مثقفون يعددون مميزات بهاء طاهر: رقي إنساني وإبداع متفرد - بوابة الشروق
الخميس 4 سبتمبر 2025 5:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مثقفون يعددون مميزات بهاء طاهر: رقي إنساني وإبداع متفرد

تصوير: سلمى محمد خضر
تصوير: سلمى محمد خضر
أسماء سعد
نشر في: الجمعة 20 يناير 2023 - 7:32 م | آخر تحديث: الجمعة 20 يناير 2023 - 7:32 م

عبدالله السناوي: كان مشغولا بالتاريخ وتناول هزائم المثقفين

زين العابدين فؤاد: كان له بصمة وتأثر على كافة أبناء جيله

 أميرة أبو المجد: لا يزال بيننا ليس بكتابته فقط وإنما بأثره الإنساني أيضا

أحمد بدير: التواضع صفة أساسية لديه.. وبيته كان مفتوحا أمام الجميع

محمد توفيق: كان دائم التفاعل مع كل الثقافات في العالم

إشادات بالغة بالرقي الإنسانى، والإبداع الأدبى، والمنجز الفكرى، توجه به مجموعة من المفكرين والأدباء، للكاتب الكبير بهاء طاهر، وذلك فى اللقاء المفتوح الذى نظمته دار الشروق الثلاثاء الماضى، بعنوان «فى حديقة غير عادية» بحضور أسرته، خلال أجواء الاحتفاء بذكرى ميلاد الأديب الراحل.

بداية، قالت أميرة أبو المجد، العضو المنتدب لدار الشروق: إن الكاتب الكبير بهاء طاهر لا يزال بيننا، ليس بكتابته فقط، وإنما بأثره الإنسانى أيضا، ولمسنا ذلك ليس فى التعامل معه عن قرب فقط، وإنما من ذات الانطباع الذى تشكل لدى الكثيرين والعديد من الأشخاص الذين تعاملوا معه، مواقفه كلها يجب أن تروى لأنه لا خلاف على أثره كأديب، وإنما نحتاج مزيدا من تسليط الضوء والحكى عن أثره الإنسانى.

بعدها قال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى: إن شخصية بهاء طاهر تظهر فى رواياته بشكل أو بآخر، نظرته للحياة، الشخصيات التى يقع عليها اختياره، كلها مرتبطة بمراحل فى حياته، يجب التوقف عند محطات تعكس شخصية بهاء طاهر وعلاقته بأدبه، منها: لم أكن أعرف أن الطواويس تطير، وواحة الغروب، الحب فى المنفى، فمن خلال تلك الأعمال يمكن اكتشاف عالم بهاء طاهر.

أضاف السناوى، عند النظر إلى واحة الغروب، يظهر لنا على الفور أن بهاء طاهر قد درس التاريخ، وكان مغرما به واعتبره جزءا من شخصيته، سواء بالدراسة أو بالاهتمام والانتماء، وفى واحة الغروب نلمس عملا قويا وحاضرا على الدوام من حيث كل جوانبه، استدعى الكثير من الأحداث التاريخية، ونصوصه تعكس عن فكره الخاص، وفى عديد من أعماله الأدبية نجد موقفه حيال بلاده ورغبته فى تحسن أحوالها ظاهرا على الدوام، يظهر ذلك جليا بمطالعة الحب فى المنفى.

واستطرد أن بهاء طاهر كان لديه شعور دائم بوطأة التاريخ، وتحسب لفكرة المثقف المهزوم، وكانت شواغله كمثقف واهتمامه بأزمات المثقفين حاضرة على الدوام، واعتبر أن كتابه «أبناء رفاعة»، هو ثانى أهم كتاب بعد مستقبل الثقافة فى مصر عن أفق الحل لأزمات المثقفين، لأننى أرى فى طاهر أحد المتيمين بشدة بعميد الأدب العربى طه حسين.

فيما قال الروائى والدبلوماسى محمد توفيق، من المهم أن أجيالنا المتلاحقة تكون على تواصل دائم مع الإنجاز الأدبى والفكرى الكبير للكاتب بهاء طاهر، وقد تعرفت على طاهر فى جينيف حينما كنت بالبعثة الدائمة للأمم المتحدة، وكان هناك حينها لتتولد بيننا صداقة أعتز بها، ولقاءات الخارج مع بهاء طاهر تختلف عن حالة لقائه بالداخل.

وأوضح، حينما كنت ألتقى ببهاء طاهر فى مصر، كانت هناك أمور كثيرة تتداخل، تتعلق بانغماس الإنسان فى خضم الأحداث الداخلية والمشاعر المتلاحقة، ولكن فى الخارج، الرؤية تكون مختلفة تماما، وتلك الفكرة مهمة للغاية فى أدب بهاء طاهر، وعند الحديث عن شخص هذا الكاتب الكبير، نجده يجمع ما بين عدد كبير من العناصر المتناقضة، فمن جهة، هو إنسان واسع الثقافة ويفكر فى الأمور بعمق شديد، ولكن فى الوقت ذاته، لا يحب الحديث باستفاضة، الاقتضاب الشديد واختيار الجملة بعناية التى تصف أفكارا كثيرة.

وتابع بعدها أن حديث طاهر لم يكن يخلو من السخرية، والفكاهة رغم جديته الشديدة، وكان بهاء طاهر إنسانا شديد الهدوء، ولكنه الهدوء الذى يغلف تفاعلات كثيرة وعديدة، وحينما تجلس معه تدرك ذلك على الفور، حيث تجد إنسانا له عقل نشط يعج بالتفاعلات، ولكن فى هيئة إنسان يشعر ويدرك بقيمة الإنسانية والمأساة البشرية.

وواصل: كان دائم التفاعل مع كل الثقافات فى العالم، ولكن من جذور مصرية أصيلة، وحينما أقصد مصر فى فكر بهاء طاهر، نجدها بكل طبقاتها ومراحلها بإبداع شديد الإمتاع والثراء.

كما سرد أحمد بدير، مدير مؤسسة دار الشروق، مواقف كانت تجمعه ببهاء طاهر، حيث قال إن علاقته به طغى عليها الطابع الإنسانى، و«أذكر أثناء عودته بعد حصوله على جائزة البوكر فى العام 2008 التى كان لها قيمة مالية وأدبية كبيرة أقمنا له حفلة ضخمة فى دار الشروق، ووسط هذا الاحتفاء الكبير وجدناه فى أبسط حالاته رغم أنه كان حينها هو «النجم الأوحد» بهذا الحدث».

وتابع أن الموقف الآخر كان فى منزله، حينما كانت هناك رغبة فى إنتاج واحة الغروب كمسلسل، كنا نريد الحصول منه على إمضاءات ضرورية، ذهبت إلى منزله، وجدت أحد الأشخاص يتجول بحرية شديدة فى منزل بهاء طاهر، ويطالع الكتب ويسحبها من مكتبته، وبعدما انتهى هذا الغريب من لقائه مع بهاء طاهر، فسألت الأخير عن هذا الذى له قدر هائل من الحميمية وحرية التجول فى منزله، فأجابه: «لا أعرفه».

وقال الشاعر زين العابدين فؤاد، إن الكثيرين يتحدثون عن أعمال وكتب بهاء طاهر، ولكنى أريد أن أتحدث عن بهاء طاهر نفسه ككتاب إبداعى، حيث عرفته فى العام 1961، تعرفت عليه فى شارع شريف بمنطقة وسط البلد، ولم يكن هناك أحد من جيل بهاء طاهر، لم يكن للأخير عليه بصمة وتأثير فى عمله وحياته.

وأردف بالقول: بهاء طاهر كان شديد التواضع، رغم إبداعاته وترجمة أعماله فى أوروبا، واستحضر بشأنه كون بهاء طاهر هو «الكاتب الضمير»، كلنا كنا نلجأ إليه فى أمور عديدة باعتباره صوتا مخلصا وضميرا حقيقيا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك