قال وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر علام، إن إعلان بدء توليد الكهرباء من سد النهضة "يستهدف الداخل الإثيوبي"، موضحا أن تشغيل توربين واحد فقط من إجمالي توربينين انتهت أديس أبابا من تركيبهما يعد "فشلا كبيرا للحكومة الإثيوبية".
وأضاف علام أن السعة الحالية لسد النهضة مع تشغيل توربين واحد فقط لن تمكِّن إثيوبيا من توليد أكثر من 50 ميجاوات فقط، موضحًا أن "الحديث عن إنتاج 375 ميجاوات يشار بها إلى السعة القصوى لقدرة التوربين، ومن غير الممكن حاليًا الوصول إليها".
وعن تأثير هذه الخطوة على مصر والسودان، قال علام، لـ"الشروق": "التأثير الإيجابي أن المياه التي خزنتها إثيوبيا خلال العامين الماضيين ستعود إلينا"، مضيفًا: "والسؤال هنا لإثيوبيا: لماذا حجزت المياه كل هذه المدة دون استخدام، ومن ثمَّ فقْد جزء من المياه نتيجة للبخر والتسرب دون أن يستفد منها حتى الشعب الإثيوبي".
وتابع: "أما السلبيات تتمثل في أنها خطوة أحادية دون اتفاق أو تنسيق أو حتى تبادل للمعلومات".
وأضاف وزير الري الأسبق أن استخدام المياه يعني تفريغ جزء من بحيرة تخزين سد النهضة، ومن ثمَّ تجفيف الممر الأوسط، الذي تمر منه المياه حاليًا باتجاه مصر والسودان، ما يعطي إثيوبيا فرصة للتعلية تمهيدًا للملء الثالث، وهو ما يزيد المشهد تعقيدا، في ظل وضع عالمي مأزوم "ومافيش حد فاضي لحد"، بحسب تعبيره.
واستبعد علام أن يكون بدء توليد الكهرباء خطوة نحو عودة إثيوبيا إلى المفاوضات المتوقفة منذ شهور مع مصر والسودان، قائلًا: "لا أعتقد أنها ستكون بداية لعودة المفاوضات، وإنما استمرار للعربدة الإثيوبية".
ودعا وزير الري السابق "بعض الدول العربية" التي قال إنها تساند إثيوبيا بدعوى تضررها من الحرب الداخلية مع جبهة التيجراي إلى التوقف؛ حتى لا تستخدم هذه المساعدات في مشروع سد النهضة.