اتهامات وشبهات قتل ثم تأكيد الانتحار.. القصة الكاملة لوفاة «تاجر الجنس» الأمريكي إبستن - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اتهامات وشبهات قتل ثم تأكيد الانتحار.. القصة الكاملة لوفاة «تاجر الجنس» الأمريكي إبستن

رجل الأعمال الأمريكي الشهير بتجارة الجنس واستغلال القاصرات جيفري إبستين
رجل الأعمال الأمريكي الشهير بتجارة الجنس واستغلال القاصرات جيفري إبستين
منال الوراقي
نشر في: السبت 17 أغسطس 2019 - 7:47 م | آخر تحديث: السبت 17 أغسطس 2019 - 7:47 م

مثلما أثار رجل الأعمال الأمريكي، الشهير بتجارة الجنس واستغلال القاصرات، جيفري إبستين، الجدل خلال حياته، كان الأمر نفسه عند وفاته التي أصبحت لغزًا يشغل العالم بعدما وجد متوفيًا في زنزانته داخل السجن الفيدرالي بنيويورك في العاشر من أغسطس الجاري، بعد اعتقاله في 6 يوليو تمهيدًا لمحاكمته.

كانت أولى تفسيرات الوفاة هي أن إبستين أقدم على الانتحار بعد محاولة أولى فاشلة، ولكن بعد ساعات قليلة ثارت الشكوك حول احتمالية قتله، خاصة في ظل وجود شبكة علاقات سابقة كونها إبستين خلال حياته قد تضع مسؤولين كبار في موضع شبهات، على رأس هذه القائمة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

 

 

- البدايات المهنية

ولد جيفري إبستن، في بلدة بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، في 20 يناير 1953، وبالرغم من عدم استكماله مرحلة التعليم الجامعي، لكنه وصف بأنه موهوب في الرياضيات، ومكنته قدراته من الحصول على وظيفة مدرس رياضيات وفيزياء في مدرسة دالتون الخاصة في نيويورك، قبل أن ينتقل للعمل في القطاع المالي، في عام 1976، بشركة خدمات مصرفية استثمارية، ليصبح بعد أربع سنوات أحد الشركاء فيها.

استكمل إبستن حياته المهنية في مجال التمويل، قبل تشكيل شركته الخاصة المتخصصة في مجال إدارة الاستثمارات، في عام 1982، ليعيد تأسيسها في جزر العذراء الأمريكية لأغراض ضريبية، في عام 1996، وبفضل الكاريزما والذكاء الذين تمتع بهما نجح في جذب كبار الأغنياء حول العالم، وفقًا لشبكة «بي بي سي» البريطانية.

- إبستين.. تاريخ من القضايا الجنسية

بدأ ارتباط اسم جيفري إبستين بالقضايا الجنسية مع بدايات الألفية الثالثة، بعد رفع عدة دعاوى قضائية ضده تتهمه باستغلال فتيات قاصرات وإجبارهن على العمل في مجال ما يعرف "بالعبودية الجنسية".

ففي أبريل 2005، تقدمت سيدة بشكوى لدى الشرطة تتهم فيها إبستن بالاعتداء الجنسي على ابنة زوجها البالغة من العمر 14 عامًا، لتبدأ شرطة بالم بيتش بولاية فلوريدا، التحقيق مع إبستين، وبمجرد مداهمة منزله عثرت الشرطة على عدد كبير من الصور لفتيات عاريات بعضهن صغيرات السن، وعثروا على أشياء ومقتنيات كلها متعلقة بالجنس.

وأوضح رئيس الشرطة حينها أن التحقيق كشف ارتباط إبستين برويات لأكثر من 50 فتاة يحكين التفاصيل نفسها، وبعد التحقيق والادعاء ومفاوضات الإقرار بالذنب، أقر إبستين بالذنب وأُدين، في يونيو 2008، من قبل محكمة ولاية فلوريدا بتهمة الدعارة وبتكليف فتاة دون السن القانونية لممارستها وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

لكن المدعي العام بالولاية حينها ألكسندر أكوستا، (أصبح وزيرًا للعمل ثم استقال خلال إدارة ترامب بعد كشف دوره في اتفاق مع إبستن)، أبرم اتفاقًا مع محامي المتهم يقر خلاله إبستين بتهمة صغيرة ليسجن بعدها لمدة 18 شهرًا فقط، ويدرج اسمه في سجل المتهمين بجرائم جنسية، قبل أن يفرج عنه بعد 13 شهرًا، لحسن السير والسلوك.

وبعد عقد كامل من الزمن، تم إعادة فتح التحقيق في القضية، لكن التهمة الجديدة ليست استغلال قاصرات بغرض الدعارة بل تهريب بشر لأغراض الجنس، ليتم اعتقال إبستين في السادس من يوليو 2019، بعد عودته من باريس على متن طائرته الخاصة، بفضل مداهمة رجال المباحث الفيدرالية، مسكنه الفخم في مانهاتن، الذي ارتكبت فيه أغلب الانتهاكات، وصادرت الشرطة كثير من الوثائق التي تدينه، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

- محاولات انتحار متكررة

قبل أسابيع، وتحديدًا في 23 يوليو، وجد إبستن فاقد الوعي في زنزانته، وعلى رقبته جروح تشير إلى محاولة انتحار، خلال احتجازه في انتظار محاكمته، ليتم وضعه بعدها تحت رقابة صارمة، لتجنب تكرار حادثة الانتحار، على أن يلقي حراسه نظرة فاحصة عليه في زنزانته كل ثلاثين دقيقة.
ولكن في صباح السبت 10 أغسطس، عثر عليه ميتًا في زنزانته، ما أثار تساؤلات حول سبب الوفاة في ظل وجود حراسة شديدة عليه.

- قتل أم انتحار؟

جاءت وفاة إبستن بعد ساعات قليلة من كشف محكمة استئناف فيدرالية ما يقرب من 2000 صفحة من السجلات المتعلقة بملف قضاياه، والتي تثبت وجود علاقة ما تربطه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والأمير البريطاني أندرو، ما أثار الشبهات، والمطالبات بتفسير سبب الوفاة.

بعد ذلك كشفت صحيفة «ذا واشنطن بوست» الأمريكية التقارير الأولية لتشريح الجثة، والتي أفادت بأن الراحل تعرض قبل وفاته لكسور في عظام الرقبة، بما فيها كسر العظم اللامي، موضحة أن هذه الإصابات قد تكون نتيجة للانتحار، إلا أنها تميل أكثر للقتل خنقًا.

والذي دعم فرضية أن إبستن قتل ولم ينتحر؛ التقارير التي ذكرت فيها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين حكوميين، أن حارسي السجن المكلفين بحراسة إبستن، في السجن شديد الحراسة، كانا نائمين لمدة ثلاث ساعات، في الليلة التي توفي فيها.

واستمرت التكهنات حول سبب الوفاة والتي وصلت إلى توجيه أصابع الاتهام للرئيس الأمريكي الحالي ترامب، والسابق بيل كلينتون والأمير البريطاني أندرو، ولكن ذلك دون تقديم أي أدلة، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

- ترامب.. علاقة طويلة انتهت بنفيها

ربطت إبستين بدونالد ترامب، علاقة صداقة دامت لأعوام طويلة، أظهرتها الصور المتداولة التي تجمعهما في مراحل عمرية مختلفة، وفي عام 2002، تحدث عنه ترامب قائلًا: "أعرفه منذ 15 سنة، إنه شخص هائل، صُحبته مليئة بالمتع، إنه يحب النساء الجميلات مثلي تمامًا، وهو يميل إلى النساء صغيرات السن، جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية دون شك".

وبعد إلقاء القبض على إبستن بثلاثة أيام تنصل منه ترامب قائلًا: "لم أكن من محبي إبستين ولم أتحدث معه منذ 15 عاما"، كما كان لترامب واقعة مرتبطة بقاضايا إبستن، فمع بداية انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016، رفعت فتاة دعوى ضده تتهمه باغتصابها عندما كانت مراهقة، في إحدى حفلات إبستين في صيف 1994، قبل أن تتنازل عنها لتلقيها تهديدات بحسب ما نقلت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، عن محاميها.

ولكن عقب وفاة إبستين نشر ترامب تغريدة مثيرة للجدل يلمح فيها إلى مسؤولية الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، فيما حدث!

- بيل كلينتون.. لوحة مثيرة للرئيس السابق

جمعت إبستن ببيل كلينتون، علاقة صداقة في شبابهما، وزاره أكثر من مرة في منزله الذي شهد معظم جرائمه الجنسية، وفي تصريحه عقب القبض على إبستن، أفاد كلينتون أنه قام بأربع رحلات على متن طائرة الراحل الخاصة توقف خلالها في عدة محطات، كما التقى به في اجتماع عام 2002، وفقًا لصحيفة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

وحيال الاتهامات الموجهة لإبستين، أصدر كلينتون بيانًا، قال فيه إنه "لم يعرف شيئًا عن تلك الجرائم المروعة، التي أقر إبستين بارتكابها في فلوريدا قبل عدة أعوام، أو تلك التي اتهم فيها مؤخرًا في نيويورك"، مضيفًا أنه لم يتحدث مع إبستين منذ أكثر من عشر سنوات.

وفي منزل إبستين بنيويورك عثر على لوحة زيتية مثيرة، لبيل كلينتون في فستان نسائي أزرق يكشف أجزاء من جسده وحذاء أحمر وهو على كرسي في البيت الأبيض، وكان الفستان مشابها لذاك الذي ارتدته مونيكا لوينسكي، التي كانت محور لفضيحة سياسية أمريكية شهيرة مع بيل كلينتون، حين انفجرت علاقتهما "الجنسية" داخل مقر الرئيس، والتي أدت لمحاكمة بيل كلينتون في العام 1998، حتى كادت تتسبب بعزله، قبل أن يقدم اعتذاره عنها، ويبرأه الكونجرس، وفقًا لمجلة «نيويورك بوست» الأمريكية

- الأمير أندرو.. اهتمامات مشتركة

أما الأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، وشقيق ولي العهد الحالي، فقد جمعته بإبستن علاقة صداقة، لم تظهر للعلن كثيرًا، وفي قضايا استغلال الفتيات القاصرات التي وجهت لإبستين، ادعت إحدى المشتكيات أن الأمير أندرو أقام علاقة جنسية معها، ولكن قصر باكنجهام نفى الادعاء بشدة في عام 2015، لتعود اتهامات الأمير أندرو مجددًا إلى الأضواء بعد أن تم رفع السرية عن ألفي صفحة من أوراق الدعوى المرفوعة ضد رجل الأعمال الأمريكي الراحل.
ونشرت وسائل الإعلام الأمريكية وثائق تضمنت شهادات عدد كبير من الضحايا وضباط الشرطة الذين حققوا في القضية، ومن بينها شهادات فتاتين، واحدة اتهمت الأمير بالاعتداء الجنسي عليها وأخرى اتهمته بالتحرش.

- السلطات تحسم الجدل

وردًا على كل التساؤلات والتكهنات في الولايات المتحدة، أكد وزير العدل الأمريكي ويليام بار، أن وفاة إبستين طرحت تساؤلات يجب الإجابة عنها، وأمر النائب العام، في 13 أغسطس، بفتح تحقيق موسع في القضية، وبعد ستة أيام من العثور على الجثة كشفت نتائج تشريحها، اليوم السبت، أنه أقدم على الانتحار شنقًا، مستخدمًا غطاء سريرًا لشنق نفسه، وفقًا لصحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية.

- الاتهامات تلاحقه.. رغم رحيله

لم تتوقف الدعاوى القضائية التي ترفع ضد إبستن، حتى بعد رحيله، إذ تقدمت سيدتان لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة المحلية في مانهاتن، مساء الخميس، لتعرضهما للإساءة الجنسية من قبل الراحل، مطالبين فيها بتعويض قدره 100 مليون دولار من أمواله، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «رويترز».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك