قال الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس، والمستشار العلمي لجمعية المحافظة على البيئة بالبحر الأحمر، إن العالم يشهد حاليا للمرة الثانية خلال 10 سنوات، حلقة هائلة من "أبيضاض المرجان"، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات والبحار، وذلك وفق ما حذرت منه الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي.
وأضاف حنفي لـ"الشروق"، أن حياة مئات الملايين من الأشخاص مرتبطة بالشعاب المرجانية كمصدر رزق، أما عن طريق السياحة أو الصيد، وبالتالي الشعاب المرجانية تمثل أهميه قصوى لهم، وخلال هذه الأيام الشعاب المرجانية تتعرض لمخاطر جمة غير الضغوط البشرية، فهناك التغيير المناخي تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة البحار؛ وذلك يؤدي لانتشار ظاهرة "ابيضاض الشعاب"، مؤكدا أن المرجان أساس الحياة في البحار، وفي حالة موته يحدث اندثارا بيئيا.
وأكد حنفي أن العلماء توقعوا بنهاية هذا القرن اختفاء النظم البحرية للحدود المرجانية في العالم وسينتهي المرجان، موضحا أن اختفاءه يسبب كارثة علمية وبيئية واقتصادية للعالم ككل نتيجة تغير المناخ.
وأوضح حنفي، أن 50 بحثا ونشرة علمية أثبتت أن المرجان في الجزء الشمالي في مصر سيكون آخر ملجأ له في العالم؛ نتيجة للظروف البيئية المحيطة، مؤكدا أن التيارات البحرية وتوجهها وحركة هذه التيارات تسمح بتلطيف درجة الحرارة باستمرار.
وأشار إلى أن المرجان المصري سيكون أحد آخر النظم البيئية للحدود المرجانية الموجودة في العالم، وفكرة الحفاظ عليه ليست قضية وطنية بل قضية للكوكب ككل، مؤكدا أنه في حالة اختفاء المرجان في العالم، سيكون مرجان البحر الأحمر بقعة أمل للاستشفاء النظم البيئية في أماكن أخرى من العالم، حيث تنتقل يرقات هذا المرجان إلى أماكن أخرى.