قال الفنان خالد النبوي، أثناء ندوته الحوارية بمهرجان القاهرة السينمائي، أن حسين فهمي بالنسبة له أستاذ وصديق، وتعلم منه في الكواليس، التي تكمن بها التفاصيل أهم مما يظهر أمام الشاشة، مشيرًا إلى أنه "كان يطمئنه ويقول له إنه جلس لمدة عامين ينتظر مكالمة عمل، فلا يقلق أو يشغل باله طالما يشعر أنه يؤدي عمله على أكمل وجه".
وأوضح خالد النبوي أنه استمتع بالتمثيل أمام يوسف شاهين، فهو مخرج عبقري، وتأتي عبقريته من اهتمامه بأدق تفاصيل الممثل، وبالحالة الشاعرية في المشهد، إلى درجة تأثير ذلك على طريقة قوله كلمة "أكشن".
ووجه خالد النبوي شكرًا خاصًا لإيناس الدغيدي، حيث وقع معها فيلم "ديسكو ديسكو" قبل أن يطلبه يوسف شاهين للمشاركة في فيلم "المهاجر"، مؤكدًا أنه احتاج للتفرغ الكامل لمدة عام.
وتابع النبوي: "ذهبت إليها وحكيت لها حديثي مع شاهين، فقالت لي اذهب إلى يوسف شاهين فهو أهم مني بكثير، ولا تقلق من العقد سأمزقه بيدي".
وقال خالد النبوي عن إهدائه تكريمه بجائزة فاتن حمامة للتميز إلى عمال السينما، إنه أثناء تصوير فيلم "المهاجر"، كانوا يحضرون لمشهد تفجير يستغرق أقل من 10 ثوانٍ على الشاشة، وكانت ظروف العمل صعبة، والعمال يمشون على حافة صور صغيرة، ويحضرون لأوقات طويلة، فشعر بالخجل والخوف من ألا يؤدي المشهد بشكل صحيح ويضيع مجهودهم.
وتقام ندوة خالد النبوي في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، ضمن أنشطة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46، بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان "من نجم شاب إلى أيقونة سينمائية"، ويدير الحوار الكاتب الصحفي والناقد الفني والسيناريست زين خيري.
يأتي هذا اللقاء احتفاءً بالنبوي، المكرَّم هذا العام بجائزة فاتن حمامة للتميز، تقديرًا لمسيرة فنية امتدت لعقود وخلّفت بصمة مؤثرة في السينما المصرية والعربية، فمن "المهاجر" إلى "الإمام الشافعي"، ومن الأعمال المحلية إلى الإنتاجات العالمية، خاض النبوي رحلة استثنائية رسّخت مكانته كأحد أبرز نجوم جيله وأكثرهم تأثيرًا.
ويستعرض النبوي خلال الجلسة محطات فارقة في مسيرته، ويكشف أسرار أداء شخصياته التي لا تُنسى، كما يتحدث عن تجاربه مع كبار المخرجين والممثلين، وكيف بنى حضورًا يجمع بين الشغف والدقة والاحترافية، مع عرض تفاصيل عمله في أعمال أيقونية مثل "المصير"، "المسافر"، "المواطن"، إضافة إلى مسلسلات مثل "حديث الصباح والمساء"، وصولًا إلى أعماله في السينما العالمية.
وتأتي هذه الجلسة ضمن حرص برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما على تقديم حوارات ملهمة مع رموز الفن، وإتاحة مساحة لاكتشاف خبراتهم ورؤاهم، لينهل منها صناع الأفلام والجمهور على حدّ سواء.
وأُطلقت "أيام القاهرة لصناعة السينما" كمنصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التمويل والتدريب والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين، وتضم عدة برامج ومحاور رئيسية أبرزها ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة، لتصبح إحدى أهم الفعاليات المهنية في المنطقة، لما تقدمه من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب الناشئة.
ويُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، ومعتمد من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، تأسس عام 1976 ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة، ويحرص على الجمع بين البعد الفني والمهني، ما يجعله منصة للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.