نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "أدوات النجاة للموازنة بين الضغط النفسي والصحة النفسية"، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المقام على هامش معرضها الدولي للكتاب في دورته العشرين، بمشاركة الدكتور مصطفى النحاس؛ استشاري الطب النفسي، وقدمت الندوة هدير الجندي.
وتحدث الدكتور مصطفى النحاس، عن الضغوط النفسية التي تواجه الإنسان نتيجة تعدد الأدوار التي يقوم بها في حياته بشكل مستمر ولا يمكن الهروب منها، موضحًا أن هناك نوعين من الضغوط الصحية وغير الصحية "فالحماس وارتفاع الكورتيزون أمر جيد ولكن استمراره أمر مؤذي، لذا فإن الفرق بين النوعين المدة الزمنية وشكل المشاعر التي تصاحب هذا الضغط".
وأوضح "النحاس"، علامات الاحتراق النفسي نتيجة وجود الضغط غير الصحي، ومن بينها: "الصداع المستمر والآلام الجسدية والأرق المستمر، ووجود صعوبات في النوم، وانعدام الطاقة"، مشيرًا إلى أن هناك أعراض نفسية مثل العزلة والانطفاء وفقدان الشغف، وعدم القدرة على التذكر أو التركيز والإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في التحمل المستمر وتراكم الضغوط دون تفريغها.
وأشار إلى أدوات النجاة الخادعة وهي الأدوات السلبية التي تُستخدم للهروب من الضغوط مثل التدخين والعادات السلبية والأكل العاطفي والإسراف في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتسوق وأدوات الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أدوات النجاة النفسية والتي تنقسم إلى ست أدوات، أولها أدوات معرفية، والتي تتمحور حول المخ فهو العضو الأساسي الذي يجب الاهتمام به من خلال إعادة صياغة الأفكار وأخطاء التفكير، والتفريغ للتخلص من التفكير الزائد من خلال الكتابة، واختبار الواقع لمعرفة أن ما يفكر فيه الإنسان موجود على أرض الواقع، وليس مجرد قصص قام ببنائها داخل ذهنه.
وأضاف أن الأدوات الثانية هي الجسدية والنفسية، من خلال اليقظة بمعنى وعي الإنسان بكل ما يحيط به والشعور به بجميع حواسه والقيام بتمارين التنفس والمشي الواعي، وثالثها أدوات التواصل من خلال وضع العلاقات للحصول على الدعم مع وضع حدود نفسية، ووجود صديق وفي الذي تستطيع أن تتجرد أمامه من كل الأقنعة بالإضافة إلى الحفاظ المساحة الشخصية".
واستطرد النحاس: "رابعها أدوات تنظيم الوقت من خلال ترتيب الأولويات مع وضع الاعتبار أن ترك الأثر ليس مرتبط بالنجومية ولكن ان تكون شخص حقيقي مع وقت إنقاذ يهتم فيها الإنسان بنفسه، وخامس هذه الأدوات هي المشاعر من خلال تسمية الشعور والاستماع للمشاعر، وأخيرًا أدوات المعنى والتي تتضمن الروحانيات وممارسة الامتنان وحديث النفس".
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازي في القاهرة في "بيت السناري" بحي السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحي الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.