إدريس ديبي.. نهاية درامية لمارشال تشاد على جبهة القتال - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إدريس ديبي.. نهاية درامية لمارشال تشاد على جبهة القتال

الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي وسط جنوده (أرشيف)
الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي وسط جنوده (أرشيف)
محمد هشام:
نشر في: الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 3:21 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 3:29 م

قائد عسكري، وواحد من أطول الزعماء الأفارقة بقاءً في الحكم، وحليف رئيسي للغرب في مكافحة الإرهاب في غرب ووسط القارة السمراء، إنه الرئيس التشادي إدريس ديبي رابع رئيس في تاريخ تشاد، الذى أعلن الجيش التشادي وفاته متأثرا بإصابته خلال معارك ضد متمردين في شمال البلاد، بعد ساعات من الإعلان عن فوزه بولاية رئاسية سادسة.

ولد ديبي المنتمي لقبيلة الزغاوة في مدينة فادا الواقعة شمال شرق تشاد في عام 1952، وهو ضابط محترف في الجيش، ساعد وزير الدفاع حسين حبري في الإطاحة بحكم الرئيس وكوني عويدي عام 1982، وبعد تولي حبرى رئاسة البلاد أصبح ديبي نائباً لقائد القوات المسلحة في عام 1983، ثم مستشارًا لحبري للدفاع والأمن في عام 1986 لكن الخلافات بدأت تعرف طريقها بين الرجلين حتى وصلت ذروتها في عام 1989 حين اتهمه حبري بالتخطيط لانقلاب ضده، ما دفع ديبي إلي الهروب للسودان.

وفي السودان، قام ديبي بتشكيل حركة الإنقاذ الوطنية وبدأ الهجوم ضد حسين حبري وتمكن بعد مرور عام واحد فقط من الإطاحة بحكم حبري ونفيه، ثم تولي رسميا رئاسة تشاد في في عام 1991.
ووضع المارشال ديبي رجالا ونساء من عائلته وقبيلته على رأس وحدات الجيش من بينهم نجله الجنرال محمد إدريس ديبي، وأيضا في المؤسسات الكبيرة والقطاعات الاقتصادية الرئيسية في البلاد. وواجه حركات تمرد متكررة فى الصحراء الشمالية واستياء شعبى متزايد على إدارته الثروة النفطية للبلاد التى صنفت كثالث أفقر دولة فى العالم، وفقا لبرنامج الأغذية العالمى.

وقد فاز ديبي بأول انتخابات رئاسية في تشاد بعد الاستقلال والتي تم تنظيمها في عام 1996 بعد إقرار دستور يسمح بالتعددية الحزبية، ثم أعيد انتخابه في عام 2001 ، لكنه أشرف على تنظيم استفتاء لتعديل الدستور في عام 2005 لرفع القيد علي مدد الترشح لرئاسة الجمهورية الأمر الذى كان يحول دون بقاءه في الحكم، وقد تمكن ديبي بعد إقرار التعديلات من الترشح لولاية ثالثة في انتخابات الرئاسة 2006 والتي فاز فيها وقاطعتها المعارضة، في مشهد تكرر في انتخابات الرئاسة في أبريل 2011، والتي فاز فيها بولاية رئاسية رابعة.

وقبيل انتخابات الرئاسة في أبريل 2016، تعهد ديبي بإعادة القيود على مدد تولي الرئاسة التي ألغيت في عام 2005، إذا أصبح رئيسًا مرة أخرى، قائلاً إن التغيير الدستوري الذي تم إجراؤه في عام 2005 كان ضروريًا لأن "حياة الأمة كانت في خطر "، لكنها وعود لم تر النور.

وقد نجا ديبي من العديد من المحاولات للإطاحة بحكمه أبرزها كان عندما هاجم المتمردون العاصمة في أبريل 2006 ، ومرة أخرى في فبراير 2008 ، عندما هزمتهم القوات الحكومية المدعومة بالطائرات الحربية الفرنسية التي تقدم الخدمات اللوجستية والاستخبارات.

وفي مايو 2013، قالت الحكومة إنها أحبطت مؤامرة انقلابية أخرى، زُعم أن هذه المرة تورط فيها ضباط في الجيش ونائب من المعارضة واتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية في عام 2013 ديبي بقمع منتقدي حكمه بوحشية ، وتجاهل الوعود باحترام حقوق الإنسان عندما تولى السلطة في عام 1990، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".

واتسمت علاقته مع ليبيا بالود والتقارب بعد أن كان من أشهر أعداءها خلال الحرب بين البلدين، أما السودان التى أسس على أراضيها حركة الإنقاذ الوطنية، فاتهمها بدعم المتمردين الذين أوشكوا على الاستيلاء على العاصمة أنجامينا سنة 2008، وقد أثار ديبي الجدل في يناير 2012 عندما تزوج ابنة موسى هلال ، قائد ميليشيا الجنجويد السودانية.

وعلى الصعيد الإقليمي، تدخل ديبي بنشاط في شؤون الدول المجاورة، وكانت قواته حاضرة في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وأحيانا في نيجيريا، كمساهم رئيسي في مكافحة المتطرفين في منطقة الساحل.

وكان ديبي في عام 2021 على موعد مع استحقاق هام هو الانتخابات الرئاسية التى أجريت في 11 أبريل الجاري، إذ كان أول من أدلى بصوته في مركز للاقتراع بالعاصمة نجامينا. ونافس ديبي خلال الاقتراع 9 مرشحين – ثلاثة منهم انسحبوا لاحقا- لا ثقل سياسيا لهم، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

لكن القدر كان له رأيا أخر، إذ لم تمض ساعات قليلة على إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات فوز ديبى بولاية رئاسية سادسة بحصوله على 79,32% من الأصوات، في اقتراع بلغت نسبة مشاركة الناخبين فيه 64,81%، حتى أعلن الجيش التشادي وفاة ديبي إيتنو متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتشكيل مجلس انتقالي برئاسة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك