محمد هشام عبية: أحب أن أُقلق الرقابة.. ولم أتخل عن شخصيات بنات الباشا بما فيهم المثلية (حوار) - بوابة الشروق
الإثنين 17 نوفمبر 2025 4:53 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

محمد هشام عبية: أحب أن أُقلق الرقابة.. ولم أتخل عن شخصيات بنات الباشا بما فيهم المثلية (حوار)

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 16 نوفمبر 2025 - 11:23 م | آخر تحديث: الأحد 16 نوفمبر 2025 - 11:46 م

تشهد فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، العرض الأول لفيلم بنات الباشا، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، إذ إن الفيلم معالجة سينمائية لنص روائي بالاسم نفسه للكاتبة نورا ناجي، ومن تأليف محمد هشام عبية وإخراج ماندو العدل، ويضم فريق الممثلين: "زينة، صابرين، ناهد السباعي، مريم الخشت، تارا عبود، أحمد مجدي".

ويُعد نص "بنات الباشا"، عملًا مفخخًا بالمناطق الشائكة والشخصيات المثيرة للجدل؛ ما يجعل تحويله إلى عمل سينمائي أمرًا يبدو صعبًا، لذلك يوضح الكاتب محمد هشام عبية في حواره لـ"الشروق"، كيف تعامل مع النص؟

كيف بدأت علاقتك برواية "بنات الباشا"، وما الذي جذبك لتقديمها في شكل فيلم سينمائي؟

علاقتي بدأت بالرواية منذ صدورها عام 2017، قرأتها وكانت مُغرية جدًا لتحويلها إلى عمل درامي، سواء مسلسل أو فيلم، وتعرّفت على نورا ناجي فيما بعد، وفي أول يوم تواصلت معها، أخبرتها أنني سوف أحول هذا النص إلى عمل درامي، وكنت أرغب حينها أن يكون مسلسلًا.

وأضاف: "كنت لا أزال في بداية عملي بمجال السيناريو، ولم يكن اسمي ذو ثقل في السوق لتحمس شركات الإنتاج للأعمال التي أطرحها، لذلك أخذ الأمر بعض الوقت حتى وصل إلى مرحلة الإنتاج".

وتابع: "أكثر ما جذبني في الرواية أنها رواية شخصيات، وعماد أي عمل درامي قوي هو الشخصيات القوية، والأمر الآخر أن الأحداث تدور في طنطا، وأنا من هواة الخروج خارج القاهرة لرواية القصص".

الرواية الأصلية بها قنابل سردية (مثلية جنسية، خيانة زوجية، تخلي عن الحجاب).. كيف تعاملت مع ذلك سينمائيًا؟ وهل كانت الرقابة نُصب عينيك أثناء الكتابة؟

الحقيقة أنا أحب أن أقلق الرقابة، وأشعر أن العلاقة بين الفنان والرقابة، طالما هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر، دورنا أن نُشاغب الرقابة، لأن الفنان بطبعه يحب المساحات الحرة. ولكن في كثير من الأحيان يجب أن نصنع مواءمات أيضًا، وهذا جزء من الاستمتاع أثناء العمل الفني.

وأضاف: "كنت حريصًا على الاحتفاظ بالعناصر الأساسية للشخصيات أثناء هذه المواءمات، مثل الشخصية التي تلعبها صابرين وهي لديها ميول مثلية؛ لم يكن ممكنًا تفريغها من مضمونها أو تغييرها؛ لذلك احتفظت بالصفات نفسها في كثير من الشخصيات، لأني مدرك أن الأمر ليس صراعًا مع الرقابة".

وتابع: "بالفعل كانت هناك ملاحظات من الرقابة في مرحلة السيناريو، ولكن توصلنا إلى حلول عبر النقاشات، والكاتب في هذه الحالة يجب أن يكون مرنًا وصلبًا في آن واحد، لكي لا يضحي بالمشروع مقابل بعض التبديلات".

ما التحديات التي واجهتك أثناء تحويل النص الأدبي إلى سيناريو سينمائي دون أن تفقد الرواية روحها الأصلية؟

هي مسألة معقدة وبها مسارات مختلفة؛ المسار الأول استحضار الروح العامة للرواية وشخصية أو أكثر، وبناء عليها عمل موازٍ، والمسار الثاني الحفاظ على قوام الرواية من شخصيات وأحداث.

وقال: "لكن ما أريد قوله هنا أن الرواية لا تتحول إلى سيناريو لمجرد أنها وُصفت بأنها رواية مشهدية، وأنا ضد هذا المصطلح، وهذا غير جاذب لكاتب السيناريو".

وأضاف: "ما يمسني ككاتب هو الشخصيات، لذلك قوام الشخصيات في فيلم بنات الباشا كما هو في النص، بينما تم تغيير حبكة العمل، واختزال الشخصيات من 10 (في الرواية) إلى 6 (في الفيلم)، لأن لكل عمل نسيجًا تشريحيًا مختلفًا".

وتابع: "وهذا هو التحدي الذي يواجه الكاتب أثناء العمل على نص روائي؛ المهم أن يكون متصلًا به وبشخصياته، ولديه الرغبة في مشاركة الهم المطروح في الرواية".

الرواية تضع المرأة في مركز السرد بكل ما تحمله من رغبات وتناقضات.. هل يمكن اعتبار الفيلم نسويًا؟

لا أرى أنه فيلم نسوي بالضرورة، ولكنه فيلم يناقش قضايا تتعلق بواقع المرأة في المجتمع المصري، وطموحاتها، والتحديات التي تعيشها، ونظرة المجتمع لبعض الفئات من النساء، وهذه الأمور هي التي جذبتني في الرواية.

باعتبار أن الرواية كتبتها امرأة، هل كان في ذهنك وعي خاص بكيفية تقديم تجربة نسوية من منظور كاتب رجل؟

لم أفكر بهذا الشكل، عندما قرأت الرواية "مسّتني" ورأيت في خيالي أبطالها يتفاعلون على الشاشة، هذا كان المحرك، وقررت المحاولة على مدار 7 سنوات تقريبًا لكي تظهر إلى النور.

وأضاف: "أنا في الحقيقة مغرم بالموضوعات التي تكون فيها المرأة هي البطل والمحرك والفاعل، لأني أشعر بقوة الدراما وتأثيرها".

وتابع: "بالتالي كنت متحررًا من فكرة أني كاتب رجل والكاتبة امرأة؛ وكان تركيزي مُنصبًّا على كيفية طرح القضايا المرتبطة بالمرأة بشكل جيد".

وواصل: "ما ساعدني أكثر أن أفكار وقناعات النص متطابقة مع أفكاري، فكان هناك حالة من التواؤم أو التماس مع قناعات الرواية، لذلك لم تواجهني صعوبة أثناء الكتابة".

أين يضع محمد هشام عبية الحد الفاصل بين الجرأة والابتذال؟

أنا في رأيي أن الكاتب يجب أن يكون جريئًا وواعيًا، وأن يعلم هذه الجرأة كيف يمارسها وأين وموجهة لمن؛ لذلك أحاول طوال الوقت أن أكون جريئًا باعتدال ومعتدلًا بجرأة، لكي أستطيع تمرير الأفكار والموضوعات التي قد تبدو مثيرة للرقابة أو للمجتمع بأسلوب ناعم.

وأضاف: "قد يراه البعض "دس السم في العسل"، لكن الحقيقة أنها عملية جعل الشخصيات أكثر إنسانية".

كيف وقع التوافق على اختيار الممثلات؟

اختيار الممثلين حق أصيل للمخرج أو جهة الإنتاج في رأيي، ورأي المؤلف يكون استشاريًا.

وقال: "جميع الأبطال من اقتراح المخرج ماندو العدل، وحدثت نقاشات بيننا، وشاركني بالأسماء لكي نضع تصورًا عن الأنسب للأدوار".

وأضاف: "في رأيي جميعهم قاموا بأداء مدهش وأضاف للنص على الشاشة".

ماذا يعني لك عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي؟

عرض الفيلم في مهرجان القاهرة يشعرني بالفخر، لأنه المهرجان المصري والعربي والشرق أوسطي الوحيد المصنف فئة A، وهو المهرجان المصري الأعرق.

وأضاف: "سعيد أن أول أفلامي يُطرح في المهرجان، والأمر لا يخلو من مشاعر المسئولية والترقب، لأن العمل سوف يُعرض على جمهور أكثر تربصًا واهتمامًا".

وتابع: "آمل أن يكون رد الفعل جيدًا بعد العرض على قدر التعب مع هذا المشروع".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك