«ديسباسيتو» تجتاح العالم فى 6 أشهر.. وتوجيه ضربة قاضية للكآبة - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 11:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ديسباسيتو» تجتاح العالم فى 6 أشهر.. وتوجيه ضربة قاضية للكآبة

تقرير ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الخميس 20 يوليه 2017 - 8:49 ص | آخر تحديث: الخميس 20 يوليه 2017 - 8:49 ص
صنعت فى بورتوريكو.. 3 ونصف مليار مشاهد.. الغناء لويس فونسى ودادى يانكى.. الهدف المتعة والمرح

هناك فارق كبير بين ان تصنع اغنية للاستهلاك المحلى، لمجرد الوجود فقط وبين ان تصنع عملًا يتخطى كل الحدود، معبرا عن نفسه وعن صانعيه، الفارق بيننا وبين الغرب، انهم يعملون من اجل امتاع انفسهم وامتاع الآخرين، اما عندنا فالهدف دائما هو نيل رضا المنتج من اجل حصاد الملايين. لذلك تجد مصر منذ ان اصدر على حميدة اغنيته لولاكى لم تقدم عملا يحاكى العالم، نعم جميعنا هاجم لولاكى التى صدرت فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى واعتبرناها اغنية خليعة وغربية وليست لها علاقة بالشرق رغم انها فى منتهى الشرقية، وصناعها عزت الجندى من اهم شعراء مصر وملحنها الموسيقار سامى الحفناوى من اهم الملحنين، ومغنيها الدكتور على حميدة استاذ بمعهد الموسيقى العربية، وهذا ليس دفاعا عنهم لكنها شهادة براءة لهم، فهذه الاغنية هى الوحيدة التى غزت العالم من قلب مصر، لانها تحمل مفردات مصرية بالفعل. منذ تاريخ صدور لولاكى صدرت اغانٍ حققت نجاحات لكنها لم تكن مثل لولاكى. منذ 6 اشهر طرحت أغنية ديسباسيتو Despacito غناء لويس فونسى ومغنى الراب دادى يانكى وصدرت فى مطلع العام، وهى اغنية تعنى بالعربية بشويش أو بهدوء أو شوية شوية، وتحمل جنسية بورتريكو وهى احدى دول الكاريبى التى تتبع الولايات المتحدة اداريا لكنها تتمتع باستقلال خاص وتخطت 2 مليار ونصف مشاهدة على يوتيوب، كما أنها استطاعت أن تحتل قائمة بيلبورد لأفضل مائة أغنية، بخلاف المبيعات والساوند كلاود ومواقع التواصل الاجتماعى الاخرى أى انها قد وصلت إلى 3 مليارات ونصف وهو ما يعنى ان نصف سكان الكرة الارضية البالغ عددهم 7 مليارات قد استموعوا اليها وشاهدوها، والشىء الجميل انها لم تكن مجرد اغنية عادية بل انها ساهمت فى ارتفاع عدد السياح لدولة بورتوريكو بنسبة 45% أى انهم بهذا العمل الغنائى ساهموا فى انعاش السياحة فى وطنهم. وهذا هو الفارق بين غناء يصنع من اجل البلد وغناء يصنع من اجل الربح. الاغنية رغم ان البعض اتهمها فى عالمنا العربى بانها تقدم مشاهد فيها بعض الايحاءات لكن هذه الفكرة لا يمكن ان نتصورها سوى فى عالمنا العربى لان تلك المشاهد والرقصات هناك طبيعية لذلك لا يمكن ان نضعها على قوائم الترقب كما يحدث، هى صنعت بهذا الشكل وطالما انها تعرض على اليوتيوب وليس على الفضائيات وبالتالى لن تفرض على المشاهد المصرى والعربى كما كان يحدث فى الماضى الآن الوضع اصبح مختلفًا والاغنية على اليوتيوب أى انك تدخل للمشاهدة بمحض ارادتك.
الاغنية مصورة بشكل ممتع للغاية على شواطئ بورتوريكو إلى جانب انها تقدم مشاهد للحياة اليومية للانسان هناك، ولا مانع من وجود بعض المشاهد التى تصور شوارع وازقة المدينة وهناك مشاهد راقصة واخرى لبعض كبار السن على المقاهى كما يظهر بعض الاطفال فى شوارع المدينة، الموسيقى التى تقدمها الاغنية ذات شكل معروف يقدم فى هذه الدول أى انها تعتمد على الايقاعات الراقصة والمرح، وهى دلالات على انها شعوب تسعى إلى تصدير البهجة وليس الكآبة، وتحمل الطعم والطابع والشكل الاخص بهم لذلك نصف سكان الكرة الارضية تقريبا استمعوا اليها وكانت وش الخير على وطنهم.
الاغانى القادمة من الكاريبى أو امريكا اللاتينية أو إسبانيا اجتاحت العالم خلال الربع قرن الاخير واصبحت النموذج الذى يسير عليه كل نجوم العالم ليس فى الغناء فقط ولكن فى اللوك ايضا واخرها اللوك الذى ظهر عليه عمرو دياب فى بوستر الدعاية الخاص بألبومه الجديد الذى هو بصدد طرحه خلال الايام القادمة ويحمل عنوان «معدى الناس»، من هناك جاءت شاكيرا، ومن هناك جاءت مئات الاغانى التى اجتاحت العالم مثل مكارينا. ومن هناك حلت علينا الكثير من الموجات الغنائية.
وتعد هذه الاغنية نموذجًا لمن يصنع عملًا غنائيًا يعبر كل الحدود، فاللغة التى تغنى بها الاغنية هى الاسبانية وهى ليست اللغة الاكثر انتشارا فى العالم، لكن الموسيقى كان لها مفعول السحر فى الانتشار وكذلك التصوير فى حى لابيرلا فى مدينة سان خوان القديمة، فى بورتوريكو، وفى حانة لافاكتوريا، وإنتاج أندريس توريس وموريسيو رينجيفو.
من هم نجوم الاغنية وماذا قالوا؟
الاول هو لويس فونسى ولد فى 15 إبريل 1978، من بورتوريكو ويعمل كملحن وراقص ومغنٍ ومؤلف أغانٍ، وفى فترة طفولته انتقلت عائلته إلى مدينة أورلاندو بفلوريدا، وهو ما تسبب بعد ذلك بفقدانه لاثنين من أشقائه، وبعد ذلك انضم إلى فرقة المدرسة وغنى معها.
وفى عام 2000 أطلق ألبوما جديدا، اشترك فيه مع النجمة الأمريكية الشهيرة كريستينا أجيليرا، وفى ذلك الوقت وصلت شهرته إلى أوروبا، كما أصبح من المشاهير فى إسبانيا، وتعاون أيضا فى تكريم ضحايا أمريكا يوم 11 سبتمبر فى البيت الأبيض، إلى جانب بعض الفنانين الآخرين.
وفى شهر يوليو عام 2011، أطلق عليه لقب «زعيم الجيل الجديد للموسيقى اللاتينية»، بسبب انتشار أغانيه بشكل كبير، وأصبح له جماهيرية كبيرة فى أنحاء العالم، وأغانيه تصل للكثير من الدول مثل أمريكا اللاتينية، وكولومبيا وجمهورية الدومينيكان المكسيك والسلفادور وفنزويلا وغيرها. وحصل على الكثير من الجوائز فى مسيرته الغنائية مثل جائزة الجرامى اللاتينية وجائزة «Premio Lo uestro» و«Premios Juventud» وغيرها.
وعن نجاح الاغنية قال لاحدى المجلات العالمية سعادتى كبيرة بنجاح الأغنية، كتبت العديد من الأغانى لسنوات عديدة، وفى كل أغنية كنت أنتظر ردة فعل الناس، وفوجئت ببعض الأغانى التى لم أكن أتوقع نجاحها بقوة، أما بالنسبة لـ«Despacito»، فمنذ اللحظة التى بدأت كتابتها شعرت أنها ستجذب الملايين، وتكون ضربة قاضية، فكلماتها الحساسة والساحرة ولحنها المميز يجعلك تتحرك من دون توقف، وهذا تحديدا ما أردت خلقه فى هذه الأغنية، مزيجا من الإيقاع اللاتينى، الذى من شأنه جذب الناس ودفعهم للرقص بجنون، ثم لحنت الكلمات جلست حاملا جيتارى الخاص، وحرصت على أن أرى ردة فعل الناس تجاه Despacito، آمنت بالأغنية وأعتقد أننى حققت ما أردته بنجاح.
بينما النجم دادى يانكى اسمه الحقيقى رياموند أيلا، ولد فى 3 فبراير 1977، وهو مخرج وملحن وممثل ومغنى بورتوريكى، ونشأ فى حى فيلا كينيدى، وظهر للمرة الأولى عام 1992 ولكنه تورط فى مشاجرة نتجت عنها إصابته برصاصة فى ساقه وذراعه، جعله يأخذ استراحة من تسجيل أى أغانى، وبعد ذلك قدم بعض الأغانى تتحدث عن هذا الحادث.
وكانت أغنية «No Mercy» الاغنية الاولى له حتى أصبح واحدا من أوائل الفنانين لموسيقى الراب، وفى أوائل عام 1997 تعاون دادى يانكى مع مغنى الراب ناس، وكان مصدر إلهام له، وأطلق معه أغنية «Profecy»، وبعد ذلك أطلق ألبومين فى عامى 1997 و2001 من تجميع شركة «El Cartel».
وفى عام 2002 انتجت شركة «El Cangri.com» أول ألبوم عالمى له، وحقق نجاحا كبيرا فى أسواق نيويورك ميامى، وتحدث من خلاله عن المشكلات الاجتماعيه فى العصر.
ليستطيع دادى يانكى بعد ذلك فى عام 2004 من خلال ألبومه الشهير «Barrio Fino» أن يكون فى الصفوف الأولى لنجوم الراب فى العالم، حيث حقق نجاحا كبيرا فى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا واليابان، وتلقى من خلاله العديد من الجوائز مثل جائزة الأغانى اللاتينية الأمريكية ووبيلبورد لأفضل ألبوم وبيلبورد اللاتينى وجرامى اللاتينى وغيرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك