرى تزويد هؤلاء المدانين بوثائق أوكرانية مزيفة في الوقت ذاته.
وأشار روبو إلى أن "السعي لزيادة التوترات بين المجتمع البولندي ولاجئي الحرب الأوكرانيين. خاصة بالنسبة لأعضاء فاجنر القادمين من السجون الروسية، فإن احتمال أن ينتهي به المطاف في أحد السجون البولندية لن يمثل مشكلة كبيرة".
وواجه لوكاشينكو بالفعل اتهامات بتنفيذ "عملية حرب هجينة" من خلال توجيه أوامر لحرس الحدود البيلاروسي لتوجيه المهاجرين إلى الحدود البولندية.
وحذر روبو أيضًا من أن إدخال فاجنر ربما يوفر لروسيا وبيلاروسيا الغطاء اللازم لتنفيذ عمليات سرية مماثلة تستهدف زعزعة استقرار بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والداعم الكبير لأوكرانيا.
وقال للصحيفة البريطانية إن قمة الناتو الأخيرة في ليتوانيا ربما مثلت هدفا مغريا للمجموعة لولا قوة القوات الغربية المجتمعة لتأمين التجمع في فيلنيوس.
ومع ذلك، رجح أن الانتخابات البولندية المقبلة قد تقدم لبيلاروسيا وروسيا وفاجنر فرصة أخرى لتقويض الناتو مع الحفاظ على عباءة الإنكار المعقول.
وأضاف روبو لـ"إكسبريس": "قد يجرى موقف مختلف بالفعل في سبتمبر وأكتوبر نتيجة الانتخابات المتوقعة في بولندا. وخاصة أن مسألة الأمن، بما في ذلك أمن الحدود، عنصر مهم للنزاع السياسي في بولندا".
وتابع: "بادئ ذي بدء، للأسف، يجب افتراض إمكانية القيام بأعمال عنف وأعمال إرهابية تشمل مجموعة فاجنر، أو الأشخاص الذين ينتحلون صفتهم".