شهدت مدينة الأقصر، افتتاح فعاليات الدورة 12 من مهرجان التحطيب القومي، بساحة مسجد أبي الحجاج خلف معبد الأقصر.

وشارك في المهرجان العديد من فرق الفنون الشعبية من محافظات الصعيد، منها فرقة الأقصر، وقنا، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وملوي، وبني سويف، والشرقية، كما شارك العديد من الفرق الموسيقية أيضا بالمهرجان مثل فرقة الأقصر للآلات الشعبية، وفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي.

وشهدت أولى فعاليات المهرجان، إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من السائحين وأهل الأقصر، كونه يقام لأول مرة بساحة مسجد أبي الحجاج منذ أزمة جائحة كورونا، التي حالت دون إقامة الفعاليات في عامي 2019، و2020، والتي كانت فيها ساحة المسجد هي الموقع الرئيسي لانطلاق فعاليات المهرجان كل عام.

وقال الفنان أحمد الشافعي، رئيس المهرجان، إنه تم تأسيسه على يد المخرج الراحل عبد الرحمن الشافعي، واختار ساحة مسجد أبي الحجاج وسط مدينة الأقصر، باعتبارها الساحة الأشهر في المحافظة، وباعتبار أن اللعبة تقدم في الساحات والموالد، وتم اكتشاف اللعبة من خلال النقوش الموجودة على الملاعب الفرعونية، وعلى مقابر بني حسن في المنيا.

وأوضح الشافعي، لـ"الشروق" أن لعبة التحطيب هي لعبة فرعونية أساسها القوة والدفاع عن النفس والفرد والجماعة والتدريب على القتال، والإحساس بالزهوة والانتصار، وتعد العصا جزء من اللعبة وكيانه وشخصيته واعتزازه بنفسه، وقدرته وعزوته في وسط أهله، لذلك العصا تم استلهامها وتقديمها في فرق الفنون الشعبية، ويعتبر الاستعراض بها هو الأكبر والأشهر في استعراضات فرق الفنون الشعبية.

وأشاف الشافعي، أنه يشارك في هذا المهرجان كل فرق الفنون الشعبية التي تستعرض بالعصا من بداية محافظات وجه قبلي اعتبارًا من بني سويف، والمنيا، ملوي، أسيوط، سوهاج، قنا، والأقصر البلد المستضيف، بالإضافة إلى الجديد في المهرجان هذا العام، وهو مشاركة فرقة الشرقية للفنون الشعبية، يقدموا أفكار جديدة ستنال إعجاب الجمهور، خلال 5 أيام تستضيف فيهم الأقصر فعاليات المهرجان.

وتابع: "سيقدم المهرجان لعبة التحطيب في توقيتها الطبيعي للجمهور خلال أيام الفعاليات وهي منذ الساعة الثالثة عصرًا حتى الساعة الساعة الخامسة مساءًا، ثم يليها عروض لفرق الفنون الشعبية المتنوعة ما بين المحافظات".

وأشار رئيس المهرجان، إلى أن لعبة العصا أو التحطيب تختلف في دورها ما بين محافظة لأخرى ويعرف هذا مشايخ اللعبة الذين يشرفوا عليها خلال أيام المهرجان، حيث أنهم على ارتباط وثيق بالمهرجان منذ أيام الراحل المخرج عبد الرحمن الشافعي، بعد ذلك توقف المهرجان بسبب جائحة كورونا ثم عاد مرة أخرى العام الماضي، وأقيمت فعالياته بقرية حسن فتحي في مدينة القرنة بالبر الغربي، والعام الحالي عادت لموقعها الطبيعي والرئيسي وهو ساحة مسجد أبي الحجاج أمام معبد الأقصر.

ونبه إلى أن عدد اللاعبين الأكبر في المهرجان يكون دائمًا من محافظة الأقصر باعتبارها البلد المضيف، وباعتبار أن أبناؤها على مدى عالي جدى من المعرفة بهذه اللعبة نظرا لتمسكهم بها وممارستها في الموالد والمناسبات الشعبية المختلفة التي تشهدها المحافظة.

وأكد أنه تم ابتكار فكرة المهرجان لتأصيل تراث لعبة التحطيب لأنها لعبة بحتة لا يلعبها إلا محافظات وجه قبلي على مستوى العالم، لذلك عد المهرجان قوميًا، ولأنها لعبة مهمة جدًا ومشهورة للغاية، وتعد عنوانًا للشخصية والهوية المصرية الصعيدية، ويكفي أن الجلباب والعمة هما التكوين الأساسي في الزي الرسمي والوحيد الذي يستطاع به ممارسة هذه اللعبة.