أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوزارة السياحة والآثار في جنوب سيناء، إن بلداننا العربية تمتلك ثروة كبرى من المقومات السياحية المتنوعة، من سياحة آثار وسياحة دينية وعلاجية وسفاري ومجتمع البادية وسياحة بيئية وشاطئية وسياحة المؤتمرات والحوافز وغيرها.
وأضاف خلال انعقاد الملتقى العربي للسياحة والسفر ATM 2021 المنعقد في دبي والذي تشارك به مصر بجناح خاص، أن هناك روابط وقواسم حضارية مشتركة بين الدول العربية يمكن استغلالها ومنها حضارة الأنباط وطريق الحج القديم الذي يربط بين مصر والأردن والسعودية وروابط حضارية تجارية عبر الموانئ مثل ميناء الطور القديم وموانئ «الكويت، الإمارات، البحرين، الجزيرة العربية، اليمن»، وكذلك الروابط الحضارية مع شمال إفريقيا.
وأضاف ريحان لـ«الشروق»، أن مصر تمثل الوسطية كما صورها المفكر الكبير جمال حمدان في "شخصية مصر"، فهي قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية في العالم الإفريقي، متابعا أنها "أمة وسطًا بكل معنى الكلمة، في الموقع والدور الحضاري والتاريخي والسياسة والحرب والنظرة والتفكير وسطًا بين خطوط الطول والعرض بين المناطق الطبيعية وأقاليم الإنتاج بين القارات والمحيطات حتى بين الأجناس والسلالات والحضارات والثقافات فهي حلقة الوصل بين المشرق والمغرب".
وأوضح أن مصر كانت قطبًا أساسيًا في حلقات التاريخ، بل مثلت طرفًا في قصة التوحيد بفصولها الثلاثة، فمواطن الأديان التوحيدية كانت في سيناء وفلسطين والحجاز، وقد رسمت مثلثًا قاعدته في سيناء منطلق نبي الله موسى عليه السلام، وكانت مصر ملجأً لنبي الله عيسى عليه السلام وملاذًا لخير البشرية محمد عليه الصلاة والسلام.
وأشار إلى أنه رغم كل هذا المخزون الحضاري ببلداننا العربية لكنها لا تحظى إلا بنصيب ضئيل جدًا من السياحة العالمية، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو عنصر التسويق الجيد الذي نفتقده في عالمنا العربى، مضيفا أن مبادرة "تنشيط وتنمية السياحية البينية العربية" تهدف إلى التسويق السياحي المجتمعي بجانب المؤسسات الحكومية وتشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الترويج عن طريق نشر المقالات السياحية المصورة في صورة أدب الرحلات عن كافة المواقع المتاحة للزيارة وكذلك نشر صور للمواقع الأثرية والسياحية بكافة بلدان الوطن العربي.
وتابع أن مبادرته تشمل تنظيم سلسلة محاضرات للتنشيط والوعي السياحي بالمواقع السياحية بالبلدان العربية بمشاركة أساتذة الآثار والإرشاد السياحي بالجامعات المصرية وكذلك خبراء السياحة والمعنيين بالسياحة، على أن تكون المبادرة "أون لاين" في الوقت الحالي، بمشاركة أكبر عدد من المستثمرين في مجال السياحة في الوطن العربية، إلى جانب البحث عن فرص الاستثمار والتنمية السياحية وعقد ورش عمل وندوات ومعارض بالتبادل بين أقطار الوطن العربي.
ويشارك في المبادرة كل الجهات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والعاملين بالسياحة والمستثمرين، وتُطرح فيها المقومات والتسهيلات السياحية وفرص الاستثمار والتنمية وتؤخذ توصيات تعرض على الجهات الحكومية بعد ذلك وتنيظم مؤتمرات علمية في مجال التسويق السياحي لعرض أحدث التقنيات والآليات في هذا المجال والتعاون مع المؤسسات الإعلامية في بلدان الوطن العربي للمساهمة في التسويق والنشر والإذاعة والإعلان عن كل ما هو جديد من مقومات وخدمات وتسهيلات سياحية.
وأكد أن المبادرة تتضمن تنظيم رحلات تسويقية إلى الدول المستهدفة سياحيًا في أوروبا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا للتسويق وإعادة عرض السلعة بطرق غير تقليدية حتى تأتي بنتائج أفضل ونشر الصور الحقيقية عن البلدان العربية وأمنها.
وذكر أن تكامل المنطقة العربية سياحيًا سيجعل منها أكبر منطقة جذب سياحي في العالم بحيث يتوجه السائح إلى الشرق الأوسط لزيارة كافة بلدانها في رحلة واحدة.