أول حديث لوالد طفلة العيد بغزة: مصر اعتادت حمل همنا - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 6:12 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أول حديث لوالد طفلة العيد بغزة: مصر اعتادت حمل همنا

بسنت الشرقاوي
نشر في: الخميس 20 مايو 2021 - 10:34 م | آخر تحديث: الخميس 20 مايو 2021 - 10:34 م

وسط دمار القصف الذي خلفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برزت زهرة صغيرة تطل على العالم من فوق تلال الركام بالمدينة، بعدما هدد الاحتلال طفولتها البريئة ليحرمها فرحة العيد.

برداء العيد أو "أواعي" العيد الجديدة، كما يسميها أطفال غزة المكلومين، استراحت الطفلة سيلين فوق ركام أحد الأبراج القريبة من منزلها المهدد بالقصف، رافعة علم بلدها فلسطين ممسكة بعروستها الصغيرة، وكأنها تقول للعالم، أنا هنا بملابس العيد نعم أنا استحق العيش والفرح مثل أطفال العالم.

هذه الصورة لم تمثل سيلين الصغيرة ذات العامين فقط، بل مثلت معاناة مئات الأطفال في غزة ممن أصبحوا مشردين دون مأوى بعد قصف الاحتلال لمنازلهم، فيما استشهد منهم عدد ليس بقليل، في قصف هو الأبشع على الإطلاق، استمر طيلة 10 أيام متواصلة.

في ظروف عصيبة وأجواء مرعبة نتيجة قصف دائم لم يتوقف، تمكنت "الشروق" من التواصل مع والد الطفلة سيلين، ياسر أبو مرق، داخل قطاع غزة، للحديث عن تفاصيل الصورة التي هزت وسائل التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم.

* عيد بلا فرح

يقول ياسر الذي يعمل موظف في تسويق المبيعات في أحد فروع شركة مشروبات عالمية في غزة، إن صورة سيلين لم تلتقط خلال جلسة تصوير مخطط لها بل كانت فكرة عشوائية ظهرت فجأة، يقول: "الأطفال هنا اعتدوا التقاط الصور في الأعياد للاحتفاظ بذكرى جميلة، كنت اتنزه كل عيد مع أطفالي وزوجتي ونلتقط الصور لكن هذا العيد لم تسنح لنا الفرصة لفعل ذلك بسبب القصف فذهبت لالتقاط صورة لسيلين بملابس العيد الجديدة، ولأن الدمار كان يحيط بنا فضلت أن تصعد على أحد الأبراج المنهارة لتكون الصورة ذات معني".

وأشار ياسر إلى أن الصورة تم التقاطها بعد قصف الاحتلال بيوم واحد، حيث بدأت الغارات المكثفة على القطاع في يوم الوقفة بينما التقطت الصورة في أول يوم العيد، الذي كان أقل حدة عن الأيام التي تلته فيما بعد.

ويضيف ياسر لـ"الشروق"، أن الرسالة التي أراد توصيلها إلى العالم من وراء نشر صورة ابنته هي أن أطفال فلسطين لهم الحق في عيش طفولتهم مثل بقية أطفال العالم، مشيرا إلى أن انتشار الصورة الواسع جدا على مواقع التواصل الاجتماعي العربية والعالمية ساهم في توصيل رسالته إلى العالم.

https://m.facebook.com/groups/129222127645/permalink/10160823456617646/

* كواليس الصورة

يقول ياسر إن المصور الصحفي شعبان السويسي كان متواجدا بالفعل لتصوير برج هنادي أول برج قصفه الاحتلال، ولأن منزله يقع أمام البرج فاتفقا على التقاط بعض الصور لسيلين بملابس العيد: "فضلنا التقاط الصورة فوق ركام البرج الذي تم قصفه حتى أجعل سيلين تساهج آثار القصف الذي تسمع صوته المخيف فقط ولا تعرف عنه شئ آخر، لقد كانت حالتها النفسية سيئة للغاية وأصابها الخوف لأن القصف كان بجوار المنزل، وكذا شقيقيها (مجد - 9 سنوات) و(سالى - 6 سنوات)، كانا في حالة نفسية سيئة بسبب أصوات القصف المرعبة.

يحكي ياسر أنه رفض الحديث مع وسائل إعلام ووكالات عديدة محلية وعربية وأجنبية عن صورة ابنته التي اكتسبت شهرة عالمية، لكنه وافق بشدة عندما علم أن التقرير سينشر في صحيفة مصرية: "رفضت التحدث إلى وكالات وصحف عديدة حتى تنتهي الحرب، لكني لم أستطع رفض التحدث لأول مرة إلى صحيفة مصرية، فأنا أحب مصر من قلبي بشدة وأتمنى زيارتها، لقد تربينا منذ الصغر على أنها البلد الذي اعتاد حمل همنا باستمرار وسندنا وظهرنا، لذا قررت أن أهديها ولو شيء بسيط".

* صورة سيلين تغضب الاحتلال (اختراقات وتهديدات)

أغضبت صورة سيلين الاحتلال لانتشارها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، يقول ياسر: "بعض الأفراد التابعين للاحتلال حاولوا اختراق حسابي الشخصي على فيسبوك وكذلك زوجتي لمسح الصورة بسبب انتشارها الواسع".

ويضيف: "تعرضنا لمضايقات بتعليقات همجية وعنصرية من جانب بعض الإسرائيليين، على صورة سيلين على صفحتى الشخصية، ليس ذلك فقط بل دخلوا أيضا على الصفحات العامة التي نشرت صورة سيلين وكتبوا عليها تعليقات تشوه القضية وتلقي باللوم على المقاومة في دمار غزة، حتى أن إحدى الإسرائيليات كتبت لي تقول إنها تتمنى موتي وموت سيلين وأن يسقط صاروخ على منزلنا".

* إسرائيليين يتخفون في حسابات عرب لجمع المعلومات (فخوخ اصطياد الأهداف)

كشف ياسر أن الاحتلال له حيل كثيرة لجمع المعلومات، حتى يستفيد منها في ترابط الخيوط التي توصله لضرب بعض الأهداف، مضيفا أنه علاوة على تعرض حسابه للاختراقات فإنه يتعرض أيضا لفخوخ من بعض التابعين للاحتلال للحصول على المعلومات: "يتصل بنا أحدهم على فيسبوك متخفيا في مؤسسة إغاثة، أو بحجة أنه عربي من الأردن مثلا، للاطمئنان علينا في غزة، ويظهر من صفحته الشخصية أنه عربي بالفعل لكنه في الحقيقة أحد أفراد الاحتلال، يريدنا أن نستجيب له وننساق للإفصاح عن بعض المعلومات حولنا في المنطقة، فمثلا إذا أرادوا أن يستهدفوا شخصا ما يفعلون هذه الحيلة للتأكد من بقائه في المنزل، لكنا نفهم أنهم يريدون هذه المعلومات لتربيط الخيوط ببعضها البعض لذا لا ننساق".

* الوضع الحالي

يوضح ياسر إنه حتى الآن لا يزال الوضع صعب داخل القطاع: "القصف يقع في أي لحظة فوق رؤوسنا، وبيتي معرض للانهيار، ولا يوجد هدنة للوضع الحالي، طائرات الاحتلال تقصف المدنيين داخل الشقق والأبراج حتى شوارع لم تسلم منهم، لكن الجميع هنا يد احدة، فلا فرق بين فتحاوي ولا حمساوي كلنا نصبح يد واحدة ونحتضن المقاومة بشكل عام ضد الاحتلال".

أما عن طرق الحصول على الطعام تحت القصف.. يقول ياسر إنه وبعض السكان تمكنوا من تخزين أطعمة: "أمنا حاجاتنا اليومية وما ينقصنا نشريه من المحال الصغيرة في الحارات كما أن الجيران يتبادلون الطعام ولا يبق جار لنا جوعان أو بحاجة لشيء ما".

وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الخميس، إلى 230 شهيدًا، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسناً، و1710 مصابين بجروح مختلفة، فيما يجري الآن استقبال المصابين من الحالات الحرجة في مستشفيات العريش العام بشمال سيناء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك