بين العطاء والحق والواجب.. كيف فرقت الشريعة الإسلامية بين الميراث والوصية والهبة؟ - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين العطاء والحق والواجب.. كيف فرقت الشريعة الإسلامية بين الميراث والوصية والهبة؟

منال الوراقي
نشر في: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 6:30 م | آخر تحديث: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 6:30 م

في الفترة الأخيرة، شهدت محافظات مصرية جرائم عديدة، كان بطلها الخلافات الأسرية حول "الميراث"، فقتل طفل عمه بسبب استيلائه على ميراثهم، وحاول شقيقان إلصاق تهمة مخلة بالشرف بشقيقتهما بتصويرها عارية مع صديقهما، وآخر قتل شقيقه، فيما أنهى رجل حياة نجلي شقيقه أمام والدهما ثم شرع في قتله، ومُسن أحرق زوج شقيقته حتى الموت، وشاب قتل حفيد عمه انتقاماً منه.

في مصر، التي تسري فيها أحكام الشريعة الإسلامية خلال تقسيم ممتلكات الشخص المتوفي، عادة ما تكثر الخلافات على "الميراث"، وخاصة في الأرياف والصعيد وداخل العائلة الواحدة، لمنع الورثة من حقوقهم، ولعل الحالات الأكثر جدلا كانت تكمن في منع "توريث البنات"، وهي القضية الخلافية، التي ستظل الأبرز في الخلافات القائمة على "الميراث".

قبل الشروع في فهم القضايا الخلافية القائمة بسبب المواريث، تنصح دار الإفتاء على صفحتها الإلكترونية والرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي بأنه يجب على المسلمين التعرف أولا على الفرق بين الهبة والوصية والميراث، وهي النقاط التي يكثر حولها الخلاف.

• الهبة
وفقا لدار الإفتاء، فـ"الهبة" هي ما يدفعه الواهب إلى الموهوب له في حياته ويصير للموهوب له كامل التصرف، ويجوز للرجل أن يفرق بين أبنائه فى العطية أو الهبة بما يراه مناسبا لهم، فالإنسان له كامل الحرية فى التصرف فى ماله الشخصى المملوك له حال حياته.

ولكن، الهبة لا تقسم مثل الميراث، لأن الميراث له قواعد مذكورة فى القرآن الكريم، أما الهبة فالإنسان له كامل الحرية فى أن يتصرف فى ماله كيفما يشاء، حتى وإن أعطى أحد أبنائه مالا أكثر من إخوته، إلا أن التسوية بين الأبناء من باب السُنة والمستحب، فيجب على الأب أن ينتبه حتى لا يُحدث مشاحنة بين الأبناء.

• الوصية والوصية الواجبة
أما الوصية فلا تُنفذ إلاّ بعد موت الموصي، وتصير ملكًا للموصى له بمجرد الموت، ولا تجوز الوصية إلّا بمقدار الثلث أو أقل، ولكن يجوز أن يهب المرء كامل ما يملك، والوصية اختلف العلماء في إعطاء الوراث جزء منها، أما الهبة فلم يختلفوا في إعطائه منها.

وأما الوصية الواجبة فهناك شرطان لاستحقاقها، وفق رأي أمانة الفتوى بدار الإفتاء، وهما أن يكون الأصل قد مات في حياة أبيه أو أمه، أي أن الأب أو الأم ماتا في حياة الجد أو الجدة، والثاني ألا يكون هذا الفرع مستحقًا لأي جزء من أجزاء التركة بأن يوجد من يحجبه من الميراث.

وقد سُميت الوصية الواجبة بهذا الاسم لأن الجد أو الجدة عندما ماتا ولم يوصيا لأحفادهما حتى يأخذون حق أبيهم أو أمهم من التركة جعل القانون عليهما أن يأخذا من تركتهما بمقدار ما كان سيرث ابنهما أو ابنتهما ويعطيا لأبنائهم الذين ليس لديهم حق في تركة جدهم أو جدتهم.

• الميراث
وفقا لدار الإفتاء فالميراث هو التركة والإرث الذي يذهب لأشخاص معينة حددهم الشرع بعد وفاة المورث، وهو أمر إجباري لا يمكن منع الأشخاص من الحصول عليه إلا بتنازل منهم، فالإرث في اللغة هو انتقال شيء عيني كأن تكون أرض أو مجوهرات، وربما غيرها من شخص إلى آخر بعد موته، وفي الاصطلاح هو استحقاق وتقسيم جزء من تركة الشخص المتوفى على شخص أو مجموعة أشخاص تربطهم به علاقة قرابة أو وصية أو غير ذلك.

وقد قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال لقاء على صفحة دار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الميراث معناه نصيب مُقدر شرعًا لوارث بعد تحقق الوفاة، ففي لحظة خروج الروح يسمى مال الشخص الذي تركه ميراثا، وحينئذ لا يُمكن أن ينفذ فيه إلا الأنصبة والمواريث المقدّرة شرعاً في "سورة النساء".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك