ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن جيبوتى بصدد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع المملكة العربية السعودية يسمح للأخيرة ببناء قاعدة عسكرية فى البلد الواقع فى منطقة القرن الأفريقى، فى ظل انتهاج الرياض نهجا أكثر صرامة فيما يتعلق بالأمن الإقليمى.
وقال محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتى فى مقابلة مع الصحيفة، أمس، إن «الرياض وقعت، العام الماضى، اتفاقية أمنية مع حكومة بلاده، وأعقبها اتفاقية تعاون قضائى، الشهر الحالى، كجزء من استعدادات بناء القاعدة».
وأضاف يوسف: «إننا ماضون نحو التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكرى قريبا فى الرياض»، واستدرك قائلا: «لا أستطيع أن أعطيكم تفاصيل لأنه شأن عسكرى سرى. ولكنكم سترون الأمر عندما يتم».
ولم يتسن، حسب «فاينانشيال تايمز»، الحصول على تعليق من المسئولين السعوديين على ذلك الأمر.
ونوهت الصحيفة بأن سواحل جيبوتى على البحر الأحمر تقع قبالة اليمن حيث يقود تحالف بقيادة السعودية داعم للحكومة اليمنية الشرعية حربا ضد المتمردين الحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن سعى الرياض لعلاقات أوثق مع جيبوتى يتزامن مع محاولات المملكة إلى جمع الدول السنية فى تحالف كبير إظهارا للقوة وللحد من الاعتماد على الدعم العسكرى الغربى، وأيضا لمواجهة التدخلات الإيرانية فى الصراعات بالعالم العربى.
إلى ذلك، فيما ذكر وزير خارجية جيبوتى إن «أول قاعدة صينية خارج الصين يجرى بناؤها فى بلاده ومن المزمع افتتاحها العام الحالى»، أرجع السبب لعدم استضافة قاعدة عسكرية روسية إلى أن حكومة بلاده لا تريد أن «تصبح البلاد ساحة لحرب بالوكالة».
وتستضيف جيبوتى بالفعل منشآت عسكرية أمريكية وفرنسية، إذ يوجد بها القاعدة الأمريكية الوحيدة فى افريقيا والتى تستخدمها واشنطن فى عملياتها الإقليمية فى مكافحة الارهاب، وتضم 4 آلاف جندى، ومرافق لتسيير طائرات بدون طيار «درونز».