واشنطن تستعد لإطلاق «عملية الحارس» لضمان الملاحة فى الخليج - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

واشنطن تستعد لإطلاق «عملية الحارس» لضمان الملاحة فى الخليج

محمد هشام ووكالات
نشر في: السبت 20 يوليه 2019 - 3:25 م | آخر تحديث: السبت 20 يوليه 2019 - 3:25 م

ــ طائرات استطلاع أمريكية غير مسلحة تراقب الوضع فى مضيق هرمز.. وبريطانيا: إيران على «طريق خطير» بعد احتجازها ناقلتنا النفطية
ــ باريس وبرلين تطالبان بالإفراج الفورى عن الناقلة «ستينا إمبيرو».. وطهران: توقيف السفينة بسبب اصطدامها بقارب صيد
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، السبت، أن الولايات المتحدة تقوم بتطوير عملية دولية تحت عنوان «الحارس» لتعزيز الاستقرار البحرى وضمان حرية الملاحة فى الممرات المائية الرئيسية فى الشرق الأوسط، فيما تصاعدت حدة التوتر على خلفية احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية فى مضيق هرمز.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية فى بيان نشرته عبر حسابها بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «نقوم بتطوير مجهود بحرى متعدد الجنسيات (عملية الحارس)، لزيادة المراقبة والأمن فى المجارى المائية الرئيسية فى الشرق الأوسط لضمان حرية الملاحة فى ضوء الأحداث الأخيرة فى منطقة الخليج العربي».

وأشار البيان إلى أن الهدف من هذه العملية هو تعزيز الاستقرار فى البحر، وضمان المرور الآمن والحد من التوترات فى المياه الدولية فى جميع أنحاء الخليج العربى ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان.

وأضاف: «يواصل ممثلو الولايات المتحدة التنسيق مع الحلفاء والشركاء فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط بشأن التفاصيل والقدرات اللازمة لعملية المراقبة لضمان حرية الملاحة فى المنطقة وحماية حيوية الطرق البحرية».

ويأتى الإعلان عن «عملية الحارس» عقب تصعيد إيرانى جديد باحتجاز ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو»، وعلى متنها طاقم من 23 شخصا لدى عبورها مضيق هرمز.

إلى ذلك، قال الجيش الأمريكى، الجمعة، إن طائرات استطلاع غير مسلحة فى المجال الجوى الدولى تراقب الوضع فى مضيق هرمز على اتصال بالسفن الأمريكية فى المنطقة، بعد احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية.

وقال اللفتنانت كولونيل إيرل براون المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: «لدينا طائرات دورية تعمل فى المجال الجوى الدولى تراقب الوضع فى مضيق هرمز»، مضيفا: «قيادة القوات البحرية الأمريكية على اتصال مع السفن الأمريكية بالمنطقة لضمان سلامتها».

وفى طهران، قال مراد عفيفى بور المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزجان (جنوب) إن الناقلة ستينا إمبيرو التى ترفع علم بريطانيا اصطدمت بقارب صيد إيرانى وتجاهلت نداء الاستغاثة الذى أطلقه، وفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية.

وأضاف عفيفى أن الناقلة الآن فى ميناء بندر عباس الإيرانى وسيبقى جميع أفراد الطاقم، وعددهم 23، على متنها لحين انتهاء التحقيق، موضحا أن الطاقم مؤلف من 18 هنديا و5 من روسيا والفلبين وليتوانيا ودول أخرى، وأن قوات البحرية التابعة للحرس الثورى الإيرانى اصطحبت الناقلة إلى بندر عباس.

وقالت بريطانيا فى وقت سابق، إنها تسعى للحصول بشكل عاجل على معلومات عن الناقلة، التى كانت متجهة إلى ميناء فى السعودية وغيرت مسارها فجأة بعد عبور مضيق هرمز الذى يقع عند مدخل الخليج.

وتدهورت العلاقات المتوترة أصلا بين إيران والغرب، منذ احتجزت البحرية البريطانية الناقلة الإيرانية "جريس 1" فى جبل طارق 4 يوليو، للاشتباه فى أنها تهرب النفط إلى سوريا فى انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبى.

وفى لندن، قال وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت، السبت، إنه يخشى أن تكون إيران سلكت «طريقا خطيرا» بعد احتجازها الناقلة البريطانية.

وأوضح هانت فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، أن تحرك أمس الجمعة، فى الخليج يبعث بإشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقا خطيرا من سلوك غير قانونى ومزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز المشروع لنفط متجه إلى سوريا فى جبل طارق.

وأضاف هانت: «كما قلت سيكون ردنا مدروسا لكن قويا. نحاول التوصل إلى طريقة لحل مسألة الناقلة جريس 1 لكننا سنضمن سلامة شحننا»، مشيرا إلى أنه قلق للغاية من احتمال حدوث عواقب وخيمة، إذا لم تقم إيران بتسوية الوضع المتعلق بناقلة النفط ستينا أمبيرو بسرعة.

من جهته، قال ناطق باسم الحكومة البريطانية فى بيان: «ما زلنا نشعر بقلق عميق من تحركات إيران غير المقبولة، التى تشكل تحديا واضحا للملاحة الدولية. نصحنا السفن البريطانية بالبقاء خارج المنطقة (مضيق هرمز) لفترة موقتة».

بدورها، قالت شركة ستينا بالك، ومقرها السويد، المشغلة للناقلة ستينا أمبيرو فى بيان إن السفينة «استجابت بشكل كامل لجميع قواعد الملاحة والقواعد الدولية، وليس هناك أى تقارير بشأن حدوث إصابات للطاقم».

وكانت شركة نوربولك البريطانية للشحن البحرى قد أعلنت الجمعة، أن الحرس الثورى الإيرانى أفرج عن سفينتها، ناقلة النفط مسدار، بعدما استولى عليها عناصره لبعض الوقت أثناء إبحارها فى مضيق هرمز.

وعلى الصعيد الدولى، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية فى بيان، السبت، عن قلقها الشديد من احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية فى مضيق هرمز، معتبرة أن خطوة طهران تضر بجهود وقف التصعيد فى المنطقة، مؤكدة تضامن باريس الكامل مع لندن، داعية طهران إلى الإفراج عن طاقم الناقلة المحتجزين.

كما طالبت وزارة الخارجية الألمانية، إيران بالإفراج الفورى عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة، معلنة التضامن مع بريطانيا.

وقال متحدث باسم الوزارة فى برلين: «إن هذا تدخل فى الملاحة البحرية المدنية لا يمكن تبريره، ويؤدى إلى تصعيد الوضع المتأزم على نحو خطير».

وفى موسكو، أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن قلقه إزاء المواجهة الحاصلة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال بوتين فى مقابلة نشرها الكرملين: «قلقون جدا من هذا الأمر، يمكن أن يزعزع ذلك استقرار الوضع حول إيران، وأن يؤثر على بعض الدول التى تربطنا بها علاقات وثيقة للغاية، وقد يسبب موجات إضافية من اللاجئين بأعداد كبيرة، ويمكن أن يتسبب فى أضرار كبيرة للاقتصاد العالمى وصناعة الطاقة العالمية».

وأكد بوتين أن موسكو سترحب بأى تحرك من واشنطن وطهران قدما تجاه بعضهما، مشيرا إلى أن تأجيج الوضع لن يفيد أحدا، بما فى ذلك الولايات المتحدة ذاتها».

وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذى يمر عبره ثلث النفط الخام العالمى المنقول بحرا، تصاعدا فى التوتر على خلفية إعلان واشنطن إسقاط طائرة دون طيار «درون» إيرانية، الأمر الذى نفته طهران.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن العسكريين الأمريكيين استخدموا لأول مرة منظومة الدفاع الجوى البحرية المتكاملة «MADIS» لإسقاط الدرون الإيرانية.

وتضم المنظومة رادارات وأجهزة تشويش، بهدف رصد الدرون وتشويش اتصالاته بالأرض، كما تم تزويد بعض نماذج لمنظومة بأسلحة لإسقاط الدرون المعادى.

فى سياق متصل، استبعد خبراء لجوء إيران لإغلاق مضيق هرمز لفترة طويلة، لكنهم أشاروا إن لدى طهران قوارب صغيرة يمكنها إيقاف الحركة فى المضيق، وغواصات يمكنها زرع الألغام، فضلا عن وسائل أخرى لتعطيل صادرات النفط والغاز من الدول العربية المجاورة.

وقالت آمى مايرز، كبير الزملاء فى مجال الطاقة والبيئة بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى إن مضيق هرمز ليس المسرح الوحيد الذى يثير قلق الولايات المتحدة بشأن حرية تدفق النفط من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار(درونز) والهجمات الإلكترونية الأخيرة على البنية التحتية للنفط والبتروكيماويات بالسعودية تشكل تحديا لاستقرار أسواق النفط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك