نسمع الكثير من الأحاديث عن مستقبل وسائل التنقل والمدن الذكية وغيرها من الابتكارات المصممة لجعل المدن ووسائل النقل داخلها أكثر عملية وسهولة فى السنوات المقبلة، وعلى الرغم من ذلك لا تزال النماذج الملموسة على أرض الواقع قليلة وبعيدة المنال لكن هذا الحلم سيصبح حقيقة فى مدينة Grenoble الفرنسية حيث ستقوم شركة تويوتا فى أكتوبر القادم بالقيام بتجربة لمدة ثلاث سنوات تتمحور حول مفهوم التنقل الذكى تحت مشروع يعرف باسم Cite lib by Ha:mo وهو اختصار لمفهوم تناغم وسائل النقل وهو ثانى مشروعات تويوتا والأول خارج اليابان.
وتقضى تفاصيل المشروع بتوفير تويوتا 70 مركبة كهربائية مدمجة للاستخدام وهى مركبة COMS بأربع إطارات ومركبة تويوتا i-ROAD والتى تتسع لراكبين وبثلاث عجلات مع تقنية الحفاظ على المسار النشط التى تعتبر طريقة جديدة تماماً فى القيادة حيث يتم التحكم فى المركبة من خلال ذراعين كما فى رياضة التزلج على الجليد.
وكلا المركبتين بشكل عام يوفرا بشكل عام التنقل بشكل بسيط وعملى ونظيف وتجمع هذه المركبات بحجمها المدمج بين سهولة التحكم للدراجة النارية والراحة والثبات التى تتيحها فضلاً عن توفيرها للمساحة المخصصة للركن مقارنة بالسيارات، ومن خلال27 محطة شحن تقوم بإدارتها شركة Sodetrel التابعة لشركة كهرباء فرنسا EDF سيمكن لمستخدمى هذه المركبات تركها فى تلك المحطات لكى يتم شحنها انتظارا للراكب التالى.
وتكمن الفكرة الأساسية وراء هذا المخطط إلى تمكين الركاب من القيادة لقطع الكيلومترات الأولى أو الأخيرة من رحلتهم لتحقيق مزيد من المرونة وتوفير الوقت، وبالتالى يسهم ذلك فى الحد من الاختناقات المرورية والتلوث وتحسين نقاء الهواء فى المدن.. ووفق المعلومات التى صرحت بها الشركة فمن المقرر بداية من أول الشهر القادم السماح لأى شخص يتخطى عمره الثامنة عشرة ويمتلك رخصة قيادة سارية تسجيل نفسه فى منظومة Cite lib ليتم وصله بمركبات تويوتا الكهربائية ومن ثم يمكنه الحصول على التطبيق الخاص بهذه الخدمة على هاتفه المحمول أو الأجهزة اللوحية والكمبيوتر ليعرف من خلال التطبيق أماكن المركبات المشحونة والجاهزة للعمل والتى يمكنه استخدام أى منها والمثير أيضا أن بإمكانه ترك المركبة التى قام باستخدامها فى اقرب محطة شحن حيث لا تلزمك الشركة بإعادتها الى نفس مكان الانطلاق وهو ما يرسخ من فكرة التنقل الذكى.
المميز فى المركبتين اللتين تقدمها تويوتا هو الحجم فهما اكبر من الدراجة النارية قليلا ولكن يوفرا ميزة القفص الخارجى الذى يقوم بتوفير احساس بالامان والخصوصية لمن فى الداخل مع عزله عن الاتربة والامطار وهى الميزة التى تفتقر لها الدراجة النارية، وبنهاية هذه التجربة العملية سيتم جمع جميع المعلومات والبيانات والمشاكل التقنية التى يمكن ان تكون واجهت المستخدمين سواء أثناء استقلالهم للمركبات او انظمة اعادة شحن البطاريات ليتم تحليلها بعد ذلك بعد دراسة سلوك المستخدمين والعمل على تقديم وسيلة على درجة عالية من الكفاءة والفاعلية للتنقل الذكى فى المستقبل.